وسط أجواء احتفالية من الزينة التقليدية المبهجة المعروفة في مصر خلال شهر رمضان، جلس عشرات المصريين من الفقراء تحت مظلة في الفناء الخلفي لجمعية خيرية بالقاهرة، في انتظار دورهم للحصول على صناديق كرتونية تضم سلع غذائية قدمتها الشركات الصينية العاملة في مصر للمساعدة في تخفيف أعبائهم المادية خلال الشهر المبارك. وهذه الشركات أعضاء في غرفة التجارة الصينية في مصر، والتي تبرعت هذا العام بأكثر من نصف مليون جنيه مصري (حوالي 32 ألف دولار أمريكي) للجمعية المصرية للتنمية المتكاملة، وهي المؤسسة المسؤولة عن إعداد عبوات الطعام فضلا عن الأنشطة الخيرية الأخرى. وتسلم كل فرد من المستفيدين ومعظمهم من كبار السن عبوة ثقيلة من السلع الغذائية تحتوي على أكياس من الأرز والمكرونة والسكر والبقوليات وعلب من صلصة الطماطم وزجاجات من زيت الطهي وغيرها. وقالت كريمة كيلاني، وهي سيدة تبلغ من العمر 36 عاما، إن الجمعية المصرية للتنمية المتكاملة والمتبرعين بها ساعدوها كي تحيا حياة كريمة على الرغم من فقرها. وأضافت كيلاني، لوكالة أنباء (شينخوا)، "إنهم يهتمون بنا حقا ولا يجعلونا نحتاج أي شيء، وأتمنى لهم جميعا التوفيق في مساعدة المزيد من الفقراء". بينما أعرب سمير عبد العزيز، 75 عاما، عن سعادته بعد استلامه عبوته الغذائية، قائلا، "نشكر الصين على كل شيء، لأن كل هؤلاء الأشخاص الذين تلقوا العبوات الغذائية هم فعلا في حاجة إليها"، واصفا الصين بأنها دولة "صديقة ومسالمة". وتعمل في مصر أكثر من 1500 شركة صينية وفقا للإحصاءات المصرية، بينما تضم غرفة التجارة الصينية في مصر ما يزيد عن 150 عضوا وهي كبرى الشركات الصينية العاملة في مصر. وقال بيان شي يوان، رئيس غرفة التجارة الصينية في مصر، "إن الشركات الأعضاء في غرفة التجارة الصينية سعداء بالمشاركة في هذا العمل الخيري للتعبير عن التزامنا الراسخ تجاه المجتمع المصري، ولا سيما في هذا الشهر المقدس من العام". وأشار بيان، وهو أيضا ممثل مكتب بنك التنمية الصيني بالقاهرة، إلى أن هذا هو العام السابع على التوالي الذي تتعاون فيه غرفة التجارة الصينية بالتبرعات مع الجمعية المصرية للتنمية المتكاملة. كما أشاد بالعلاقات المتنامية بين الصين ومصر، لا سيما في إطار مبادرة "الحزام والطريق" الصينية للتنمية المشتركة والتي تدعمها مصر بشكل كبير. من جانبها، حرصت هناء إسماعيل رئيسة مجلس إدارة الجمعية المصرية للتنمية المتكاملة على أن يحصل كل فرد من المستفيدين على علبة من أقنعة الوجه الطبية (كمامات) كهدية مع عبوة السلع الغذائية. وأوضحت أن الجمعية كانت تتعاون في السنوات الماضية مع المستثمرين الصينيين في إقامة مائدة إفطار للفقراء لمدة 15 يوما خلال شهر رمضان، لكن هذا العمل توقف للعام الثاني بسبب وباء فيروس كورونا الجديد. وأردفت رئيسة الجمعية الخيرية، "لقد اتفقنا مع مستثمرين صينيين هذا العام على إعداد 1350 عبوة سلع غذائية، تزن كل منها 40 كيلوجراما، لكننا تلقينا منهم المزيد من المساهمات إلى أن وصلنا حتى الآن إلى أكثر من 1550 عبوة وقد تتجاوز الألفين عبوة هذا العام". وأشارت إلى أنه على مدار السنوات السبع الماضية وحتى الآن وزعت الجمعية بالتعاون مع شركائها الصينيين حوالي 11 ألف عبوة غذائية استفاد منها نحو 40 ألف شخص، ليس فقط في القاهرة ولكن في محافظات أخرى مثل الجيزة وبني سويف وأسوان. ومن بين الشركات الصينية المشاركة في هذا العمل الخيري شركة الصين لهندسة الموانئ. وقال دونغ شياو وي، مدير فرع الشركة في مصر، "نحن نتعامل مع المصريين كأصدقاء لنا ونريد تعزيز هذه الصداقة، ونعتقد أن مصر سيكون لها مستقبل مشرق ونود تعزيز التعاون مع مصر في المستقبل".