في أوقات الازدهار الاقتصادي ستشعر دائمًا بأمان زائف، وعندما تستمر الأسواق في الارتفاع ويبدو التضخم وكأنه نتيجة فترة ماضية لا يجب نسيان أن الاقتصادات دورية بطبيعتها وأن الركود التالي يلوح في الأفق، فقط في انتظار اصطياد أصحاب الأعمال الذين لم يتعلموا كيف يتكيفون مع الوضع. هل علامتك التجارية قادرة على الصمود؟ تمثل حالات الركود فرصًا قيّمة للعلامات التجارية المؤهلة للاستفادة منها. ومن خلال فهم احتياجات عملائك المتغيرة خلال فترة الركود وتلبيتها بطرق فريدة وعملية؛ يمكنك الحصول على حصة في السوق وزيادة هوامش الربح والاستعداد للنمو الهائل بمجرد تعافي السوق. كل ما يتطلب الأمر هو القليل من النظر إلى المستقبل والتخطيط. سنتعرف على 5 أدوات تساعد علامتك التجارية في الصمود، ليس لتنجو فقط ولكن لتخرج بصورة أفضل. اهتم بالتسويق يظن كثير من أصحاب الأعمال أنه في حال حدوث ركود اقتصادي فإن أول عملية يلجؤون إليها هي خفض التكاليف، وإهمال التسويق. ويفترض الكثيرون أن التسويق هو تمر على النخل عندما نأتي لحساب المصروفات. هذا الدافع هو تكتيك قصير النظر يمكن أن ينتهي إلى إلحاق الضرر بالنتيجة النهائية على المدى الطويل. في دراسة أجراها أستاذا التسويق “فيلد وبينت”؛ حول فعالية التسويق، وجدا أن خفض ميزانيتك التسويقية في مواجهة الانكماش الاقتصادي قد يساعد في حماية الأرباح قصيرة المدى لكن علامتك التجارية ستكون أضعف وأقل ربحية بمجرد انتهاء الركود. إن العلامات التجارية التي تُصرف أكثر على التسويق لتتفوق على منافسيها في إظهار نفسها هي الأفضل في تحقيق الربحية على المدى الطويل خلال فترة الركود وما بعدها. ووخفض ميزانيتك التسويقية سعني قطع الاتصالات القيمة مع عملائك والذين يساعدونك بلا شك في مواجهة الانكماش الاقتصادي. باختصار: التسويق يصبح أكثر قوة وفعالية كل يوم، فالحملات التسويقية المستهدفة شرائح جمهور علامتك التجارية بشكل دقيق وبميزانية محدودة تضمن لك الاستدامة والعلاقة مع الجمهور. إن القدرة على التأثير في سلوك الشراء؛ من خلال تقديم رسائل ذات صلة مباشرة إلى المستهلكين، تجعل التسويق أحد آخر الأشياء على قائمة ما يجب أن تفكر في تقليصه خلال الأزمات. قم بدراسة تموضع علامتك التجارية الركود هو الوقت المثالي لمراجعة وإعادة تقييم علامتك التجارية للتأكد من أنك في وضع مثالي لمواجهة التحديات بأنواعها. وتعيد حالات الركود تنظيم سلوك العملاء بعد كل شيء؛ ما يجبر المستهلكين على إعادة النظر في أولوياتهم عندما يأتي وقت الدفع! وفهم كيفية تأثير هذه التغييرات السلوكية في علامتك التجارية (وفي نهاية المطاف عملك) هو المفتاح لتحقيق أقصى استفادة من الركود، ويجب أن تكون الخطوة الأولى في أي إعادة تقييم للوضع هي مراجعة العلامة التجارية. فمن الضروري معرفة مكانة علامتك التجارية بين منافسيها في الوقت الراهن قبل أن تتمكن من التخطيط للمستقبل. سيساعدك فهم كيفية وضع منافسيك في تحديد الفرص لتمييز علامتك التجارية في أذهان عملائك، لا سيما فيما يتعلق باحتياجاتهم المتغيرة في مواجهة الركود. ما الذي قد يرغب به المستهلكون الآن؟ هو سؤال صعب الإجابة عنه دائمًا، فمثلًا: خلال فترة الركود العالمي الكبير لم يتوقع أحد ازدهار أسواق بعض الكماليات، مثل المنتجات الصحية والاستهلاكية والصناعات المحلية والمنتجات الشخصية. ركز على إظهار ميزتك التنافسية غالبًا ما تكون أفضل استراتيجية لتحديد قوة العلامة التجارية هي التركيز على ما تفعله بشكل أفضل، فتحقيق أقصى استفادة من الركود يتعلق بفهم القيمة الحقيقية لعلامتك التجارية والمستهلكين معًا. كعلامة تجارية ما القيمة التي تقدمها لعملائك؟ من المهم أن تفهم الميزة التنافسية الخاصة بك، وتتمكن من التعبير عنها بطريقة يفهمها جمهورك. ففي ظل الركود الذي يلوح في الأفق يُعد الآن هو الوقت المثالي لإجراء بحث عن العملاء والاهتمام بهم لفهم القيمة التي تقدمها لهم بشكل أفضل. هل يرى عملاؤك أن تكلفة منتجاتك أو خدماتك في متناول الايدي؟ هل تقدم خدمات تمكّن عملائك من تقليل التكاليف في مجالات أخرى؟ ستمنحك الإجابات عن هذه الأسئلة الأدوات التي تحتاجها لسرد القصة الأكثر إقناعًا حول عروضك حتى بعد انتهاء فترة الركود والخروج بأقل الخسائر. وسيخبرك أي تحليل للعملاء إن استبدال أفضل عملائك مكلف للغاية. بدلًا من المخاطرة بفقدانهم لضغوط الانكماش الاقتصادي قدم لهم قيمة من شأنها زيادة ولائهم. تشمل الأساليب البديلة لتعزيز علاقات العملاء: برامج الولاء والتثقيف المتميز بالعلامة التجارية الخاصة بك ومنتجاتها، أو العروض التجريبية وزيادة الوصول إلى علامتك التجارية. غالبًا ما تكون أفضل طريقة لتأكيد قيمتك هي ببساطة: التركيز الشديد على كفاءاتك الأساسية، وكلما كانت عروضك أكثر تخصصًا كان من الصعب عليك استبدالها، فالعلامات التجارية التي تستهدف الصناعات المتخصصة بمنتجات وخدمات متخصصة هي الأكثر ملاءمة لتحمل الركود؛ لأن عملاءها لا يتمتعون برفاهية البحث في مكان آخر لتلبية احتياجاتهم. اكتشف عملاء جددًا وأسواقًا جديدة تتمثل إحدى أفضل الطرق لتقليل الخسائر أثناء الركود في البحث عن فرص جديدة بقطاعات السوق التي لم يتم أخذها في الاعتبار من قبل وإعادة عرض عروضك وفقًا لذلك. هذا صحيح بشكل خاص إذا كان جمهورك المستهدف التقليدي سيتضرر بشدة من الانكماش الاقتصادي. أحد الأماكن التي يجب البحث عنها هو الصناعات التي أثبتت تاريخيًا أنها مقاومة للركود: مثل الرعاية الصحية والأعمال الحكومية؛ كلا القطاعين لا يرتبطان بالسوق بشكل مباشر؛ حيث إن تلك المؤسسات في الغالب غير ربحية، إذًا فتلك المؤسسات والشركات التي تمول من المنح من الحكومة أو المؤسسات طويلة الأمد تمثل جمهورًا مستهدفًا محتملاً آخر من المرجح أن يتحمل الركود الاقتصادي. يمكن أيضًا أن تعيد توجيه عروضك للسوق الإقليمي أو الدولي بالقليل من البحث والإبداع، كما يمكن أن يكون الركود كذلك أفضل وقت لإطلاق علامة تجارية جديدة أو مشروع جديد تمامًا. المنافسة أقل حدة بشكل ملموس، ومن المرجح أن يستجيب المستهلكون للقيمة الفريدة التي يقدمها بديل عن العلامات التجارية التي يشترونها عادة. إن الوصفة السحرية بلا شك هي موازنة المخاطر؛ من خلال استهداف شرائح جمهور أصغر محددة خلال فترة الانكماش الاقتصادي ثم استخدام الأساس الناتج عن هذه العملية لتنمية الأعمال التجارية بعد الركود. اسعَ لاستغلال الفرص تكثر الفرص خلال فترة الركود، عليك فقط أن تعرف المكان الذي تبحث فيه، وأن يكون لديك رأس المال في متناول اليد للاستفادة منها عندما تجدها. “أفضل طريقة للنجاة من الركود هي التأكد من أنك مستعد له عن طريق تخصيص جزء من الأرباح التي تحققها دائمًا لتطوير عملك”. الأوقات العصيبة هي الأوقات المثلى للابتكار. جرب آليات التسليم الجديدة أو خيارات الخدمة أو بدائل التغليف، أطلق حملات خفيفة سريعة في أسواق الاختبار لقياس ما سوف يستجيب له الجمهور، خصص وقتًا للمشاريع التي كنت ترغب في تنفيذها ولكنك كنت مشغولًا جدًا بحيث لا يمكن تنفيذها. وتذكر دائمًا: العلامات التجارية القوية المحملة بنظام جاف غير متغير أو أسعار غير مرنة؛ أو سوء إدارة عام، ستُعرض نفسها للانكماش ثم السقوط في فترة الركود. أضف إلى ذلك: غالبًا ما تتوفر التقنيات الجديدة وبراءات الاختراع، التي لا يمكن تحمل تكاليفها في الأيام العادية، خلال فترة الركود. إذا كانت فرص الاستحواذ غير متوفرة في القطاع الخاص بك ففكر ببساطة في توسيع حصتك بالسوق بمناورات تجارية أخرى ذكية. مثل بعض العلامات التجارية التي نمت خلال فترة الركود العظيم عززت هذه المكاسب في السنوات التي تلت ذلك. خاتمة تُحدث حالات الركود تغييرات في السوق لا يمكن لأي علامة تجارية التنبؤ بها. وفي الركود الأخير زادت المبيعات الرقمية بشكل كبير؛ ما أجبر بعض العلامات التجارية على الخروج من المنافسة. واستمرت هذه التغييرات في تشكيل أسواقها؛ حيث تقود السباق العلامات الرقمية والعلامات التجارية التي تتعامل مع المستهلكين مباشرة، وتقدم بدائل للشركات القائمة في العديد من الصناعات المختلفة. العلامات التجارية التي ظهرت على أهبة الاستعداد للمنافسة في هذا المشهد الجديد للسوق هي تلك التي أدركت الفرص الفريدة التي نشأت خلال فترة الركود. التأكد من استعداد علامتك التجارية للركود الحتمي في الأفق يعني: – أن تكون ذكيًا بشأن المكان الذي خفضت فيه ميزانيك؟ – أن تنفتح على التغيير. – أن تفهم القيمة الحقيقية التي تقدمها لعملائك. – أن تستعد لاستكشاف أسواق جديدة قد لا تفكر فيها بطريقة أخرى. أهم شيء هو أن تكون ذكيًا بشأن قرارات العمل في الأوقات الجيدة؛ بحيث تكون مستعدًا بشكل أفضل للمنافسة في الأزمات وما بعدها. اقرأ أيضًا: 8 ركائز لنجاح علامتك التجارية فاضل النصار: السعودية سبقت المنطقة بإصدار تشريع الامتياز التجاري محاسب الفرنشايز.. ما هي أبرز مهامه؟
مشاركة :