حملة الأناضول على فرنسا تعيد باريس وأنقرة إلى مربع التوتر

  • 4/28/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

اسطنبول - اتهمت تركيا الأربعاء فرنسا بـ"قمع" الإعلام بعد أن انتقدت باريس 'وكالة الأناضول التركية الرسمية واعتبرت أنها تقوم بـ"نشر أخبار كاذبة" حول وضع المسلمين في البلاد، ما يشير لعودة التوتر بين البلدين بعد هدوء نسبي على إثر اتصال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مؤخرا بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون لتخفيف حدة الخلافات بين الطرفين، فيما تسعى أنقرة للخروج من عزلة متفاقمة. كانت الأمانة العامة للجنة المشتركة بين الوزارات الفرنسية لمنع الجريمة والتطرف نشرت الثلاثاء سلسلة تغريدات انتقدت فيها "وكالة الأناضول" ووصفتها بأنها "جهاز دعاية". جاء ذلك على خلفية نشر عدة مقالات بالفرنسية على موقع الوكالة يستنكر أصحابها "رهاب الإسلام" الذي يستهدف المسلمين في فرنسا. واعتبرت الأمانة العامة أن "الأناضول جهاز دعاية ينشر مقالات رأي تهاجم فرنسا بواسطة الكذب والافتراء"، مضيفة أن الوكالة التركية "تواصل نشر أخبار كاذبة ضد فرنسا من خلال التأكيد على أن الدولة تستهدف مواطنيها المسلمين. لا يمكن السكوت على ذلك". أثارت الانتقادات الفرنسية الأربعاء حنق رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون الذي اتهم بدوره فرنسا برهاب الإسلام ودافع على "الأناضول". وقال عبر تويتر "نلاحظ أن فرنسا تواصل سياستها التمييزية والقمعية تجاه المسلمين عبر وسائل الإعلام أيضا"، مضيفا "توقفوا عن تأجيج رهاب الإسلام عبر مؤسسات الدولة. أوقفوا ضغوطكم على وكالة الأناضول". وتحدث اردوغان مع نظيره الفرنسي في فبراير/شباط الماضي في في اتصال هو الأول بين الرئيسين منذ سبتمبر/أيلول، بعد أشهر من التوتر الحادّ بين أنقرة وباريس اللتين تتواجهان على صعيد ملفات عدّة مثل ليبيا وسوريا وشرق المتوسط. وقد أظهرت تصريحات الرئيس مؤخرا ليونة تجاه الاتحاد الأوروبي وخفض التصعيد في مياه شرق المتوسط وأدلى بتصريحات هادئة تجاه القادة الأوروبيين وخاصة فرنسا، في خطوة تهدف لتجنب عقوبات أوروبية تعمق أزمة الاقتصاد التركي بعد أن هددت بروكسل مرارا باعتزامها اتخاذ إجراءات صارمة بشأن الانتهاكات التركية. ويأتي هدوء اردوغان في إطار لعبة المصالح في محاولة لكسب الوقت، إذ من المستبعد أن تتخلى أنقرة عن سياسة الاستحواذ وتوسيع النفوذ في المنطقة وعما تعتبره "حقا مشروعا" بخصوص أنشطة التنقيب عن المحروقات في مياه المتوسط. لكن تبادل الاتهامات اليوم يعيد التوتر بين تركيا وفرنسا إلى الواجهة وكلاهما عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وقد تدهورت علاقتهما في الأشهر الأخيرة. اتهم الرئيس التركي الحكومة الفرنسية مرات عديدة بـ"رهاب الإسلام"، وهو اتهام تردده وسائل الإعلام التركية وبينها "الأناضول". تأسست "وكالة الأناضول" عام 1920 وهي تنشر مواد ب13 لغة، وكثيرا ما يتهمها منتقدوها بالدعاية لإردوغان وحزبه. وتنشر الوكالة بانتظام مقالات تحليلية تحمل تهما لدول لها علاقات سيئة مع تركيا. وفي أكثر من مرة تبادلت أنقرة الانتقادات اللاذعة مع باريس بشأن تدخلات تركيا في سوريا وليبيا وشرق البحر المتوسط وقضايا أخرى، بينما تنتقد السلطات تركيا نهج فرنسا تجاه المسلمين، لكن البلدين العضوين بحلف شمال الأطلسي قالا في فبراير/شباط إنهما يعملان على خريطة طريق لإعادة العلاقات إلى طبيعتها. وتوترت العلاقة بين باريس وأنقرة أواخر العام الماضي وبلغت إلى حد التراشق بالألسنة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره التركي رجب طيب اردوغان خصوصا بعد التصريحات الفرنسية المسيئة للنبي، فيما تنتقد فرنسا بشدة الرئيس التركي على خلفيته تدخلاته العسكرية وانتهاكاته المتصاعدة في مياه شرق المتوسط. وهاجم اردوغان نظيره الفرنسي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي قائلا إن عليه "فحص صحته العقلية". وأثار مقترح ماكرون حماية قيم بلده العلمانية من أتباع التيارات الإسلامية المتطرفة حفيظة الحكومة التركية، ليضاف ذلك على قائمة الخلافات العديدة بين الرئيس الفرنسي واردوغان. وتبادل اردوغان وماكرون الإهانات على مدى شهور بعدما اتّخذا مواقف متناقضة حيال عدة نزاعات بدءا من ليبيا ومناطق أخرى في الشرق الأوسط ووصولا إلى خلاف تركيا مع اليونان بشأن الحدود البحرية والتنقيب عن المحروقات في مياه شرق المتوسط. ويتفاقم العداء بين الرئيسين منذ حذّر ماكرون في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي من أن عدم رد حلف شمال الأطلسي على العملية العسكرية التركية في شمال سوريا ومن ثم في ليبيا كشف أن الحلف يعاني من "موت دماغي". وتصاعدت حدة النزاع بين البلدين بعدما أرسلت فرنسا في أغسطس/آب الماضي قِطعا بحرية إلى شرق المتوسط لمساعدة السفن الحربية اليونانية التي أرسلت في مواجهة تلك المناورات التركية في المياه المتنازع عليها. وحركت فرنسا دبلوماسيتها لدفع الأطراف الأوروبية نحو اتخاذ إجراءات صارمة وفرض عقوبات لردع الانتهاكات التركية المتزايدة في المتوسط.

مشاركة :