في الوقت الذي تكثف فيه البلدان عمليات الإغلاق تواجه الشركات حاليًا تحديًا غير مسبوق؛ إذ يجب عليك إدارة الجهود على مستويين مختلفين: التنافس في بيئة الجائحة السائدة على مدى الشهور الحالية، وإعادة وضع علامتك التجارية لتزدهر في عالم ما بعد الجائحة، ولكي ينتصروا في المعركة ويحققوا النجاح؛ يجب على العلامات التجارية التركيز على خمس أولويات الآن. الواقع الجديد لعلامتك التجارية يتميز الواقع الجديد بتغيير احتياجات العملاء وسلوكياتهم، وزيادة عدم اليقين والتقلب، وعكس اتجاهات العولمة. وبالنسبة لمعظم الشركات ستؤدي هذه البيئة الصعبة إلى انخفاض كبير في الإيرادات والأرباح. وفي استطلاع حديث أجرته BCG لقادة الأعمال قال نصفهم تقريبًا إنهم يتوقعون أن تنخفض أرباح شركاتهم بأكثر من 20%، وأن 90% يخططون لبرامج لخفض التكاليف على مستوى الشركة. ومع ذلك لا ينبغي على الرؤساء التنفيذيين قبول تراجع الأداء على أنه أمر حتمي في الواقع الجديد. ودرس معهد BCG Henderson أداء جميع الشركات العامة الكبرى خلال فترات الانكماش الأربع الماضية؛ حيث كانت المراكز التنافسية أكثر تقلبًا في فترات الانكماش؛ ما أدى إلى صنع الفرص والمخاطر، وعلى الرغم من أن معظم الشركات تكبدت خسائر إلا أن 14% منها تمكنت من زيادة الإيرادات والأرباح على الرغم من التراجع في صناعاتها. ماذا فعلت هذه الشركات بشكل مختلف؟ يمكن تلخيص ذلك في ثلاثة إجراءات شاملة: ١- تصرفوا مبكرًا. ٢- اتخذوا منظورًا طويل المدى. ٣- ركزوا على النمو بالإضافة إلى خفض التكلفة. لكن لسوء الحظ لا يبدو أن العديد من الشركات تدرك ضرورة اتخاذ خطوات طويلة الأجل في الوقت الذي تكافح فيه الوباء. وفي استطلاع BCG لقادة الأعمال قال أقل من 30% إنهم يخططون لإعادة تصور هيكل سلسلة التوريد الخاصة بهم خلال الأزمة. على العكس من ذلك يرى المستثمرون أن الاتجاه الصاعد هو بعد النظر أثناء إدارة الأزمة. وفي استطلاع حديث أجرته BCG للمستثمرين: قال 88% إنهم يريدون أن يركز الرؤساء التنفيذيون على بناء القدرات لتعزيز النمو وليكونوا في وضع أفضل للفوز بالمستقبل، و65% منفتحون أيضًا على تخفيضات الأرباح. إذا ما هي الخمس أولويات لأخذ المجازفة؟ 1- حدد جدول أعمالك واختر فريقك في واقع يتصف بالتردد من المهم _أكثر من أي وقت مضى_ أن تقدم العلامات التجارية إرشادات واضحة لتساعد المجموعة في الحركة. حتى عند عدم وجود أرقام محددة يجب على العلامات التجارية وضع جدول أعمال خلال المدة من 6 إلى 12 شهرًا القادمة وما بعدها؛ حتى لا تضطر إلى اتخاذ إجراءات مفاجئة لا معنى لها، مثل الإلغاء السريع للتكاليف غير الضرورية في العمليات أو في الوظائف الإدارية. ولكن يجب اتخاذ قرارات مهمة أخرى، مثل التغييرات في قوائم الخدمات والمنتجات، على الرغم من الشك بشأن التطورات المستقبلية. بالنسبة لهذه القرارات يُعد التوقيت أمرًا مهمًا؛ إذ يجب عليك دائمًا مواكبة تطور الوضع وتعديل خطط العمل بسرعة باستخدام أساليب عمل جديدة ومرنة. 2- حفّز فريق العمل وقم بحمايتهم فريق العمل هم قلب الشركة، وللحفاظ على استمرارية الأعمال وتحقيق أهداف طويلة الأجل؛ يجب على العلامات التجارية تحفيز وحماية موظفيهم. شاهدنا معًا كيف سرعت الأزمة من تبني ممارسات عمل جديدة، ونتوقع أن تظل هذه الأساليب والممارسات الجديدة باقية معنا في الواقع الجديد؛ لذا فإن هذه فرصة لإعادة تحديد مستقبل العمل، على سبيل المثال: أصبحت عادات، مثل العمل عن بُعد، أسلوب العمل الأكثر فعالية والتي كانت في الماضي تعتبر غير فعالة على نطاق واسع. ومن المهم لسلامة الأشخاص واستعدادهم للعمل أن يشعروا بأنهم يعملون في بيئة نظيفة وآمنة، ورفع معايير الصحة والنظافة والاطمئنان في مكان العمل؛ لذلك ستحتاج الشركات إلى أنظمة متطورة للحفاظ على أماكن العمل آمنة، وترسيخ ثقة الفريق الواحد، وللمساعدة في إدارة استمرارية الأعمال والمخاطر. 3- كن أكثر مرونة ماليًا بالنسبة لمعظم العلامات التجارية تكون الأولوية لضمان تناسب التكاليف واستمرارية نموذج التشغيل الحالي. ومع ذلك، بالإضافة إلى وجود سيولة واستقرار على المدى القصير، فعلى العلامات التجارية التأكد من أن نموذج التشغيل بالكامل وهيكل التكلفة يمكن أن يدعما فترة الـ “6 – 12” شهرًا القادمة. ولتحقيق ذلك؛ يجب عليك لإدارة السيولة وصافي رأس المال العامل بشكل فعال بالإضافة إلى تقليل التكاليف عبر الشركة. ولأن الهدف هو تأمين الهامش؛ تحتاج الشركات أيضًا إلى التركيز على إدارة المنصرفات بذكاء. حتى تستعد للمجازفة والانتصار؛ قم بتقليل الإنفاق غير الضروري؛ بحيث يجب يكون الهدف توفير قدرة مالية من أجل تجاوز التحديات الجديدة. خطط لكيفية إدارة السيولة والحفاظ على النقد وراقب تطور السيولة النقدية من بين الأسباب الرئيسية لإحداث تأثير سريع دون التأثير الفوري في فريق العمل بالشركة هو خفض تكاليف العمليات. وخلال مرحلة الفوز في المعركة سوف تستمر القنوات الجديدة، مثل التجارة الرقمية، في توفير فرصة للحفاظ على مشاركة العملاء وتحقيق مبيعات إضافية. ونظرًا لأن احتياجات العملاء وسلوكياتهم تغيرت كثيرًا، ولأن البيئة التنافسية ستكون متقلبة؛ فمن المحتمل أيضًا أن تكون المراجعة السريعة لفرص التسعير _عبر جزء كبير من محفظة المنتجات_ ضرورية كذلك للحفاظ على الإيرادات. 4- انظر للمستقبل لا تسمح للتركيز على الأرباح على المدى القريب والقدرة التنافسية لإخفاء الحاجة بإغفال المستقبل، و أثناء تركيزك على نشاطاتك الحالية تابع مجموعة متنوعة من الأنشطة؛ وهذا ما يسمى “التوازن”. الجهود المتزامنة مطلوبة ليس فقط لأن الشركات تحتاج إلى تأسيس العمل لتحقيق النجاح على المدى الطويل، ولكن أيضًا لأن مدة المعركة غير مؤكدة. ويجب على العلامات التجارية تكييف نموذج أعمالها استجابة للتغيرات في رغبات العملاء. على سبيل المثال: قد يفضل العديد من العملاء اليوم توقيع اتفاقيات خدمة مؤقتة بدلًا من القيام باستثمارات طويلة الأجل، ويمكن أن توفر مثل هذه التغييرات في السوق فرصة للابتكارات الخارقة . وتتمتع الشركات المبتكرة بميزة كبيرة، حتى أثناء الركود، فوفقًا لدراسة أجرتها مجموعة بوسطن الاستشارية (BCG)، تفوق إجمالي عائد المساهمين في أكثر 50 شركة، بمؤشر MSCI العالمي، بأكثر من 20% بعد أربع سنوات من الأزمة المالية عام 2008. وللتحول إلى الفوز بالمستقبل؛ تحتاج الشركات إلى زيادة مرونة العمل والإنتاج، بما في ذلك العمليات الداخلية، ويتطلب ذلك مراجعة آلية العمل كاملة وتحسينها كما ذكرنا من قبل. يمكن للأدوات الرقمية المختلفة المتاحة اليوم تحسين الشفافية والاستقرار بشكل كبير بالإضافة إلى تعزيز الإنتاجية، و بالنظر إلى أنه من المتوقع استمرار التقلبات وعدم اليقين حتى مع انحسار الأزمة، يجب أن تكون المرونة الشاملة وزيادة كفاءة العمل من الأمور الضرورية على المدى الطويل. 5- ابحث عن الفرص الجديدة عمليات الاندماج والاستحواذ تُعد من أفضل طرق تجديد دماء الشركات وصناعة الفرص الجديدة، وهنا يجب على الشركات مراجعة أعمالها لتحديد إمكانية التصفية وعمليات الاندماج والاستحواذ دائمًا. قد تؤدي التقييمات المنخفضة للشركة في الاقتصاد الراكد إلى توسيع فرص الاندماج والاستحواذ. علاوة على ذلك تشير أبحاث مجموعة بوسطن الاستشارية إلى أنه بعد عامين من عملية الاستحواذ تجاوز إجمالي العائد النسبي للمساهمين، من الصفقات التي تمت في اقتصاد راكد، صفقات الاقتصاد القوي بمقدار 10%. ومن خلال متابعة الصفقات الصحيحة بشكل استباقي؛ يمكن للشركات أن تتخطى منافسيها بسرعة؛ لصنع قيمة مستدامة. اقرأ أيضًا: 5 أسباب تجعل الأزمات فرصة لبدء شركتك الناشئة 5 مفاتيح لتحافظ على نمو شركتك لماذا تعطي الشركات الناشئة الأولوية للحوكمة؟
مشاركة :