تتميز مكتبة الحرم المكي الشريف بعظمة المكان والاسم، وباحتوائها بين أرففها أمهات الكتب الإسلامية وغيرها من العلوم الدينية والدنيوية مما جعلها من أهم روافد العلوم الشرعية والفقهية واللغوية والدراسات العلمية وشتى العلوم الإنسانية والمعرفية، وتعد من أقدم وأهم المكتبات بالعالم الإسلامي. حازت المكتبة اهتماما منقطع النظير في العهد السعودي الزاهر، حيث أمر الملك المؤسس - رحمه الله - في عام (1375هـ) بتسمية المكتبة باسمها الحالي وهو «مكتبة الحرم المكي الشريف»، وتهيئة مكان أكبر وأشمل لها، ليتواكب مع عظمة المكان والمحتوى الذي تحمله المكتبة بين أروقتها، لتتوالى بعد ذلك الإنجازات والتطورات الملموسة بين أروقتها التي أمر بها من بعده أبناؤه الملوك البررة، وأصبحت تتكون من عدة إدارات بمهام مختلفة، وذلك في سبيل العلم والمعرفة الدينية والدنيوية، وسنتناول في هذا التقرير إدارة المكتبات الخاصة والإهداء: تقوم على تنظيم وترتيب واستقبال المكتبات المهداة للمكتبة، وتقوم بتوفير مجموعة من الكتب لتقدم كإهداء للمستفيدين من الأفراد أو عن طريق الإهداء المتبادل مع الجهات الأخرى، وبهذا تضمن عدم تكرار الكتب، ويستفاد منها بشكل أكبر سواءً على مستوى الأفراد أو جهات أخرى، وتعدّ كذلك مصدرًا وطريقة فعّالة للحصول على كتب ومصادر معرفية متنوعة. وتحرص الإدارة على توفير كافة الخدمات على أكمل وجه، فهي تعدّ مصدرا مهما للباحثين، فتعمل على تمكينهم من دخول المكتبات الوقفية ومساعدتهم في عملية البحث وتوفير الكتب المطلوبة، وتوفر لهم خدمة التصوير الجزئي المجاني عند الطلب، وتقف أيضاً على عملية تعقيم الكتب وتنظيفها قبل إعادتها إلى الأرفف المخصصة لها وبشكل مستمر لا سيما عند انتهاء الباحثين من الكتب. وتعمل إدارة المكتبات الخاصة والإهداء أيضا على تنظيم المكتبات المهداة إليها والكشف عنها لمعرفة الكتب الجيدة ومعرفة ما يحتاج لها من ترميم وتعقيم وتجليد، وإحالتها للجهة المختصة للتعامل معها ومن ثم إعادتها، وتقوم الإدارة على تسجيل وأرشفة كل كتاب بشكل إلكتروني ليسهل بعد ذلك الوصول إليه، كما أنها تحرص على تهيئة المكان المناسب للمكتبات لوضعها فيها. وقامت الإدارة على تسجيل عدد (11430 كتابا تسجيلا إلكترونيا)، وبإهداء (2500 كتاب)، وبلغ عدد المكتبات الخاصة: (43 مكتبة) ومن أبرزها: مكتبة الشيخ عبدالله بن حميد، مكتبة الشيخ عبدالله آل الشيخ، مكتبة الشيخ سليمان بن عبيد، مكتبة الشيخ عبدالرحيم بن صديق، مكتبة الشيخ محمد رزيق.
مشاركة :