فايزة محمد من يتابع مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة، يجد أنها تعجُ بالتغريدات والمشاركات السلبية في مختلف المواضيع، وخاصة التي تتعلق بتعامل السلطنة مع فيروس كورونا "كوفيد 19"، فما الذي يحدث؟ هل يُعقل أننا فقدنا الثقة في تعامل الحكومة مُمثلة في اللجنة العليا المكلّفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا "كوفيد19" مع الفيروس؟ هل يُعقل أن تنتشر الشائعات والتغريدات السلبية كما تنتشر النار في الهشيم وتغزو مختلف وسائل التواصل الاجتماعي؟! وللأسف الشديد في الأيام الأخيرة شهدنا تغريدات فيها إساءة للجنة العليا والمسؤولين في وزارة الصحة الذين يبذلون الغالي والرخيص من أجل خدمة هذا الوطن الغالي، ويسهرون الليالي من أجل الاطمئنان على الوضع الصحي في البلاد. وقد تعددت الشائعات لتتخذ أشكالاً مختلفة، فهناك من يسمع معلومة هنا أو هناك فيخاف أن يفوته السبق الصحفي وينشرها على حسابه في تويتر بغض النظر هل هذه المعلومة صحيحة أم خاطئة، وهناك من يعرف أنه كلما كانت تغريدته لنقد وزارة الصحة أو اللجنة العليا أقوى كانت فرصة انتشارها في مجموعات "الواتس آب" أكثر، وهناك من يرغب في حصد أكبر كمية من إعادة التغريد والإعجاب، وكل ذلك على حساب الوطن للأسف الشديد. نعلم أن بعض القرارات التي أصدرتها اللجنة وخاصة الحظر الليلي في شهر رمضان كانت مؤلمة للجميع، ولكن ينبغي في الوقت نفسه ألا ننسى أن اللجنة نفسها كانت قد حذرت في بيانها الذي صدر بتاريخ 25 مارس 2021 بأن "الفترة من الأول من أبريل وحتى 31 مايو 2021م –حسب توقعات المختصين- ستكون فترة صعبة وحرجة للغاية في وضع الجائحة في السلطنة، ولتجنب الأسوأ فإنها سوف تتخذ سلسلة من الإجراءات الأشد والأشمل قد تصل إلى الإغلاق التام ومنع الحركة كلياً خلال الفترة المذكورة". إن سياسة الإغلاق الجزئي اتبعتها كثير من دول العالم في فترات كثيرة وفق تقديرات اللجان المكلّفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا "كوفيد19"، وقد ذكر موقع الجزيرة نت يوم السبت 24 أبريل 2021 أن ألمانيا دخلت في مرحلة جديدة من الإغلاق تشمل حظر تجوّل على المستوى الوطني بعد تبني قانون مثير للجدل، اعتبرته المستشارة أنجيلا ميركل "ملحًّا" لاحتواء الموجة الثالثة من فيروس كورونا. ومن يتمعن في قرارات اللجنة العليا خلال الأشهر الأخيرة يجد أنها تجنبت بشكل كبير جدا إغلاق الأنشطة التجارية إلا في الأوقات المسائية فقط بعد أن ارتفعت حالات الإصابة والوفيات والمرقدين وتحديداً الساعة الثامنة مساءً ثم التاسعة مساءً في الشهر الفضيل، وذلك حتى لا تتأثر الحالة الاقتصادية في البلاد. أزمة كورونا هي أزمة عالمية وجميعنا يعرف ذلك، والخروج من هذه الأزمة إلى بر الأمان لا يكون بنشر التغريدات والمشاركات السلبية وترويج الشائعات في مواقع التواصل الاجتماعي؛ وإنما بالثقة الكبيرة في الحكومة ممثلة في اللجنة العليا المكلّفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا "كوفيد19"، واتباع التعليمات الصادرة من اللجنة ووزارة الصحة والالتزام التام بالتباعد الجسدي وارتداء الكُمامة والمواظبة على نظافة اليدين وبقية الإجراءات الاحترازية، وأن يستشعر الجميع مسؤوليته الفردية والجماعية، حماية للنفس والأسرة والمجتمع من انتشار الوباء.
مشاركة :