نظم التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن بمشاركة عدد من المنظمات الحقوقية والعاملة في مجال حقوق الإنسان اليمنية، أمس، فعالية رصدت من خلال دراسات موثقة بالصور الانتهاكات التي ترتكبها ميليشيات الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ضد الشعب اليمني بكل فئاته. وتطرق المتحدثون في الفعالية، على هامش أعمال مجلس حقوق الإنسان التي تنعقد حالياً في جنيف، إلى وضع حقوق الإنسان المتدهور في اليمن بشكل عام. فمن جانبه، تناول الناشط توفيق الهمداني الانتشار واسع النطاق لعمليات الاختفاء القسري الذي تقوم به قوات الحوثي والموالون لها ضد الناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمواطنين اليمنيين ممن يتمسكون بالحكومة الشرعية إضافة إلى ممارسات التعذيب التي تقوم بها هذه الميليشيات للتنكيل بكل معارض أو صاحب رأي في اليمن. واستعرض نجيب السعدي عضو مؤسسة وثاق للتوجه المدني ومقرها صنعاء الانتهاكات التي قامت بها قوات الحوثي وصالح في الفترة من مارس/آذار 2015 إلى فبراير/شباط 2016 وحجمها وطبيعتها مدعومة بعرض لصور تفضح بالوثائق ما قام به الحوثيون. وأشار السعدي في إحصاءات مداخلته أمام الفعالية التي حضرها عدد كبير من أعضاء المنظمات الدولية غير الحكومية العاملة في مجالات حقوق الإنسان والمشاركة في أعمال مجلس حقوق الإنسان إلى أن إجمالي عدد الانتهاكات بحق المدنيين من قبل جماعة الحوثي المسلحة بلغ 43 ألفاً و195 انتهاكاً وعدد القتلى بلغ ألفاً و123 قتيلاً من بينهم 217 طفلاً و122 امرأة، بينما بلغ الجرحى الأطفال ألفاً و710 ومن النساء ألفاً و91 امرأة ومن الرجال 4 آلاف و430 رجلاً. وقال عضو مؤسسة وثاق في مداخلته حول القصف العشوائي التي تقوم به ميليشيات الحوثي وصالح إنه ومنذ شهر مارس 2015 تتعرض مدينة تعز ومؤخراً القرى المجاورة لقصف مدفعي وصاروخي مستخدمة في ذلك قذائف الهاون والهاوتزر وصواريخ الكاتيوشا، وأوضح أن المحافظة تعرضت لـ484 قصفاً سقط خلالها أكثر من ألفين و231 قذيفة أسفرت عن قتلى وجرحى بينهم نساء وأطفال. وفيما يخص الحصار نوه إلى أن ميليشيات الحوثي عمدت، ومنذ تسعة أشهر مضت إلى إحكام السيطرة على مداخل مدينة تعز بشكل كامل ومنع دخول المواد الغذائية والدوائية حتى أسطوانات الأكسجين ووصل الحصار حد إغلاق مداخل المدينة في وجه السكان ما عدا منفذ واحد وهو منفذ وادي الدحي الذي يفتح لأربع ساعات في اليوم لدخول المواطنين إلى المدينة مع منع اصطحابهم لأي أغذية أو غيرها معهم بما جعل للحصار أثراً بالغاً على حياة الناس القاطنين بمدينة تعز. ونوه إلى أن من بين آثار ذلك انعدام المواد الغذائية الكافية لتلبية احتياجات المواطنين والأدوية اللازمة لعلاج المرضى بما في ذلك أنابيب الأكسجين الأمر الذي أدى إلى وفاة عدد من الجرحى ومرضى الفشل الكلوي إلى جانب انعدام المياه الصالحة للشرب داخل المدينة ولجوء الساكنين إلى الشرب من مياه الأمطار التي تعد غير صالحة للشرب ما يهدد بكارثة بيئية قادمة. وذكر أن المستشفيات الرئيسية في مدينة تعز تعرضت للاستهداف المباشر من قبل ميليشيات الحوثي وصالح حيث تم استهداف مستشفى الثورة 133 مرة والمستشفى الجمهوري 69 مرة وذلك بقذائف الهاون والدبابات وأعيرة الرشاشات ما أدى إلى إغلاقهما إلى جانب الاستيلاء على المركز السويدي لرعاية الأمومة والطفولة ومركز علاج الأورام السرطانية وتحويلهما إلى ثكنات عسكرية تابعة لهم. وعلى صعيد استهداف الطواقم الطبية، قال إن ميليشيات الحوثي تعرضت لطواقم الإسعاف أثناء قيامها بواجبها الإنساني في إسعاف الجرحى فضلاً عن تعذيب واختطاف المخالفين للجماعة أثناء مرورهم من النقاط التي نصبتها على مداخل المدينة حيث تم توثيق 112 حالة على الأقل. وفيما يتعلق بتفجير المنازل، أوضح أن الميليشيات تقوم بتفخيخ منازل خصومها وتفجيرها في تعز ليتم تفجير 18 منزلاً بالديناميت في كثير من المناطق فيما تم توثيق 96 حالة احتلال لمنازل. وعلى مستوى المهجرين قسرياً، نوه السعدي إلى أن الميليشيات أجبرت كثيراً من الساكنين على ترك مناطقهم بسبب تحويلها إلى مناطق عسكرية تابعة لها كما حدث في منطقة عصيفرة شمال مدينة تعز ومنطقة ميلات في غرب المدينة ومنطقة الجحملية والكمب شرقها وبلغ عدد المهجرين قسرياً والذين تمكنت فرق الرصد من مقابلتهم 33 ألفاً و132 مواطناً. وحول زراعة الألغام، قال السعدي إن ميليشيات الحوثي وصالح عمدت إلى زراعة ألغام مضادة للأفراد في المناطق التي تنسحب منها أو التي تخشى أن يتقدم إليها الجيش الوطني وهي تقوم بزراعة هذه الألغام في مناطق زراعية وسكنية يرتادها المواطنون، حيث قامت بزراعة حقول ألغام في كل من الشريجة والحويمي على خط تعز عدن وفي منطقة نجد قسيم والمسراخ وفي منطقة وهر جبل حبشي وتم توثيق انفجار عدة ألغام بمواطنين مدنيين أثناء مرورهم ليسقط 12 قتيلاً بينهم طفل وخمس نساء وأصيب 11 شخصاً بينهم طفلان وامرأة واحدة. وعن تدمير المنازل بفعل القصف العشوائي، أضاف أنه تم توثيق 431 منزلاً إلى جانب توثيق نهب وتدمير 6 من المرافق الصحية و26 من المرافق الحكومية وتدمير ونهب 13 مسجداً واحتلال وتدمير 34 مدرسة. وحول حرية التعبير في اليمن، قال عدنان اليوسفي إنه برغم صدور قرارات دولية تحذر من استهداف الصحفيين وخطورة ذلك إلا أن اعتقالات تمت إلى جانب إخفاء عدد كبير من الصحفيين في مقدمتهم الصحفي جلال الشرعبي الذي أخفي نصف عام في سجون الحوثي واستمر أكثر من ثلاثة أشهر قبل أن يتم معرفة مصيره. وأضاف أن الميليشيات وفي أول مهمة لها استولت على مقار القنوات التلفزيونية الرسمية ثم وكالة سبأ للأنباء وصحيفة الثورة الرسمية وبدأت اقتحام مقار القنوات الخاصة والحزبية ولم تبق على أي من القنوات التلفزيونية أو الصحف الأهلية والحزبية واقتحمت كل المقرات ومكاتب القنوات العربية الأخرى وغيرها ولم تبق إلا على مكاتب لقنوات إيرانية أو مقربة من إيران وطورد المراسلون ولم يعد هناك من يعمل مراسلاً لأي من القنوات في العاصمة صنعاء ولم يتبق سوى مراسل لوكالة أنباء واحدة ومراسل لقناة فرنسية تم تهديده والاعتداء عليه. ولفت المتحدث إلى أنه ومنذ انطلاق عمليات التحالف العربي بدأ الانقلابيون الحوثيون وضع قوائم استهداف للصحفيين وكانت البداية إطلاق قوائم بمسميات تخوينية، وأشار إلى أنه تم شن حملة إعلامية على الصحفيين والكتاب وتطور الأمر بنشر صورهم في شوارع العاصمة واصفين إياهم بالخونة والمرتزقة والعملاء إلى جوار صور سياسيين وقادة عسكريين ووزراء ونواب. وعن رصد الانتهاكات، قال إن نقابة الصحفيين تولت وعدد من المنظمات والمراصد متابعة قضايا الصحفيين ورصد انتهاكاتهم فيما أعدت النقابة التي تعتبر الجهة المستقلة الممثلة للصحفيين رصدا للانتهاكات، موضحاً أن عدد الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون خلال العام الماضي بلغت 319 حالة انتهاك علاوة على حالات اختطاف. وسجلت نقابة الصحفيين 50 حالة حجب للمواقع الإلكترونية اليمنية والعربية والدولية من إجمالي الانتهاكات العامة وبنسبة مئوية مقدارها 16 في المائة تورطت فيها جميعها ميليشيات الحوثي. وفي عام 2016 وحسب المداخلة، بدأ العام الجديد بحالات قتل أبرزها مقتل المصور التابع للقناة الرسمية أحمد الشيباني الذي قتل قنصاً في مدينة تعز أثناء محاولته تصوير اشتباكات في إحدى الجبهات وتعرض مسعفوه أيضاً لإطلاق النار أثناء محاولة انتشاله من الشارع. كما تعرض الصحفي نبيل سبيع لإطلاق نار في رجليه بعد أن اعتدت عليه ميليشيات مسلحة في شارع عام وسط العاصمة صنعاء، في حين تعرض صحفيون للخطف والاعتداء منذ بداية العام واختطف صحفيان في محافظة ذمار ومازال مصيرهما مجهولاً. (وام)
مشاركة :