ندد برلمانيون أوروبيون وحقوقيون يمنيون اليوم (الأربعاء) بالصمت الدولي إزاء رفض مليشيا الحوثي وإيران مبادرات تحقيق السلام في اليمن، مؤكدين أن الوقت الحالي هو الأقرب لتحقيق السلام وإنهاء الحرب وحماية نساء وأطفال اليمن من دوامة العنف.وأكد المشاركون في ندوة بعنوان «البحث في فرص وتحديات عملية السلام باليمن في ضوء المبادرة السعودية» أن المملكة وتحالف دعم الشرعية فضحا المجتمع الدولي والحوثيين الذين يتشدقون بالظروف الإنسانية ويتجاهلون جرائم المليشيا وعرقلتها لكل مساعي تحقيق السلام الدائم.وقالت أمين عام المبادرة العربية للتثقيف والتنمية الدكتورة وسام باسندوة التي ترأست الندوة: «الحوثيون يغلقون كل الأبواب الممكنة أمام تحقيق السلام والجميع يعلم أنهم ليسوا مخولين من أنفسهم فهم أذناب لإيران في المنطقة والعالم». وأضافت: «ليست المرة الأولى التي تطرح فيها المملكة مبادرات للسلام فقد تبنت عمليات سلام وهدن متوالية خلال السنوات السابقة، لكن الحوثيين لا يلتزمون بأي هدنة ولا يحاولون إيقاف هذه الحرب لأنها مليشيا تقتات وتتواجد بالحرب وتستثمر منها وفيها مادياً ومعنوياً وسياسياً، ولذا لا يزالون يمارسون نهجهم التصعيدي.وأكدت أن المبادرة السعودية فضحت المليشيا التي كانت تبتز المجتمع الدولي بفكرة الأزمة الإنسانية والحصار مع أن الشعب اليمني علم جيداً أن الأمور الإنسانية متاحة ومن يعرقلها هم الحوثيون الذين يوظفون ذلك لابتزاز المواطنين والعالم والسعي لمحاولة تهريب السلاح والدعم اللوجستي.وأوضحت أن المبادرة السعودية ركزت على الجانب الإنساني وذرت الرماد في عيون المنظمات الإنسانية التي لا ترى إلا بعين واحدة ويزايدون باسم الأزمة الإنسانية، فالمبادرة تضمنت فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة وإيداع الأموال في البنك المركزي مناصفة، ومع ذلك رفض الحوثيون وتشدقوا وتعنتوا باسم السيادة.من جهتها، قالت البرلمانية البلجيكية مستشارة البرلمان الأوروبي بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا الدكتورة منال المسلمي إن اليمن اليوم يعيش أزمة من أكبر الأزمات، ويواجه مجاعة، متهمة الحوثيين بارتكاب جريمة كبيرة بحق الطفولة جراء تغيير المناهج والبرامج وتحويل المدارس إلى ثكنات واستغلال الأطفال في الحرب. وأضافت أن هذه الأيديولوجيات يجب أن تتوقف لأنها تؤدي إلى تصاعد التطرف، والأطفال اليوم يعانون من توترات نفسية كبيرة، ومنظمات حقوق الإنسان تؤكد أن الحوثيين جندوا آلاف الأطفال. ونوهت المسلمي بجهود السعودية في مسارات السلام قائلة إن مسار السلام الذي بدأت به السعودية يبرز أن المليشيا الحوثية أداة لتنفيذ الأجندة الإيرانية.فيما اعتبر الأمين العام المساعد للرابطة الإنسانية للحقوق في سويسرا مجدي الأكوع أن أكبر تحد يواجه عملية السلام هو ارتباط مليشيا الحوثي بالنظام الإيراني حيث تنفذ أجندته وتتحرك وفق مصالحه.وأرجع الأكوع أسباب عدم نجاح مبادرات السلام في اليمن إلى الأيديولوجية الفكرية للحوثيين الذين لا يؤمنون بالسلام ولا بالعملية السياسية ولا الديموقراطية.وأوضح رئيس المركز الهولندي اليمني للدفاع عن الحقوق والحريات عبدالناصر القداري أن هناك فرص سانحة لأن يكون هناك سلام في ظل التحديات الراهنة، لكنها تتطلب وقف التدخلات الخارجية الإيرانية بشكل خاص. وقال: تسعى السعودية لعلاقة حسن جوار وعلاقة مترابطة، بينما التدخلات الإيرانية تسعى إلى نشر القلق والطائفية عن طريق الحوثيين والتمدد في المنطقة.< Previous PageNext Page >
مشاركة :