نشر "المركز الماروني اللبناني للثقافة والإعلام بالقاهرة" كلمة المطران جورج شيحان، رئيس اساقفة ابرشية القاهرة المارونية لمصر والسودان، والرئيس الاعلى للمؤسسات المارونية في مصر، في قداس عيد القيامة المجيد، والذي ترأسه شيحان من كاتدرائية القديس يوسف المارونية بحي الظاهر. وجاء نصها: "حقيقة موت المسيح ودفنه وظهوراته والقبر الفارغ، تؤكد كلها مجتمعية قيامته. فيسوع مات على الصليب فداء عن خطايا البشرية جمعاء، وصالح الله بدمه كل إنسان، لكي نعيش المصالحة مع الله وبعضنا مع بعض، وقام لتبريرنا، وأعطانا الحياة الجديدة. هذه هي أبعاد إعلان الملاك للنسوة في فجر القيامة:" لاتخفن، أتطلبن يسوع الناصري الذي صلب ؟ لقد قام وليس هو هنا". ونحن بدورنا نعلن هذه البشرى للعالم أجمع متحدين مع اخوتنا المسيحيين منشدين تحية العيد: المسيح قام.. حقا قام. لقد سمعنا شهادة الملاك للنسوة. لكن القيامة في الأساس هي شهادة الله عن يسوع المسيح، يؤكدها بطرس الرسول بقوله: " يسوع الناصري الذي قتلوه اذ علقوه على خشبة، أقامه الله في اليوم الثالث، ونحن شهود على ذلك" (اع 10، 39-40). وبولس الرسول عندما كان يعلم في أثينا قال عن المسيح: " أقامه الله من بين الأموات وجعله ضمانة لنا". ضمانة لقيامتنا الروحية بالتوبة. يعتبر القديس بولس أن قيامة المسيح هي الأساس الذي يقوم عليه بناء الايمان المسيحي: " لو لم يقم المسيح لكان ايماننا باطلًا ولكنا شهودا كذبة، ولحسبنا نفوسنا أشقي الناس" (1كور15، 14-15). المسيح بقيامته أصبح سلامنا وأساس البنوة لله والاخوة بين الناس. فمن بعد قيامته وفي ظهوراته راح يستعمل لفظة الاخوة والبنوة والسلام. "إذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم" (يوحنا 17:20). بالمسيح أصبح جميع الناس اخوة، وبالمسيح أصبح جميع المؤمنين أبناء.بهذه الهوية نحن نؤمن وفي سبيلها نعمل واياها نعلم. قيامة المسيح من الموت هي ضمانة قيامة القلوب من موت الخطيئة والشر. المسيح حي: حاضر في الكنيسة وفاعل في العالم حتى نهاية الأزمنة. حاضر وفاعل بكلامه الحي وبجسده ودمه في سر القربان وبنعمة الأسرار، وبروحه الحي القدوس الذي يحقق في المؤمنين ثمار الفداء والخلاص. المسيح القائم من الموت قريب من كل إنسان ومعاصر له، وهذا يتجسد في كل علاقة سليمة مع كل إنسان في كل سعي للخير والبناء وخير الاخر في كل ما ينمي السلام. إننا نرفع تحية احترام وتقدير مقرونة بصلاتنا لفخامة رئيس البلاد عبد الفتاح السيسي وجميع القيادات المدنية والعسكرية، سائلين لهم مزيدا من النجاح والتوفيق في مسؤولياتهم التي تعود من أجل اعلاء شأن مصروخير كل إنسان. كما نصلي كي يرفع عنا الله شر وباء جائحة كورونا ليسلم بلدنا وشعبنا. وفي الختام نسأل الله القائم للمسيحيين الذين يحتفلون بعيد القيامة أن يعيشوا حقيقة القيامة.كما نسأل الله لاخوتنا المسلمين الصائمين والذين سيحتفلون قريبا بعيد الفطر المبارك أعاد الله علينا جميعًا أعيادا مباركة تحمل الينا كل الحب والفرح والسلام. المسيح قام.. حقًا قام ".