تدفق الاف المهاجرين عبر دول البلقان اليوم الخميس (24 سبتمبر/ أيلول 2015) فيما حذرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بعد قمة طارئة من ان اوروبا لا تزال بعيدة عن التوصل لحل لاكبر ازمة هجرة على اراضيها منذ الحرب العالمية الثانية. واعلن مسؤولون فرنسيون ان شابا افريقيا مهاجرا لقي مصرعه في ساعة مبكرة الخميس عندما صدمه قطار شحن قرب مدخل نفق المانش اثناء محاولته الوصول الى بريطانيا، في مأساة جديدة تضاف الى مصرع الاف اليائسين الساعين الى حياة افضل في اوروبا. وفي اجراء يطبق للمرة الاولى بين بلدين ينتميان الى مجال شينغن، اعلنت المجر انها بدأت وضع اسلاك شائكة على طول حدودها مع سلوفينيا التي تنتمي مثلها الى شينغن بعدما فعلت ذلك على حدودها مع صربيا وكرواتيا، للحد من تدفق اللاجئين. وقال ناطق باسم الحكومة المجرية سابا ريغو ان "اقامة هذا السياج بدأت على الحدود مع سلوفينيا نظرا لقربها من الحدود الكرواتية". وهو اول اجراء من هذا النوع يفرض بين بلدين ينتميان الى مجال شينغن. وكانت الشرطة المجرية اعلنت الخميس رقما قياسيا جديدا لاعداد الواصلين في يوم واحد مع وفود 10046 مهاجرا الاربعاء من كرواتيا، فيما اعلنت السلطات النمساوية الخميس ان 8100 شخص دخلوا من المجر في الساعات الـ36 الاخيرة. وفي روما اعلنت وزيرة الخارجية الاوروبية فيديريكا موغيريني عن اطلاق مرحلة جديدة في مكافحة مهربي المهاجرين في المتوسط في 7 تشرين الاول/اكتوبر تجيز لسفن الاتحاد الاوروبي التدخل في المياه الدولية. وتريد بودابست اغلاق حدودها مع كرواتيا مع نهاية الاسبوع الحالي او مطلع الاسبوع المقبل بحسب ما نقلت مواقع اخبارية مجرية عن مصادر حكومية. ويعبر المهاجرون منطقة البلقان في مسار متعرج وصولا الى المانيا التي ينشدون الاستقرار فيها. ودفع اغلاق الحدود وصدامات لاحقة مع شرطة مكافحة الشغب على الحدود، بآلاف المهاجرين لدخول كراوتيا بشكل فاق قدرة السلطات التي قامت بنقلهم بحافلات الى الحدود المجرية. واشتد الخلاف الخميس بين كرواتيا وصربيا بشأن تدفق اللاجئين بعد ان قررت كل منهما زيادة التشدد في اغلاق حدودها. وفي حين دعا رئيس وزراء كرواتيا زوران ميلانوفيتش بلغراد الى الكف عن توجيه المهاجرين الى حدود بلاده، ردت بلغراد باتهام زغرب بانها تقوم "بهجوم اقتصادي" ضدها. وبدأت كرواتيا باغلاق حدودها الاثنين امام كل الشاحنات الأتية من صربيا في معبر باياكوفو-بتروفشي الاخير المفتوح، وردت بلغراد ليلا باغلاق معبرها امام كل شاحنة تحمل لوحة تسجيل كرواتية او بضائع كرواتية. وتتهم زغرب صربيا بانها تعيد بالاتفاق مع المجر كل المهاجرين الى حدودها. وفي هذا الاطار اعلنت لوكسمبروغ التي تتولى رئاسة مجلس الاتحاد الاوروبي الخميس ان مؤتمرا مخصصا لطريق البلقان الذي يسلكه المهاجرون سيعقد في الثامن من تشرين الاول/اكتوبر في لوكسمبورغ على هامش اجتماع جديد لوزراء الداخلية حول ازمة الهجرة. واتفق القادة الاوروبيون في قمة طارئة حول ازمة المهاجرين في ساعة مبكرة الخميس على زيادة المساعدات للدول المجاورة لسوريا حيث لجأ ملايين اللاجئين هربا من النزاع والفظائع التي يرتكبها تنظيم الدولة الاسلامية. واتفق القادة على تخصيص مليار يورو اضافي (1,12 مليار دولار) للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة وبرنامج الاغذية العالمي، ومساعدة اضافية لتركيا ولبنان والاردن ودول البلقان. وبرزت انقسامات قبل القمة بين دول الكتلة ال28، خاصة بين دول الغرب والدول الشيوعية سابقا في شرق اوروبا. غير ان رئيس الاتحاد دونالد توسك قال انه على ثقة بان لعبة "تبادل القاء اللوم" انتهت. وقال ان القادة الاوروبيين اتفقوا ايضا على تعزيز الحدود الخارجية للكتلة، مشيرا الى "تغير في طريقة التفكير بشأن حدودنا الخارجية". واضاف ان القادة اتفقوا ايضا على اقامة مراكز استقبال "عاجلة" في الدول الامامية -ربما في اليونان وايطاليا - للفصل بسرعة بين اللاجئين الفارين من النزاعات والهاربين لاسباب اقتصادية. واعلن جهاز استقبال اللاجئين اليوناني الخميس انه سيتم انشاء ثلاثة مراكز لتسجيل وانتقاء اللاجئين سيطلق عليها تسمية "نقاط ساخنة" في نقاط وصول مراكب المهاجرين في جزر ليسبوس وكوس وليروس في شرق بحر ايجه. وقال رئيس الجهاز الكسندر ارفانيتيديس لفرانس برس ان "السلطات اليونانية تبذل جهودا كبيرة لفتح هذه المراكز خلال تشرين الاول/اكتوبر". ودخل اكثر من 300 الف مهاجر الى اليونان قادمين من البحر منذ بداية السنة. وعشية القمة اتفق وزراء الداخلية الاوروبيون على توزيع 120 الف لاجئ على دول الاتحاد بالاغلبية الموصوفة، رغم معارضة مع المجر وتشيكيا ورومانيا وسلوفاكيا. وقال رئيس الحكومة السلوفاكية روبرت فيكو انه سيلجأ الى المحكمة الاوروبية العليا لالغاء القرار رافضا "املاءات" بروكسل. وتلك الاعداد لا تمثل سوى جزء صغير من 500 الف مهاجر وصلوا شواطئ اوروبا هذا العام واربعة ملايين لاجئ يقيمون في مخيمات على حدود سوريا. وقالت المستشارة الالمانية امام مجلس النواب الخميس "انا مقتنعة تماما بان اوروبا ليست فقط بحاجة الى تقاسم آني بل الى اجراء مستديم حول تقاسم اللاجئين بين الدول الاعضاء في الاتحاد". واضافت "لقد قمنا باول خطوة لكننا لا نزال بعيدين جدا" عن الهدف. وفي النروج، افادت اجهزة الاستخبارات انها تخشى رد فعل عنيفا من اليمين المتطرف وليس من تسلل اسلاميين بين اللاجئين. من جهة اخرى، غادر حوالى 500 مهاجر كانوا يخيمون منذ حوالى 10 ايام في مدينة ادرنه التركية (شمال غرب) الحدودية مع اليونان الخميس بعد القمة الاوروبية التي اعلنت اتخاذ تدابير لوقف تدفقهم الى اوروبا. وفي بريطانيا سلم شاب ايراني نفسه الى الشرطة البريطانية وطالب بترحيله الى ايران رغم وجوده بشكل قانوني في بريطانيا حيث قال انه يعاني من العنف تجاهه.
مشاركة :