البابا في الكونغرس: مكافحة التطرف يجب ألا تقضي على الحريات الفردية

  • 9/25/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

غداة لقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما، زار البابا فرنسيس امس الكونغرس حيث يحظى بتقدير كبير على رغم الخلافات العميقة مع الغالبية الجمهورية حول المناخ والهجرة والرأسمالية. ودعا البابا فرنسيس في خطابه إلى «التيقظ من كل أشكال الأصولية سواء كانت دينية أم لا»، مؤكداً في الوقت ذاته أن مكافحة التطرف يجب ألا تحصل على حساب الحريات الفردية. وتابع: «يجب إيجاد توازن حساس لمكافحة العنف الذي يرتكب باسم دين أو عقيدة، مع الحفاظ في الوقت ذاته على الحريات الفردية». وأعلن البابا أن أزمة اللاجئين في العالم «بلغت مستوى لا سابق له منذ الحرب العالمية الثانية، وتتطلب اتخاذ قرارات صعبة». وفيما تحيي الولايات المتحدة ذكرى مرور خمسين سنة على المسيرة التي قادها القس البروتستانتي مارتن لوثر كينغ للمطالبة بالمساواة وحقوق السود، قال البابا ان «حلم المساواة في الحقوق المدنية والسياسية للسود الأميركيين لا يزال مصدر إلهام لنا جميعاً». وتابع «أنا مسرور لأن أميركا لا تزال بالنسبة إلى كثيرين أرض الأحلام. أحلام تقود إلى العمل والمشاركة والالتزام». كذلك، دعا البابا إلى إلغاء عقوبة الإعدام في العالم، علماً أن غالبية أعضاء الكونغرس يؤيدون هذه العقوبة. وقال: «القاعدة الذهبية التي تدعو الى معاملة الآخرين كما تحب أن يعاملوك تذكّرنا بمسؤوليتنا في حماية الحياة البشرية والدفاع عنها في كل مراحلها. وهذه القناعة حملتني منذ بدء مسيرتي على الدفاع عن قضية إلغاء عقوبة الأعدام بالكامل». وبعد خطابه باللغة الإنكليزية، حيّا البابا من الشرفة حشداً ضمّ حوالى 50 ألف شخص وزّعت عليهم بطاقات بالسحب. وهم تجمّعوا عند أسفل تلة الكابيتول في آخر فرصة لرؤية الحبر الأعظم في واشنطن بعد جولته في سيارته أول من أمس. وقد تجمّع الآلاف قبيل الفجر أمام مبنى الكونغرس بينهم عدد كبير من الناطقين بالإسبانية. وتتابع الولايات المتحدة باهتمام كبير زيارة البابا منذ وصوله الثلثاء الماضي إلى واشنطن. وبمناسبة أول خطاب يلقيه حبر أعظم في الكونغرس، اكتظت قاعة مجلس النواب بأكثر من 500 نائب وسناتور إنضم اليهم قضاة من المحكمة العليا وأعضاء من الإدارة الأميركية بينهم نائب الرئيس جو بايدن. ويجد كل من الحزبين الديموقراطي والجمهوري في مواقف البابا ما يعزز حججه. فالديموقراطيون يرحّبون بدعواته للتحرّك حيال الاحتباس الحراري ومد اليد للمهاجرين، في وقت تشهد البلاد نقاشاً محتدماً حول مصير ملايين المهاجرين القادمين من المكسيك ومن أميركا الوسطى والمقيمين في صورة غير شرعية. وهم أثنوا على المنشور البابوي حول البيئة الذي صدر في حزيران (يونيو) الماضي بعنوان «المجد لك»، وندّد خصوصاً بـ «رفع السوق إلى مرتبة إلهية» والرضوخ لسلطة المال. أما المحافظون فيجدون في خطابه ما يعزّز مواقفهم حول الإجهاض والزواج، وهما موضوعان اجتماعيان يتفقان في شأنهما مع خط الكنيسة الكاثوليكية، في وقت شرّعت المحكمة العليا في حزيران زواج مثليي الجنس في أنحاء الولايات المتحدة، وتجري إعادة النظر تدريجاً في حق الإجهاض. وعلى صعيد الرأسمالية، يتحفّظ الجمهوريون بلباقة على مواقف البابا. وأكدّ السناتور جون تون أن «المبادرة الحرة أعظم قوة ضد الفقر عرفها العالم حتى الآن». والبابا المُدرك للانقسامات السياسية العميقة في الولايات المتحدة، حذّر في الطائرة التي أقلته من كوبا إلى الولايات المتحدة من إنه لن يتحدّث عملياً عن الحصار الأميركي المفروض على كوبا والذي يرفض الجمهوريون بإصرار رفعه. وقال رئيس مجلس النواب جون باينر الجمهوري الكاثوليكي، وهو من وجّه الدعوة إلى البابا «ثمة مواقف موضع جدل إلى حد ما. لكنه البابا». وكان البابا فرنسيس ندّد أمام الأساقفة الأميركيين بـ «جرائم» التحرّش الجنسي بالأطفال، وطوّب خلال قداس أحياه بالإسبانية خونيبيرو سيرا المبشّر الإسباني الفرنسيسكاني المثير للجدل لكاليفورنيا في نهاية القرن الثامن عشر. وإلى كلمته اليوم في نيويورك أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، سيترأس البابا احتفالاً يشارك فيه رجال دين من مختلف الأديان في موقع مركز التجارة العالمي، للتنديد بالإرهاب وتأكيد الاحترام بين الأديان. وسيرأس في فيلادلفيا غداً وبعد غد اختتام اللقاء العالمي للعائلات الكاثوليكية، الذي من المتوقع أن يحضره 1.5 مليون شخص، وسط تدابير أمنية مشددة قبل أن يغادر الولايات المتحدة.

مشاركة :