احتفل سكان محافظة تعز، وسط اليمن، بعيد الأضحى المبارك، ونشروا مظاهر الفرح والسرور على الرغم من تصعيد ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، لقصفها الصاروخي خلال الأيام الثلاثة الماضية، مستهدفة الأحياء السكنية والأسواق، في حين حاول عناصرها التسلل غير أن يقظة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية حالت دون تحقيق أهدافهم. وقال سكان لـ«الإمارات اليوم»، إن الميليشيات الانقلابية المتمركزة على أطراف المدينة صعّدت خلال الأيام الماضية من قصفها الصاروخي والمدفعي على معظم أحياء المدينة، خصوصاً في شرق وغرب المدينة التي حققت فيها الشرعية تقدماً ملحوظاً، وتمكنت من تحرير العديد من المناطق فيها، لافتين إلى الإجراءات والحواجز الأمنية التي استحدثتها بهدف عرقلة حركة سير المركبات ومنع المسافرين من التنقل بين القرى والأرياف بصورة طبيعية. عناصر الجيش والمقاومة الشعبية أحبطوا محاولة للانقلابيين بالتسلل إلى تعز. محافظة تعز تعاني أوضاعاً إنسانية بالغة السوء. وأكدوا أن ذلك لم يمنعهم من إفشاء مظاهر الفرح والسرور والتهليل والتكبير. وقال وائل جميل، لـ«الإمارات اليوم»، إن معظم عائلته، ومن بينهم والده ووالدته، لم يتمكنوا من حضور حفل زفاف شقيقه الأكبر بسبب هذه الإجراءات، مضيفاً أن ذلك لم يمنعهم من إقامة الزفاف والاحتفال بالعيد. من جهته، أشار ماجد الشرعبي، إلى أن الانقلابيين أغلقوا العديد من الطرقات ونصبوا نقاط تفتيش من أجل البحث عن عناصر في الجيش أو المقاومة لاعتقالهم، مضيفاً أن السفر من المدينة إلى قريته كان يستغرق ساعة واحدة وبسبب إجراءات الحوثيين أصبح السفر يستغرق قرابة خمس ساعات. وفي غمرة العيد وانشغال المواطنين في محاولة خلق أجواء الفرح والسرور حاولت عناصر من الميليشيات التسلل من الجبهة الغربية والتمركز في أحد المباني والبدء بقنص المارة من الطريق الرئيس غرب المدينة. وقال مصدر في المقاومة الشعبية لـ«الإمارات اليوم»، إن قناصة يتبعون الميليشيات الانقلابية تسللوا إلى أحد المباني بمساعدة عدد من العملاء والدخول إلى منطقة جبلية خلف السجن المركزي بهدف عرقلة الحركة في الطرقات الواقعة تحت سيطرة الشرعية، لافتاً إلى أن فصائل المقاومة تنبهت لهذا الأمر، وتمكنت من إحباط هذه المحاولة وضبط العديد من العناصر التي كانت تقنص المارة في شارع الضباب. بدوره، أكد ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز، أن المحافظة تعاني أوضاعاً إنسانية بالغة السوء منذ بدء الحرب عليها في 14 أبريل من العام الماضي وانتهاء بالحصار الخانق على مداخلها منذ أكثر من 12 شهراً، ومنع إدخال أي مواد غذائية، وأدوية، أو مستلزمات طبية أو مياه شرب أو حتى أسطوانات أكسجين للجرحى والمرضى في المستشفيات عبر الطرق الرئيسة. وجدد الائتلاف في تقرير حديث له حاجة المحافظة للمساعدات الإغاثية في مجالات الصحة والبيئة، والغذاء، والإيواء، والمياه، والمشتقات النفطية لتأمين سير الحياة العامة للسكان في المحافظة، داعياً المنظمات الدولية المانحة إلى سرعة إرسال المساعدات الإنسانية واستهداف السكان المتضررين بالمساعدات الإنسانية المختلفة، خصوصاً بعد الكسر الجزئي للحصار عن المدينة من منفذها الغربي.
مشاركة :