في ركن خاص من أجنحة معرض «كلمات من الشرق»، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب خلال الفترة من 27 أبريل وحتى 3 مايو المقبل، يجد الزائر نفسه أمام مجموعة فريدة من اللّوحات الملونة للخيول، تعرف باسم «مجموعة الدوق»، أنجزها الفنان كارل ديتريش بيرشر (1791-1857) الذي يعتبر أحد روّاد الطباعة الحجرية في مدينة «براونشفايغ» في ألمانيا بين عامي (1827-1828). وتضم المجموعة، التي تعرض إلى جانب مئات المخطوطات والمقتنيات النادرة، 6 لوحات مرسومة بتقنية الطباعة الحجرية، بمقاس (475 × 630 مم)، كانت جميعها مرسومة بالأبيض والأسود في الأصل، ولوّنها الفنان بيرشر لتخليد جماليات الخيول العربية الأصيلة، على خلفية تصور مناظر طبيعية تؤدي وظيفة تأطير الفراغ المحيط بالخيول في اللّوحات، وتكسب أجساد الخيول إيحاءات بالحركة والانطلاق. لوحات خيول لوحات خيول ولا تكتفي لوحات الخيول بما توحي به من جمال تلقائي داخل اللّوحات المعلقة، وإنما تثير أيضاً في وعي الجمهور العربي دلالات ذات صلة برمزية الخيل في الوجدان الثقافي وفي المخيلة التراثية، فهي رمز الأنفة، والعزة، والأصالة، والفروسية. وتكشف كل لوحة من اللّوحات حكاية من تاريخ الملوك والنبلاء، فمن بين الخيول يبرز الحصان الذي يحمل اسم «ميرزا»، وهو خيل عربي فضي رمادي اللّون مع بقع حمراء على كتفه الأيسر، قدمه شاه فارس إلى ملك إنجلترا جورج الثالث في عام 1819. وتكمن القيمة الفنية لهذه اللّوحات في مستويين، الأول تاريخي يتصل بكونها أنجزت في الربع الأول من القرن التاسع عشر، والثاني يتعلق بإبرازها لجماليات وأصالة سلالة الخيول العربية التي لم تكن تخلو منها اسطبلات الملوك والنبلاء في أوروبا، ومن ضمنها إسطبلات العائلة المالكة في إنجلترا، واسطبلات الدوق الذي نقلت إليه الخيول في عام 1821، وقرر الاستعانة بفنان لتخليد الخيول في لوحات.
مشاركة :