خطوات واثقة مشت بها وزارة العمل مؤدية مهامها بكل قوة واقتدار لإقرار السعودة والإحلال وتصحيح الأوضاع وإلزام الشركات والمؤسسات، ليتبوأ السعودي مقعده من التنمية والبناء حقيقة وليس وهما في كافة الأنشطة وكل شؤون الوطن، وأن تكون له اليد العليا في إدارة عجلة التنمية والبناء وورش العمل الضخمة بالمليارات. هذه الحملة التصحيحية كان لابد منها بعد أن زاد الحال وتضخمت المخالفات فكان واجبا محتما على الدولة وأجهزتها أن تتحرك لترسم خارطة طريق تنظم سوق العمل وتصحح الأوضاع وفي نفس الوقت تستوعب عودة الخريجين من بعثات خادم الحرمين الشريفين والاستغناء عن الوافد الذي أعطى ما لديه وأخذ ما يستحقه. رقم مفجع بلغ عدد الوافدين 9 ملايين شخص في الوقت الذي بلغت فيه البطالة 12.5، فكان لابد من هذا التنظيم مع إصرار تجلى في عزيمة وزير العمل تنفيذ سياسة الدولة دون هوادة للقضاء على العمالة السائبة والتستر والانفلات الواسع في سوق العمل وعلى التحويلات المالية الضخمة وأكل الأخضر واليابس من خطط التنمية، وما استتبع ذلك من زيادة الجريمة بكل أنواعها. في نفس الوقت ذكرت الوطن (4741) باستمرار استقدام الأكاديميين فكان لجامعة المؤسس وحدها 768 تأشيرة لاستقدام (352) أكاديمية و (416) أكاديميا وأغلب هذه التأشيرات صدرت لدول من العالم الثالث مثل: اليمن وبنجلاديش والسنغال وجنوب أفريقيا وبعض الدول العربية دون أن يكون هناك مبرر لهذا الاستقدام إلا لحاجة في نفس يعقوب، خاصة وأن المطلوب استقدامهم على وظيفة محاضر أو محاضرة، وهؤلاء موجودون (بالكوم) يشكون البطالة والفراغ، فقد كشفت جامعة نورة أن أكثر من 60 في المئة من خريجي المملكة من الإناث. علاوة على العائدات من بعثات خادم الحرمين الشريفين إضافة إلى من سبقهن من خريجات الماجستير والدكتوراه من الداخل والخارج، من العار أن المملكة بما تصرفه على تعليم الإناث ناهيك عن الذكور تعجز عن توفير ثلاثمائة وظيفة أكاديمية ومن دول هي أقل منا في هذا المجال. فضيحة أن نستقدم من يعلمنا اللغة العربية من كندا ومن يفقهنا في ديننا من بورما والسنغال ونحن من يملك أكبر احتياطي عالمي إسلامي من خريجي الشريعة واللغة والدين. هذه الملهاة المضحكة تتشارك فيها أكثر من 10 جامعات حصلت على أكثر من 5 آلاف تأشيرة من بينها محاضرون من حملة الماجستير وهؤلاء هم كثر موجودون في المجتمع، فما الداعي لاستقدام مثل هذه التخصصات!!.. أجزم أن في بيوتنا من لديه المقدرة على العمل كمحاضرين ومحاضرات في مجالات الدين واللغة وأغلب العلوم والمعارف ولكن جامعاتنا تستسهل الاستقدام وتبرره. وهنا مربط الفرس، فلايزال بدل الندرة الذي تمنحه الجامعات للأكاديميين السعوديين في التخصصات التي يزيد عدد المتعاقدين فيها عن السعوديين سيفا مسلطا على التوطين وبلدوزرا يهدم كل حلول السعودة والإحلال. وقد صدر قرار بمساواة أطباء الصحة مع كافة أطباء القطاعات الأخرى ليكون الجميع سواسية في الراتب والمميزات مما يمثل العدالة الاجتماعية ويؤكدها. فلماذا لا يصدر قرار يلغي بدل الندرة هذا ويفسح للسعودي مكانا في جامعاتنا لابد أن تتكاتف كل الجهود لدعم خطوات وزارة العمل في السعودة والإحلال ولولي الأمر السلطة التي تمكنه من إرغام الجميع على تقبل السعودة واحترامها. فالدفعة التاسعة من بعثات الخير انطلقت ومن سبق في طريقه للعودة، إن نسبة المتعاقدين في الجامعات بلغت أكثر من 48 في المئة، وهنا تقع المسؤولية على المجلس العلمي للجامعات وليس على الكليات فلابد أن يتولى المجلس بنفسه هذا الملف ويفرطه، مع ملف آخر لا يقل إزعاجا عن سابقه وهو أن ابن الدكتور دكتور في عرف قديم عفى عليه الزمن وهو يقضي بأن أولاد دكتور الجامعة هم الأحق بوظيفة معيد الجامعة حتى لو كان هناك من يتقدمهم علما ودرجة ونسبة أعلى. وهذا يذكرني بعرف مصري قديم يقوم على التوريث والتقديس وهو أن يعين أبناء القضاة في السلك القضائي بغض النظر على مدى تفوقهم الدراسي حتى تم إلغاؤه. تغير الزمان وأصبحت الفرصة مواتية لمن عمل أكثر وحاز على الدرجات العلى فالوظيفة للأفضل وليس للأقرب. إن التقرير السنوي للخدمة المدنية أوضح أن هناك 14.000 وظيفة يشغرها غير سعوديين في سلم رواتب وظائف الجامعيين المعيدين وأعضاء هيئة التدريس، آن الأوان أن تتضافر كل الجهود لدعم خطوات وزير العمل. وأن لا يكون هناك مكان للمجاملة والمحسوبية. الوطن أولى بمواطنيه وعلى وزارة العمل أن لا تكيل بمكالين وأن تتعامل مع الجميع بميزان واحد، يا وزير العمل أذكر أرقام أنت تعرفها أكثر مني فهناك 56.000 وظيفة صحية، 3300 وظيفة بالتعليم العالي، 119 وظيفة في وزارة الخدمة المدنية كلها مليئة بالوافدين. البيوت مليانه بالعاطلين المؤهلين والجامعات تقذف بآلاف وولي الأمر دعمك، وشد من أزرك، ليكن مفتشو وزارتك على أبواب الوزارات والمصالح الحكومية والمؤسسات الخاصة والعامة. ابدأ بالكبير فيخاف الصغير.. املأ الشواغر بالجميع فالعمل حق معلوم للإناث والذكور. nyamanie@hotmail.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 148 مسافة ثم الرسالة
مشاركة :