زار البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي صباح اليوم الاثنين، رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، حيث جرى بحث أبرز القضايا المطروحة على الساحة اللبنانية. بعد اللقاء قال البطريرك الراعي في تصريح أمام الإعلاميين: " أحيّي الإعلاميين الأحباء واستنكر الاعتداء على أي إعلامي ولكن أؤكد على كلام وزيرة الإعلام التي قالت أن الاعلاميين أيضًا يجب أن يعرفوا حدودهم، وأنا لا أقصدكم، بل أتحدث عمن يستعمل السوشيل ميديا بطريقة تسيء للآخرين، ولكن أحيّيكم أنتم الموجودون هنا لأن الكنيسة تقول في المجمع الفاتيكاني الثاني "الإعلام هو عطيّة الله للبشرية وقد جعل من الكرة الأرضية قرية صغيرة واحدة". وتابع: "تشرفت اليوم بزيارة فخامة رئيس الجمهورية لأردّ له الزيارة التي قام بها لمناسبة عيد الفصح المجيد، وبهذه المناسبة أتمنى عيد فصح مجيد لإخوتنا في الكنيسة الأورثوذوكسية، واليوم تحدثت مع رئيس الجمهورية عن ضرورة وجود حكومة ووجوب تذليل العقبات، وأن لا مبرر أساسيًا لعدم وجود حكومة أمام بلد يتهدّم، فهذا هو العامود الفقري الحيوي للوطن وبدونه تخور الأعضاء في الجسد، ولا يكفي أن نتراشق المسؤوليات ونزيد المشكلات. كما تحدثنا عن مواضيع الساعة والساحة". وتابع غبطته:" تحدثنا عن الفقر والجوع، وكلّكم يعلم أن 50 بالمائة من الشعب اللبناني بات تحت مستوى الفقر بعد ان كانت الطبقة المتوسطة تشكل 80% قبل سنة 1980، واليوم باتت هذه الطبقة شبه مضمحلّة. وأضاف الراعي:" ناقشت مع الرئيس عون أهمية استقلالية القضاء، وضرورة عدم السماح بالفراغ في القضاء اللبناني والعمل على تشكيلات جديدة فيه وعن كرامة القضاء والقاضي ونزاهته وحريته من الانتماء لأي فئة من الفئات وعدم تدخّل الناس في شئون القضاة كي يستطيع القاضي أن يحكم حسب ضميره وحسب القانون. كما وتحدثنا عن موضوع تهريب المخدرات إلى السعودية الذي شوّه وجه لبنان، فمشهد الكابتاغون في السعودية ومناطق الخليج يجعلنا نخسر مصدر رزق ثمانين في المائة من اللبنانيين وأعني بذلك منتوجنا الزراعي، وهذا ما يؤكد لنا أن تفعيل أجهزة الرقابة له الدور الأساس في منع إبقاء الحدود مفتوحة للتهريب دخولا وخروجًا وعدم السماح بجعل لبنان معبرًا للمخالفات، يوم في السعودية ويوم في اليونان، ما يشوّه صورة لبنان الحضارة. هذه الأمور كلها تمسّ بكرامة كل اللبنانيين ولكن الضحية الكبرى من هذه الفضيحة هم المزارعون وكأنها لا تكفيهم عوامل الطبيعة التي تفتك بمزروعاتهم كما الجراد اليوم، فكيف يعيش هؤلاء وعنصر الزراعة أساسي في إقتصادنا اللبناني." وتابع البطريرك الراعي: "لا يجوز تحويل أي مشكل في البلد إلى أزمة طائفية، فنحن مجتمع تعددي وعلينا احترام بعضنا البعض وأدعو الإعلام إلى المساعدة في إطفاء هذه النيران". ولفت البطريرك" الراعي" إلى أن "الفقر يجرّ الإرهاب، من هنا ضرب الطبقة الوسطى زعزع الأوضاع الأمنية في البلاد ولن نقف متفرجين". وردًّا على أسئلة الاعلاميين حول موضوع الحكومة، قال البطريرك الراعي:" أنا لا أقوم بوساطة بل أتحدث مع الجميع انطلاقا من دوري ودور الكنيسة، ومن موقعي الوطني ألتقي مع جميع اللبنانيين للوصول إلى حلّ في ملف تشكيل الحكومة وما زيارة الحريري إلى الدول الخارجية وبخاصة إلى الفاتيكان، الاّ متابعة واهتمامًا بالملفّ اللبناني". وختم غبطته ردّاَ على سؤال عن هجوم الفاتيكان على طرف سياسي: " الفاتيكان لا يهاجم أحدًا، وبكركي لا تهاجم أحدًا بل هم يهاجموننا".
مشاركة :