تطرقنا في العام الماضي في مقال سابق إلى أهمية التوازن الغذائي في شهر رمضان المبارك وبعض الطرق والأساليب التي تساعد في التحكم في نوعية وكمية الغذاء المستهلك خلال الشهر الفضيل. في هذا المقال بمشيئة الله تعالى سنتطرق إلى أهمية ترشيد الاستهلاك الغذائي وطرق التقليل من هدر الطعام. ويتزامن هذا المقال مع جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين للحد من الهدر الغذائي في المملكة العربية السعودية، حيث بلغت كمية الغذاء المهدر في المملكة ما يزيد على 4 ملايين طن سنويا. وفي دراسة حديثة صادرة عن المؤسسة العامة للحبوب «مشكورة» خلصت نتائجها إلى أن 33 % من إجمالي الطعام في المملكة يهدر، بما يعادل تكلفة مالية تقدر بنحو 40 مليار ريال سعودي، وأن الفرد الواحد في المملكة يهدر سنويا 427 كيلو من الطعام. هذه الأرقام المخيفة تحتاج إلى وقفة جادة؛ للتغيير من عاداتنا أثناء إعداد الطعام وتحضيره في المنزل أو طلبه من خارج المنزل، امتثالاً لأمر الله -جل وعلا- في حفظ النّعمة أولاً وحماية لثرواتنا ثانياً. حلول شهر رمضان المبارك، فرصة ثمينة لتهذيب النفوس وتغيير العادات للأفضل وخلق عادات سليمة، حيث إن المسلم في رمضان ينتظم بالوقت في أكله وشربه ومن الأحرى أن تجعل منه الشخص الذي يراعي كمية ما يأكله ويشربه. إليك أخي الفاضل بعض الخطوات المهمة والتي تساعد في التقليل من الهدر الغذائي. أولها وأهمها تجنب شراء الأطعمة أثناء الجوع، بالإضافة إلى وضع قائمة للمشتريات وعدم تجاوزها أثناء التسوق. كما أنه من المهم التأكد بانتظام من تاريخ انتهاء صلاحية الأغذية واستهلاك الأقرب انتهاءً؛ لتجنب رميها وهدرها لعدم صلاحيتها للاستهلاك الآدمي. ومن الضروري التفكير مليًا قبل الشراء خاصة في حال العروض الترويجية والتخفيضات؛ حتى لا تشتري كمية من الأطعمة التي لا تحتاجها. * دكتوراة في تغذية الإنسان
مشاركة :