في بعض الأحيان يكون الفريق بشكل عام وبعض لاعبيه بشكل خاص بعيدين عن مستواهم، فلا يقدم الأداء المتوقع، ولا يحصل على الانتصارات، لكن عندما يكون الفريق سيئاً واللاعبون بعيدين عن مستواهم، ويقع مدربه في نفس الوقت في أخطاء فإنه من المؤكد لا بد وأن يخسر. هكذا الحال مع السد في مباراته مع العربي، حيث كان بعيداً عن مستواه المعروف وهو أمر غريب لأسباب كثيرة أهمها أن صفوفه كانت مكتملة، ولا يعاني من أي نقص، وهو قادم من تعادل أشبه بالخسارة مع الخور، ولم يكن أمامه سوى الانتصار السد، على المستوى الفردي أيضاً كان في حالة يرثى لها في جميع الخطوط بدءاً من الدفاع الذي اهتز منذ اللحظة الأولى، ومروراً بالوسط، وانتهاء بالهجوم، حيث لم يقدم أي لاعب مستواه المعروف من أجل تخفيف حدة التراجع المشكلة الحقيقية أن عموتة مدرب السد كان هو الآخر بعيداً عن مستواه بعد أن بدأ المباراة بتشكيل وضع فيه عدداً من اللاعبين الذين يتمتعون بنفس الإمكانيات والمواصفات بجانب بعضهم البعض لاسيما في الوسط بوجود تشافي وخلفان وأسد الذين يقومون بنفس الدور، تاركا موريكي بمفرده في الأمام. لم يكتف عموتة بكل ذلك بل وضع إحدى أوراقه الهامة والرابحة ممثلة في حسن الهيدوس في مركز الظهير الأيمن رغم وجود عناصر على دكة البدلاء قادرة على القيام بواجبات الظهير وهو ما تنبه له بعد فوات الأوان حيث دفع بمصعب خضر، ليتقدم حسن الهيدوس إلى الأمام في مكانه الطبيعي. كان من الطبيعي بعد كل هذه الأخطاء الكثيرة أن يخفق السد في الفوز، وأن يخفق حتى في استغلال النقص العددي في صفوف العربي وهو أمر أيضاً غريب وعجيب على فريق يملك الخبرة والكفاءة، وكاد أن يخرج مهزوما لولا الحكم المجري الذي أنقذه من الخسارة بركلة جزاء مشكوك في صحتها. لقد فقد الزعيم الكثير بهذا التعادل وبهذا الأداء، ولم يتوقف الأمر عند خسارة نقطتين فقط، لكنه تراجع إلى المركز الثالث، وارتفع الفارق بينه وبين الجيش إلى نقطتين، وخرج جمهوره غير راض عنه وعن لاعبيه ونجومه وأيضاً عن مدربه وهي مشكلة كبيرة لأي فريق يفقد دعم ومساندة جمهوره.
مشاركة :