لمحات من كتاب «المحامي حميد صنقور.. رسالة ومبدأ»

  • 4/29/2021
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

اشكر الأخت هدى حميد صنقور على إهدائي كتابا قيما قامت بإعداده عن المرحوم والدها بعنوان (حميد صنقور رسالة ومبدأ) واحتوى الكتاب على 320 صفحة ويسرد سيرة لشخصية معروفة بإسهاماتها في الأعمال الاجتماعية والإدارية والتعليمية والخيرية والقانونية خلال مختلف مراحل حياته منذ مولده في عام 1926 تقريبا ورحيله في صبيحة يوم الإثنين 19 أبريل 1993 من خلال إبراز أعماله وتأبينه ومعلومات وصور وجوائز وشهادات التكريم التي حصل عليها. ومن محتويات الكتاب: مساهماته في الشأن العام، الحركة العمالية في عام 1972، انتخابات المجلس الوطني في عام 1973، مرافعته في قضية اغتيال المرحوم عبدالله المدني في عام 1976, وتغطية كافة الصحف حفل التأبين الذي أقامته جمعية المحامين بالتعاون مع نادي العروبة وأسرة الفقيد في 19 أبريل 2003 في الذكرى العاشرة لرحيل الفقيد, وخبر وفاة الفقيد في صفحاتها الأولى. وقد جاء في صحيفة أخبار الخليج ما يلي: «وزارة العدل وجمعية المحامين ونادي العروبة يؤبنون حميد صنقور، وزير العدل: كان الفقيد من أبرز رجال القانون وعلى المحامين الشباب الاحتذاء به». أحب الفقيد مهنة المحاماة منذ لقائه الأول معها، حينما استدعاه مستشار حكومة البحرين آنذاك السيد تشارلز بلجريف وطلب منه الدفاع عن أحد المتهمين في قضية قتل وكان الترافع باللغة الإنجليزية أمام محكمة بيت الدولة التي تنظر في قضايا الأجانب وكانت تلك هي نقطة البدء والانطلاق إلى عالم القانون وساعده في ذلك حبه للقراءة والاطلاع وإجادته اللغتين العربية والإنجليزية. عرف عن الفقيد خلال سيرته المهنية حبه واحترامه لزملائه ودفاعه عن شرف وقيم مهنة المحاماة. وتجسيدا لهذا الحب كانت له مشاركة فعالة ونشطة في تأسيس جمعية المحامين, فقد كان على رأس المنادين بتشكيل قطاع تنظيمي للمحامين يدافع عن مصالحهم ومصالح مهنتهم ويبرز أنشطتهم ويكرس دورهم الإنساني في الدفاع عن قيم الحق والعدالة, فقد سخر لها كل إمكانياته وشهد مكتبه في شارع المتنبي الاجتماعات التمهيدية الأولى, ومن إحدى قاعات نادي العروبة أعلن عن تأسيس جمعية المحامين. وكان الفقيد أول رئيس لمجلس إدارتها ولسنوات متعاقبة. استطاع الفقيد وبجهد ذاتي وبمساعدة وتوجيه من الأساتذة إبراهيم العريض «أديب البحرين وشاعرها» وأبو القاسم فيضي والسيد رضي الموسوي مواصلة دراسة اللغة العربية واطلع على آدابها وتعلم اللغة الإنجليزية بمدرسة عبدالرسول التاجر الأهلية وأسس مدرسة أهلية بالمنامة في عام 1939 لتدريس الحساب واللغة العربية والإنجليزية وانتقل بعدها للعمل في دائرة حسابات حكومة البحرين في الفترة من 1940 إلى 1944 وبعدها عمل موظفا في المستشفى الحكومي من عام 1945 إلى 1949 ثم التحق بشركة النفط الإنجليزية القطرية لمدة عام ثم أصبح مسؤولا في إدارة المياه وفي عام 1952 وانتقل إلى العمل في دائرة الأوقاف الجعفرية رئيسا للكتاب وقام على تنظيمها وتسجيل العقارات التي كانت غير مسجلة أو غير موثقة وكما كان للفقيد الكثير من الأعمال والمساهمات والنشاطات الأدبية والثقافية والسياسية ومنها: كان من أبرز مؤسسي نادي العروبة والجمعية الخيرية التعاونية، جمعية المحامين البحرينية في عام 1974 وتولى رئاستها لعشر سنوات متتالية، مثل بلده في مؤتمر اتحاد المحامين العرب الذي انعقد بالجزائر في عام 1963، اتحاد الحقوقيين العرب في بغداد ورئيسا له لمدة 6 سنوات متتالية، مدافعا عن القضايا الوطنية والعمالية، له الكثير من الصولات والجولات في المحاكم وكان لكتاباته دور في تطوير أنظمة القضاء، رشح لانتخابات المجلس الوطني للعام 1974 ومن أقواله: ان سلاح الأمة هو التعليم والثقافة وان الطموح لا يقف أمامه أي مستحيل وان إرساء العدالة ضرورة حتمية لتحقيق الديمقراطية. وصدر للفقيد كتاب «من أجل تشريع أفضل» يقع في مائة وستة وخمسين صفحة ويضم مجموعة من المقالات النقدية والدراسات القانونية التي عالجت جوانب من التشريعات القضائية في مرحلة مبكرة بمملكة البحرين. واشتمل الكتاب على وقائع حفل التأبين الذي حضره عدد كبير من المدعوين والقيت كلمات تأبينية عن الفقيد وسجلت في دفتر التأبين وقال السيد رسول الجشي رئيس نادي العروبة «أن الراحل كان عضوا فاعلا تقلد مناصب إدارية وترك بصماته في العمل التضامني في النادي وأنه كان عصاميا كون نفسه وتثقف ذاتيا منذ أن كان صانعا على المنبر الحسيني لمساعدة والده في القراءة أيام شهر محرم في كل عام حيث جعلت منه إنسانا شجاعا يستطيع أن يواجه الجماهير وامتهن المحاماة فيما بعد ودافع عن قضايا الجماهير وقال عنه رفيق دربه الأستاذ والأديب والشاعر تقي محمد البحارنة بأنه كان صرحا ثقافيا يهدف إلى الارتقاء بالحركة الأدبية والثقافية في البحرين حيث قال: الأخ الصديق حميد صنقور رحمه الله يعتبر رائد المحاماة في البحرين ولي الكثير من الذكريات معه على الصعيد العائلي والشخصي والفكري وله مناظرات وصولات واضحة وجريئة في نادي العروبة وهو من الشخصيات الظريفة التي يؤنس إلى حديثها ولا يمل من مجالستها... له قدرة على التكلم في كل المواضيع... نافذ الفكر محب للقراءة والاطلاع. وكما أهدى قصيدة حملت جزءا من الوفاء لهذا الصديق حيث قال: وإني أهدي له هذه القصيدة... رحمك الله يا أخي العزيز، فقد فقدناه وفقد الوطن شخصية فذة وكان مطلعها: ذكرت حميدا وأيامه  تشع سناء على المحفل يسابق همته فعله طموح.. تولع بالأفضل بنادي العروبة أورى الزناد  لفكر تدفق، كالجدول    وقد القت ابنته سهام صنقور كلمات شعرية حزنا على فقدان والدها وعرفانا بما له من مآثر ومواقف تشدها إليه وكان مطلعها:   أي يوم قد أهل معلنا عزم الرحيل       وغدا يجرح عميقا حافزا خندق طويل عاود القلب البكاء فانبرت من عيني الدموع     حين ذكراك أتى يطرق أبواب العويل وفي نهاية التأبين ألقت ابنته هدى صنقور كلمة بالنيابة عن عائلة الفقيد قدمت فيها الشكر والتقدير لكل الحاضرين والى كل من ساهم في الإعراب عن تقديره لوالدها الذي تظل ذكراه نبراسا يضيء الطريق. وهناك الكثير من الأحداث والمعلومات الهامة لا مجال لذكرها في هذا المقال المختصر لأن الكتاب يسرد ويوثق جانبا مهما من الأحداث الخاصة والعامة التي عاصرها الفقيد ومنها:  كلمة معالي الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة وزير العدل والشئون الإسلامية «آنذاك»، كلمة جمعية المحامين في الحفل التأبيني، مقابلة مع الأستاذ علي الأيوبي ولقاء مع الدكتور المحامي حسن رضي وندوة في ليلة 8 نوفمبر 1982 بقاعة نادي الخريجين بعنوان «لمحات من تاريخ القضاء والمحاماة في البحرين تناول في الموضوع الأول «نشأة القضاء» والثاني «تطوره» المرحوم المحامي الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة وتناول الموضوع الثالث «نشأة المحاماة» والرابع «تطورها» المرحوم المحامي الأستاذ حميد صنقور. سوف يكون هذا الكتاب القيم ان شاء الله من الكتب المهمة ومرجعا للباحثين والمهتمين بتوثيق المعلومات التاريخية والقانونية مثل: دراسة قانونية عن الاعتراف ومدى قبوله كبينة، على هامش في البدء كانت الكلمة، على هامش حرية الفكر وأبطالها في التاريخ للأستاذ سلامة موسى وذكر بورنو الذي حكم عليه بالهرطقة ومحنة الإمام أحمد بن حنبل مع عبدالله المأمون ثامن الخلفاء العباسيين وأبو ذر الغفاري، حرية الفرد.. أو حق الفرد في القانون، مقالات كتبها الفقيد على ثماني حلقات في صحيفة أخبار الخليج وأولها في 18 نوفمبر 1992 بعنوان «هذا الوطن.. حجة ووثيقة» والتي تسرد أحداث مثل: بداية الخليقة واستقرار الإنسان على الأرض، اقامته المجتمعات البشرية، السياسة بين الحضارة والقانون، الدين ونظام الحكم، الاقتصاد والقانون، العرف والتشريع، الفقه، القضاء في ديلمون وقانون العقود.  رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.    yousufsalahuddin@gmail.com 

مشاركة :