جاءت ردود الفعل على خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن متابينة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، فكلمته أمام الكونغرس بمجلسيه بمناسبة مرور أول 100 يوم في منصبه دفعت الجمهوريين إلى الرد سريعاً من خلال عضو مجلس الشيوخ عن ولاية سوث كارولينا، تيم سكوت، الذي ألقى كلمة مصورة رد فيها على النقاط التي تطرق إليها بايدن في خطابه. وقال سكوت إن “بايدن وعدنا بنوع معين من القيادة.. وعدنا بتوحيد الأمة، وخفض درجة الحرارة، ومعاملة الأمريكيين جميعاً بالطريقة نفسها، بغض النظر عن تصويتنا.. ولكن أمتنا متطلعة بشكل أكبر إلى أكثر من مجرد كلمات مبتذلة”، مضيفاً: “نحن بحاجة إلى سياسات وخطوات تقرّبنا من بعضنا البعض. ولكن بعد ثلاثة أشهر، تسبب الرئيس وحزبه في تباعدنا أكثر فأكثر”. وقالت شبكة “سي إن إن” إن الجمهوريين اختاروا تيم سكوت للرد على خطاب بايدن، باعتباره من أصل إفريقي، إذ أكد في كلمته أن “الولايات المتحدة ليست بلداً عنصرياً”. وقال سكوت: “عندما تتحد أمريكا، نحقق تقدماً كبيراً، لكن القوى الأكبر تريد تفريقنا.. منذ 100 عام، تم تعليم الأطفال في الفصول الدراسية أن لون بشرتهم هو أهم سماتهم. وإذا كان شكلهم مغايراً، فإنهم يكونون أقل شأناً”. وتابع: “يتم تعليم الأطفال اليوم أن لون بشرتهم يحددهم مرة أخرى، وإذا نظروا إليهم بطريقة معينة، فهم مضطهدون.. لم نحرز أي تقدم على الإطلاق، بل ضاعفنا الانقسامات التي عملنا بجد لمعالجتها”، وتوجه إلى بايدن قائلاً: “أنت تعلم أن هذه الأشياء خاطئة، اسمعني جيداً، أميركا ليست بلداً عنصرياً”. وتحدث سكوت عن خطة بايدن لدعم العائلات الأميركية، مؤكداً أنها “تزيد من تبذير أموال الضرائب”، كما شدد على أن “الاستثمار في البنى التحتية الذي يقلص اقتصادنا، ليس بالأمر المنطقي”. وقال: “خطة الديمقراطيين لإصلاح البنى التحتية تهتم ببناء جسور حتى لو كانت غير ضرورية، وهذا تبذير للأموال”. وأكد سكوت أن قانون حزمة الإغاثة لمواجهة فيروس كورونا “أدى إلى تقسيم الأميركيين وتقليل الفرص”. وردّ وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو على خطاب بايدن، قائلاً في تغريدة على تويتر، إن “الرئيس بايدن يقول إنه يريد وضعنا في موقع للفوز بمنافسة القرن الحادي والعشرين، دعني أخبرك أن الانصياع للصين سيضمن أننا سنخسر تلك المنافسة. يجب أن نكون أقوياء لا ضعفاء”. ردّ الديمقراطيين وقال عضو مجلس الشيوخ، الديمقراطي جو مانشين، أحد المشرّعين الرئيسيين في المفاوضات حول خطة البنى التحتية التي يعتزم بايدن القيام بها، إن خطابه “أُلقي بشكل جيد”، ولكنه قال عن الحزمة: “يجب أن أرى التفاصيل، وخصوصاً كيفية دفع ثمنها”. وقالت شبكة “سي إن إن” إن أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين، يتوخون الحذر بشأن مستوى الإنفاق الذي اقترحه بايدن بسبب إمكان تأثير ذلك على أجور الأمريكيين. وعلى سبيل المثال، قالت عضوة مجلس الشيوخ، الديمقراطية جين شاهين، إن بايدن “يطرح رؤيته، وأعتقد أن الأمر متروك للكونغرس ليقرر ما إذا كانت ممكنة أو أجزاء منها”، مضيفة: “لم أقرأ التفاصيل الدقيقة، لذا أريد أن أرى ذلك أولاً”. شعور بالتفاؤل وقال نحو نصف الأمريكيين الذين شاركوا في استطلاع شبكة “سي إن إن” إن خطاب بايدن أمام الكونغرس ترك لديهم رد فعل إيجابي للغاية، وقال 71% إن هذا الخطاب جعلهم يشعرون بمزيد من التفاؤل بشأن اتجاه البلاد. وحصل الرئيس الأسبق باراك أوباما على أقوى ظهور من بين الرؤساء الأربعة السابقين خلال أول خطاب أمام الكونغرس، حيث قال 68% إنه كان لديهم رد فعل إيجابي للغاية على خطابه، وحصل جورج دبليو بوش في عام 2001 على 66%، فيما كان رد الفعل أقل بالنسبة للرئيس السابق دونالد ترمب في عام 2017، عندما حصل على 57%.
مشاركة :