«طرق دبي» تعزز حضورها في خدمات المدن الذكية

  • 9/26/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكد عمر بولس، المدير التنفيذي لشركة أكسنتشر في الشرق الأوسط، أن هيئة الطرق والمواصلات في إمارة دبي رسمت ملامح المستقبل، وأرست المعايير التي تكفل تحقيق أعلى درجات الاستفادة من التكنولوجيا لتطوير تجربة المستخدمين، وتقليل الصعوبات المتعلقة بالعثور على مواقف شاغرة. في إطار سعيها نحو تعزيز تواجدها على خارطة خدمات المدن الذكية، إذ قدمت الهيئة تسعة تطبيقات للهواتف المتحركة في مختلف أرجاء الإمارة، تدعمها تكنولوجيا استشعار مدمجة على سطح الطريق تنبّه السائقين إلى المواقف المتوفرة وتسمح لهم بدفع رسوم المواقف باستخدام هواتفهم المتحركة. وقال بولس إن الهيئة توفر خرائط محدّثة للطرق تقدم معلومات حول الازدحام والمخاطر الموجودة على الطريق متيحة للمستخدمين تخطيط رحلتهم اعتماداً على تحديثات آنية عن الازدحام. وخلال أقل من عام واحد أصبح دفع رسوم المواقف عبر الهواتف المتحركة عادة روتينية أكثر منها رفاهية. وبالطبع يدرك المرء أن لهذه التطبيقات مزايا إضافية كثيرة، إضافة إلى توفير وقت السائقين، حيث تتيح الإدارة الفعالة لمساحات المواقف توفير عوائد أكبر لحكومة دبي. توظيف التقنية وتفصيلاً قال عمر بولس: لإعطاء مثال عملي على جدوى استخدام التقنيات الحديثة، أود الإشارة إلى أن مدينة لوس أنجليس في كاليفورنيا قد طبقت فكرة مشابهة لما اعتمدته هيئة الطرق والمواصلات في دبي، وقد حققت نتائج إيجابية ملموسة، حيث ساهم دمج مساحات المواقف بأنظمة تقنية في زيادة عوائد المواقف بنسبة 2% وقللّ في الوقت ذاته من تكلفة المواقف، ورفع كفاءة أشغال المواقف بنسبة 11%. ومن هذا المنطلق، فمن الواضح أن معظم النقاشات الدائرة في القطاع باتت تتمحور حول اقتصاد النتائج، والذي يعد بحد ذاته مفهوماً جديداً في عالم الاقتصاد وإدارة الموارد، بحيث لا يقتصر دوره على تقديم منتجات أو خدمات فحسب، بل يسعى إلى تقديم حلول عملية قادرة على تحقيق نتائج اقتصادية ملموسة يمكن قياسها. لقد أظهر تقريرنا حول التوجهات التقنية العالمية الرؤية التكنولوجية 2015 من شركة أكسنتشر أن اقتصاد النتائج أصبح واقعاً حقيقياً ويمكن الاستفادة منه على نطاق كبير بفضل ظهور الأجهزة الذكية أو ما يعرف اليوم بمفهوم إنترنت الأشياء. سوف تتمكن الشركات، من خلال توظيف الأجهزة الذكية في مكان يتداخل فيه العالمان الحقيقي والرقمي، من تحقيق فوائد فعلية يمكن قياسها ومواصلة تطويرها لتحسين النتائج التي يحصل عليها عملاؤها. والأهم من ذلك، هو استخدام هذه البيانات للتفاعل مع العالم الحقيقي بشكل فورية ومواصلة الحصول على نتائج أفضل. ولعل أبرز ما يمكن الحديث عنه أن إنترنت الأشياء يوفر فرص تطوير متميزة للشركات الكبيرة والناشئة على حد سواء. ويمكن للشركات الوصول إلى مستويات جديدة من التحكم واستشراف النتائج المستقبلية من خلال دمج الأجهزة مع القدرات الحالية المتاحة لديها مثل البرمجيات القائمة على الحوسبة السحابية، والتحليلات، والتقنيات الافتراضية.. والإمكانيات المتنامية للحواسيب. إن الأمثلة على ذلك كثيرة وإليكم بعضها، تحرص مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية في دبي على تحسين النتائج التي يحصل عليها المريض من خلال تزويد المسعفين الطبيين بنظارات غوغل ليتمكن الأطباء الموجودون في غرفة الطوارئ من تقييم حالة المريض عن بعد استعداداً لمساعدته عند وصوله إلى المستشفى. كما تعمل الشركة الأميركية بروتيوس للصحة الرقمية على توفير قيمة إضافية في قطاع الصناعات الدوائية من خلال دمج رقاقة دقيقة في الحبوب الدوائية تنسق بدورها مع جهاز استقبال يمكن ارتداؤه ويتصل بتطبيق خاص بالهواتف المتحركة بحيث يكون هناك شفافية والتزام أكبر بمواعيد الدواء بالنسبة للمريض، ووضوح أكثر بالنسبة لموفري الرعاية الصحية. ولا تقتصر فائدة النظام المعتمد على الأجهزة على تحديد مواعيد تناول الدواء بالنسبة للمرضى، بل يمكنه أيضاً إرسال تنبيه للمريض لتذكيره في حال نسي ذلك. وقد أتاحت هذه الخطوة لـبروتيوس تحسين كيفية العلاج وتقليل التكلفة الناتجة عن الوسائل التقليدية في الرعاية. برمجيات ذكية مثال آخر قدمه بولس هو عندما اشتعلت حزمة بطاريات في مجموعة من سيارات تيسلا موتوز من الفئة S التي تعرضت لثقب في الإطارات بسبب حطام على الطريق، استعاضت الشركة عن البروتوكول التقليدي والمكلف القائم على استدعاء وتعديل السيارات بإرسال تحديث عبر الإنترنت لجهاز ذكي موجود في السيارات ليعمل على تحديث البرامج الثابتة، بحيث رفعت الحدّ الأدنى من المسافة الفاصلة بين السيارة والأرض عند القيادة على الطرق السريعة جاعلة من سياراتها أكثر أماناً. وبعد إيجاد حلّ طويل الأمد لإعادة هيكلة الهيكل السفلي للسيارة، عملت الشركة على إعادة الوظيفة الأساسية إلى المركبات المتضررة. لقد كان تشخيص المشكلة وتحسين اجراءات السلامة ممكناً فقط بفضل حصول الشركة على تقييمات مباشرة وقدرتها على تحديث أنظمة حواسيب السيارات. ولفت إلى أنه في اقتصاد النتائج، تستفيد الشركات من الأجهزة لتنفرد بالتميّز عن منافسيها وتدخل أسواقاً جديدة. إن كلمة الأجهزة في هذا السياق تتجاوز أجهزة تقنيات المعلومات التقليدية مثل الخوادم ومحركات البحث، إنها تشمل إنترنت الأشياء والأجهزة مثل الغسالات الذكية، والأجهزة الذكية القابلة للارتداء وكاميرات المراقبة والسيارات ذاتية التحكم وحتى الأبنية الذكية. لقد أصبح تصنيع مثل هذه الأجهزة الذكية أقل كلفة وأكثر سهولة، كما أنها باتت أكثر ذكاءً وأكثر قدرة على التواصل مع الأجهزة الأخرى، ولا سيما في ظل تنسيق الاتصال بين الأجهزة. إن الأجهزة الذكية تتحول إلى البرمجيات الجديدة كونها أصبحت أقل كلفة من حيث التصنيع وأكثر سهولة من حيث الدمج. وللاستفادة من هذه القدرات الجديدة، يجب على الشركات البدء بإعادة تقييم ردود فعل عملائها المستهدفين، وإقامة حلقات متخصصة للتقييمات كلّما قدّم عملائها إضافة قيّمة، ومن ثم تسجيل النتائج وإدخالها ضمن عملياتها التشغيلية وأنظمة إدارة المنتج.

مشاركة :