أثار مدرب الشباب الأوروغوياني الفارو غوتيريز علامات استفهام عديدة حول بعض قناعاته التي أثرت على مستويات فريقه وجعلته يظهر بأداء أقل من عادي تسبب في خسارته نقطتين في (دوري عبداللطيف جميل) بعد تعادله مع الخليج صفر - صفر في الجولة الثالثة، وهو التعادل الذي جعل الشباب يتراجع من صدارة الدوري إلى المركز الرابع. قناعات المدرب ومجاملته لافونسو تعصفان بالشباب وعلى الرغم من الانتصارات التي حققها في أول جولتين بالدوري ووصوله إلى الدور ربع النهائي من مسابقة كأس ولي العهد بعد فوزه على الرياض ثم الشعلة، إلا أن مستوى الفريق لم يكن مقنعا، وكان يحقق الفوز في معظم المباريات بشق الأنفس، وهو ما يعطي دلالة بأن الأمور الفنية ليست على مايرام. ولعل أكثر ما لفت أنظار الشبابيين على وجه الخصوص ومتابعيه بشكل عام خلال الفترة الماضية هو المجاملة الواضحة من الأوروغوياني الفارو لابن جلدته المهاجم ماوريسيو افونسو الذي لم يقنع أحد بمستواه باستثناء المدرب الذي احضره من بلاده للعب بشعار الشباب، وبقي عالة على الشباب في جل المباريات التي لعبها، إذ لم يسجل في الخمس مباريات التي خاضها إلا هدفا واحدا، وعلى الرغم من ذلك يُصر الفارو على إشراكه أساسياً في كل مباراة وكأنه يريد أن يثبت تواجده حتى لو كان ذلك على حساب الفريق ونتائجه. والأدهى والأمر أن المجاملة الواضحة من المدرب لمواطنه افونسو على حساب مهاجمين مميزين استقطبتهما الإدارة الشبابية في الموسم الماضي وهذا الموسم بسبب إمكانياتهما التهديفية المميزة، والحديث هنا عن اسماعيل مغربي وموسى الشمري، إذ ركنهما الفارو إلى جانبه في دكة الاحتياط ولا يشرك أيا منهما إلا في آخر دقائق المباراة، وهو الأمر الذي من شأنه أن يؤثر عليهما سلبياً بسبب افتقادهما حساسية اللعب وابتعادهما عن المباريات. ولا تقف قناعات وتخبطات الاوروغوياني عند هذا الحد، إذ لا يزال مصمماً على إشراك صانع اللعب مشاري الثمالي في خانة المحور على الرغم أن الإدارة أحضرت اللاعب نظراً لحاجتها لخدماته في صناعة اللعب، بيد أن الفارو كان له رأي آخر، إذ فاجأ الشبابيين بإشراكه للاعب في المحور الدفاعي وهو ماتسبب في عدم ظهور اللاعب بمستوياته التي عرف بها في الموسم الماضي مع فريقه السابق الفيصلي، وقربما يجد المدرب العذر لنفسه بإشراك الثمالي في غير خانته إن لم يكن يمتلك لاعبا في المحور، لكن السبب هو عدم قناعته بلاعب الوسط عبدالرحمن الخيبري الذي استقطبته الإدارة في الموسم الماضي من الشعلة وقدم مع الفريق مستويات كبيرة، إذ كان أحد أفضل الصفقات التي ابرمتها الفرق في الفترة الشتوية وواحد من أبرز لاعبي الشباب. وتتحمل إدارة الشباب مسؤولية عبث الفارو بالفريق كونها لم تحاسبه على بعض قناعاته التي افقدت الشباب هويته، وتركت له حرية اتخاذ مايريد من القرارات حتى لو كان على خطأ، إذ كان من المفترض أن تناقشه في بعض القرارات، وتحاسبه على بعض الأخطاء، خصوصاً مايتعلق بإصراره على إشراك افونسو في الهجوم كل مباراة وهو الذي لم يفلح في تسجيل أكثر من هدف. ايضا تتحمل مسؤولية ظهور الفريق بمستوى متواضع لأسباب عدة، من بينها أنها تركت المجال للمدرب لاختيار اللاعبين الأجانب بالاسم، وهو الأمر غير المنطقي، فالمدرب في هذه الحالات يجب الا تتجاوز مهمته ابلاغ الإدارة بالخانات التي يحتاج فيها للاعبين وهي من تبحث وتختار وتعرض عليه الأسماء للمفاضلة، منعاً ل "السمسرة" التي اهدرت بسببها أنديتنا ملايين الدولارات. كما أنها لم تؤمن للفريق الأدوات التي يحتاج لها، والحديث بالتحديد عن صانع اللعب الذي ظهر افتقاد الشباب له منذ الموسم الماضي، فالفريق كانت علته واضحة، ومع ذلك لم تعالجها الإدارة باستقطاب صانع لعب، وتمسكت بالبرازيلي رافينها الذي يلعب في الجناح ولا يجيد صناعة اللعب. فترة التسجيل الصيفية اغلقت ابوابها، لذلك فإن الشباب مجبر على أن يكمل المباريات المقبلة بالأسماء الحالية، وكل مايمكن أن تعمله الإدارة في الفترة الحالية مناقشة المدرب ومحاسبته في بعض الأخطاء والقناعات التي تأثر بسببها الفريق.
مشاركة :