من يخون وطنه يخون أباه وأمه 

  • 4/30/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كثيرا ما نصبح في حاجة ماسة إلى وجود الأصدقاء الأوفياء ، الذين يزينون حياتنا ، بإخلاصهم وتفانيهم في العطاء دون مقابل ،حيث أن الحياة ، لا يمكن أن تمضي بنا من دونهم . ولذلك فإن العمل على زيادة عددهم من حولنا ، يعد السمة الأساسية التي تعيننا على المضي في حياتنا بسعادة وطمأنينة ، والرصيد الحقيقي ليس في ما يمتلكه الفرد من أموال وإنما في الأوفياء من حوله. وتؤكد أطراف هذه المعادلة ، أنه ما لم تكن أنت وفيا للآخرين ، يصعب أن تجدهم حولك ، لأن الوفاء والذي هو صدق اللسان والفعل معًا، مرتبط بالعطاء والتضحية والمبادرة والنأي بالنفس عن الصغائر والهفوات ، بمعنى أنك تجد في الشخص الوفي ، كل الصفات الحميدة التي يتميز بها الإنسان. ولأن للوفاء معان وأشكالا كثيرة ، كان لزاما علي البحث في أصل هذا المعنى ، الذي جعله الشاعر الإنجليزي الشهير وليام شكسبير ، شرطا للوعد حين قال « إذا لم تكن قادراً على الوفاء ، لا تنطق كلمة وعد» ففي معاجم اللغة ، فإن الوفاء لغةً «ضد الغَدْر، وأوفى: إذا تمم العهد ولم ينقض حفظه» والعلاقة بين الوفاء والصدق وطيدة وأساسية ، فكل وفاء صدق، وليس كل صدق وفاء ، فالوفاء قد يكون بالفعل دون القول، ولا يكون الصدق إلا في القول. هكذا تقول اللغة ، لكن ماذا يقول علم الحياة؟ بالنظرة المجتمعية نجد أن للوفاء ، أشكالا عدة فهو ليس بين الأصدقاء فقط وإنما يكون داخل الأسرة بكل أفرادها ، فوفاء الزوجة لزوجها أن تصونه في غيابه وتلتزم بواجباتها تجاهه وتجاه أبنائهما ووفاء الزوج لزوجته أن يصونها ويحافظ عليها ولا يهينها أبدا ويعاملها بالحسنى ..وهناك الوفاء للأب والأم والأخوة والأخوات ، وكلها معان نبيلة ، تضمن البر والمعيشة الحسنة والتقيد بآداب الأخلاق والسلوك القويم .. ثم هناك الوفاء بين زملاء العمل وبين الرئيس ومرؤوسيه ، وصولا إلى الوفاء بمعناه العام داخل المجتمع . وإذا كان الوفاء ، يبدأ من الأسرة الصغيرة ، فإنه في المعنى الأخير أعم وأشمل . وإذا جاز لنا التعبير فإن الوفاء للوطن هو الأسمى وأنبل القيم التي يجب أن تسود لأنه خط الحماية وحائط الصد من عبث العابثين ، وكما يقول الأديب مصطفى السباعي فإن «الذي لا وفاء عنده لإخوانه عند نزول المحن بهم، لا وفاء عنده لأمته عندما تحتاج إليه» باختصار فإن من يخون وطنه ، إنما يخون أخيه وأمه وأبيه... دمتم في رعاية الله.

مشاركة :