يطل عيد الأضحى، على العالمين الإسلامي والعربي والمسلمين ممن يقطنون بقاع الأرض، في ظروف صعبة وقاسية بسبب ويلات الحروب الدائرة ومظاهر الفقر. رغم هذا يحاول الجميع جاهدين عدم إفساده على الأطفال وتقديم ما يمكن تقديمه من أجواء مفرحة تنسيهم ربما ولو لأيام مآسيهم. وحتى الكبار يحاولون جاهدين الاحتفال به من خلال حفلات الغناء التي تنظم في عدد من العواصم العربية خلال أيام العيد ولياليه. وحتى نيويورك شهدت أول من أمس مدارسها أول عطلة رسمية بالمناسبة. وبهذا سجلت مدينة نيويورك خطوة مهمة من أجل المساواة حيث أغلقت المدارس الرسمية أمس للمرة الأولى بمناسبة العيد. واستعد اللبنانيون في جميع المناطق لاستقبال عيد الأضحى المبارك، بعد أن ارتدت شوارع لبنان حلّة العيد وانتشرت على طرقاته الإعلانات المروّجة لحفلاته الفنيّة. وفي الأردن قدمت مبادرة خيرية أردنية تسمى «ايد على ايد» ملابس جديدة وألعابا للأطفال المحتاجين. وقد نُقل عشرات الأطفال من مخيم غزة للاجئين في جرش إلى متجر في عمان ليختاروا الملابس والألعاب التي يرغبونها. وقالت منار حبوب العضو في مبادرة «ايد على ايد» الخيرية التي قامت بذلك «احنا موجودين اليوم لمشاريع الكسوة اللي عادة منعملها قبل الاعياد. اليوم معنا 100 طفل من مخيم غزة اللي موجود بجرش. احنا هاي المشروع يعني الهدف منه أنه نجيب الأطفال نفسهم هم يشاركوا. أنهم يختاروا ملابس العيد تبعتهم». وفي بلدان الخليج العربي شهدت الإمارات والبحرين وقطر تدفقا من السائحين، لقضاء إجازات عيد الأضحى. وبينما استعد المسلمون في ربوع المعمورة للاحتفال بعيد الأضحى تمنى اللاجئون السوريون في لبنان لو كان بوسعهم العودة لوطنهم والاحتفال بالعيد في بيوتهم التي طال بعدهم عنها. وفي مدينة صيدا بجنوب لبنان حيث توجد الكثير من الأسر السورية يقول أطفال وكبار أيضا إنهم لا يكادون يشعرون بفرحة العيد بعيدا عن حضن الوطن. وقالت لاجئة سوريا إنه لا شيء يعادل بهجة العيد في الوطن. وأضافت لتلفزيون رويترز «نحن هون تقضية العيد عندنا بالبيوت. ما جبنا شيء وما عندنا أي شيء عن العيد. فترة العيد بالبيوت وهيك حياة العيد عندنا وعادية متلها متل أي يوم. ما فيه جديد. أكيد عيد سوريا غير وكل شيء بسوريا غير حتى العيد اله بهجته أكثر. قرب العيد وما في اله أي بهجة هلا». وقالت لاجئة أخرى «بنتمنى أنه نعيد ببلدنا وما قدرتنا هون نعيد ولادنا وثياب للعيد ما عندنا. شو وين بدهن يعيدوا ولادنا.. قدر ما كان ما فين. العيد ببلادي بيظل أحسن. ياريت تنحل ها المشكلة ونرجع على بلادنا. هيدا ياللي بدنا إياه نحن. ما بدنا نظل لاجئين ومشردين بكل بلد». ويشارك لاجئون سوريون آخرون في مدينة طرابلس بلبنان أيضا اللاجئين في صيدا ذات المشاعر مع قدوم العيد. فقد قال لاجئ سوري يدعى بهاء «مو ها العيد. عيد هيدا.. هيدا مو عيد. ما فيه عيد. بنتمنى نكون معيدين ببيتنا ببلدنا. هاي ما عادتنا ولا دارنا ولا أرضنا ولا شيء». ورغم الوضع الكئيب فإن أطفال اللاجئين السوريين في مدينة طرابلس كان لديهم ما يشعرهم ببهجة قبل الاحتفال بالعيد. فقد نظمت جمعية محلية تسمى بيوند (Beyond) تتلقى تمويلا من مانحين دوليين للأمم المتحدة احتفالا صغيرا، وقالت المديرة التنفيذية للجمعية ماريا عاصي «حبينا نكون عم بنعمل برنامج ضمن برنامج الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال السوريين. عم بنعمل شيء اله علاقة بتراثهم وبعيدهم حتى يبقوا هن متعلقين بأفكارهم وبتراثهم الإيجابي. لأن هيدا حق من حقوقهم. وحقهم أنهم يعبروا من خلال الغناء. من خلال المسرح. ومن خلال كل أنواع الموسيقى ياللي ممكن يعزفوها أو يغنوها. هو كمان لنثبت أكتر بحقهم بحرية التعبير. والأهم من هيك أنه كمان بيقدروا تكون مساحة فرح لهادول العائلات». أما بالنسبة للاجئين المتجهين إلى أوروبا فقد حاول شقيق سيسيليا مواساتها حين غطت وجهها بيديها قائلة: «كان عيد الأضحى من أهم وأسعد المناسبات لعائلتي. لكنه لم يعد كذلك»، فيما جلسا في حقل واسع وسط المجهول في كرواتيا على طريقهما للهجرة من سوريا إلى أوروبا الغربية. وقالت مبتعدة «والدي ووالدتي وشقيقتاي بقوا في سوريا. هناك الحرب مشتعلة، لا كهرباء ولا ماء، ولا يمكننا فعل أي شيء من أجلهم». وعبرت الطالبة الدمشقية البالغة 23 عاما سيرا على الأقدام الحقول التي تفصل صربيا وكرواتيا ووصلت إلى قرية بابسكا حيث جلست ترتاح في ظل شجرة جوز. وقالت طالبة الأدب الفرنسي «كل ما نريده هو الوصول إلى نهاية طريقنا في أسرع وقت، إلى إنجلترا، لندن إذا أمكن. نحن يائسون جدا، لن نفعل شيئا محددا» في عيد الأضحى هذا. وعلى بعد كيلومترات في بلدة أوباتوفاتش (شرق كرواتيا) أقامت السلطات مركز استقبال قادرا على إيواء 4000 شخص ولم تبد أي من مظاهر الاستعداد للاحتفال بهذا العيد المهم جدا للاجئين المسلمين بأغلبيتهم الساحقة، الفارين من مناطق النزاع في العراق وسوريا وأفغانستان. وأوضح المتحدث باسم المفوضية العليا للاجئين بابار بلوش «هؤلاء أشخاص فقدوا الأمل. هذا واضح على وجوههم. لا أحد يتحدث عن العيد ولو أنهم تذكروا موعده». وأضاف: «إنهم على الأرجح يتوقعون أن ننظم شيئا لهم. لكنني لم أر أي مؤشر على ذلك. أعتقد أن أهم هدية يمكن تقديمها إليهم هي التضامن». وقف هانس برات القس اللوثري الذي أتى لتقديم الدعم المعنوي، والتعرف إلى اللاجئين السوريين الذين لديهم أقارب في السويد. وأوضح أن «السويد كما تعلمون تستقبل السوريين. هناك جالية سورية كبيرة في بلادنا». وتابع القس الوافد من بوتكيركا قرب ستوكهولم «إننا نفكر فيهم ونصلي من أجلهم، ونصلي معهم كذلك». وأفاد تقرير للمركز العربي للإعلام السياحي صدر يوم الأربعاء بأن نسب الإشغال الفندقي في دبي وأبوظبي بلغت 90 في المائة واقتربت في بعض الفنادق من 100 في المائة. ويعود الإشغال الفندقي المرتفع إلى تزايد الإقبال السعودي لقضاء إجازة العيد بالمدن السياحية الإماراتية، ويشكل السعوديون ما يقرب من 40 في المائة من نزلاء فنادق دبي. وذكر التقرير الذي أوردته وكالة الأنباء الإماراتية، أن نسبة الإشغال في فنادق البحرين تعدت الـ80 في المائة، وهي نسبة مقاربة لنسبة الإشغال الفندقي بالدوحة. كما شهدت رحلات الطيران القادمة من السعودية والكويت إلى دبي وأبوظبي خلال عطلة العيد نسب حجز مرتفعة زادت على 90 في المائة. ويعلق الخبير السياحي معتز الخياط على التقرير بأن «مدن دبي والدوحة والمنامة نجحت في جذب السائح الخليجي، خصوصا السائح السعودي والكويتي، بمجموعة واسعة من الخيارات الترفيهية»، وأشار إلى أن «دبي برعت خلال السنوات الأخيرة في إضافة معالم سياحية كبرى، من بينها برج خليفة الأعلى بالعالم، ومراكز تسوق كبرى أصبحت جاذبة للسائحين من مختلف القارات، وبرعت قطر في صناعة المهرجانات والفعاليات الترفيهية التي استقطبت أعدادا كبيرة من السائحين، ودفعت خليجيين لقضاء احتفالات عيد الأضحى في الدوحة». وفي السياق، أعلنت الهيئة العامة للسياحة بقطر إطلاق مهرجان ضخم في العيد تحت شعار «التقط الفرح»، ويتضمن فعاليات ترفيهية وثقافية وأنشطة رياضية للعائلات. وتتخلل المهرجان، الذي يستمر خمسة أيام، عروض فنية في الكثير من مواقع التسوق بالدوحة، ومنها عروض رقصة العرضة القطرية، وعروض التوازن، إلى جانب عرضً مسرحي بعنوان «مستر دروبسي وخادم الفندق» وعروض الرسم الكوميدي. وتشهد دبي سلسلة من الفعاليات الترفيهية خلال عيد الأضحى، تشمل أمسيات موسيقية، وعروضا مسرحية للأطفال، وعروضا كوميدية، وكرنفالا لألعاب العيد وجوائز كبرى للمتسوقين تصل إلى 500 ألف درهم (137 ألف دولار) لكل فائز. وقالت مؤسسة دبي للمهرجانات إن مراكز التسوق الكبرى في دبي قررت فتح أبوابها حتى قرب الفجر لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المتسوقين والسائحين خلال العيد.
مشاركة :