العداءُ الفارسيُ ( الإيرانيُ ) لأمريكا مصطنعٌ لا حقيقةَ له

  • 9/27/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تسيرُ بلاد فارس ( إيران ) في علاقاتها مع الولايات المتحدة على خطى النموذج الصيني، فعلى الرغم مما يشوب العلاقة من توتر وخلاف مصطنعين على قضايا حساسة إلا أن علاقات اقتصادية قوية وقنوات دبلوماسية موجودة بينهما، وكما أن الصين والولايات المتحدة لهما ما يربطهما اقتصاديًّا، فكذلك بين إيران والولايات المتحدة مصالح مشتركة من طابع آخر وستشهد الأيام المقبلة سلسلة من الإتفاقيات التي ستمر عبر إيران، فما زالت القضيتان السورية، والدرع الصاروخية الأمريكية في تركيا - اللتان تثيران مخاوف روسيا - عالقتين، بالإضافة إلى مخاوف أمنية مشتركة – كمحاربة تنظيم داعش - تدفع الطرفين إلى الوصول إلى تسوية سياسية. وحول التحديات الداخلية للسياسة الخارجية الإيرانية فإنَّ وجه وزير الخارجية الإيراني الباسم ووجه قائد ما يُسمَّى ( فيلق القدس ! ) العابس, يوحيان بمدى التحديات الداخلية التي تواجه السياسة الخارجية الإيرانية, فاللعبة السياسية الخارجية تتقاذفها مجموعتان , الأولى براغماتية برئاسة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته والثانية وذات اليد العليا هي مرشد الثورة الفارسية المشؤومة وحرسها , الأولى بحاجة إلى أعوام لكي يشعر المواطن الإيراني بأثر سياساتها, فالاقتصاد المتهالك والمتردِّي لا يمكن له أن يتعافى بسرعةٍ , أما الثانية بجنرالاتها فتستطيع تحقيق إنجازات سريعة تُرضي طموحات عوام الشعب الإيراني – تخدعه بصورة المسيطر في حين تجره إلى مزيد من الاستنزاف - فإن أي نجاح يحققه قاسم سليماني ورفقاؤه يعني تراجع للبراغماتيين نتيجة للنظام السياسي الإيراني “الهجين” الذي يجمع بين المؤسسة الديمقراطية ونظيرتها المستترة بالدين، بالإضافة إلى الغموض والتحرك السريع والصبغة المذهبية والقومية الفارسية مما يجعل التنبؤ بما هو قادم أمراً يخالطه الكثير من الخطأ، لكن في ظل وجود البراغماتي روحاني فمن المؤكد أن تغييرات واضحة ستطرأ على السياسية الخارجية الإيرانية، ولكنه سيبقى رهين الأفضلية الإستراتيجية التي يسعى لها مرشد الثورة الفارسية المشؤمة خامنئي . أمَّا سياسية إيران تجاه دول الجوار فإنَّ استخدام إيران سياسية خارجية تجاه دولة معينة لا يعني مطلقًا استخدام ذات القيم والمعايير في سياستها تجاه دولة أخرى، فإيران التي تنادي بحقوق المظلومين وتجهر بصوت عالٍ للمطالبة بحقوق الحوثيين تغض الطرف عن الانتهاكات وجرائم الحرب التي تقع بحق الأقليات المسلمة في بلاد حلفائها الصين وروسيا وبورما، والمفارقة أنه في الوقت الذي تدعم فيه إيران معظم الأقليات الشيعية في الوطن العربي إلا أنها تدعم أرمينيا المسيحية في مواجهة أذربيجان الشيعية ! ومن المتوقع أن نشهد توجهًا إيرانيًّا لزيادة نفوذها السياسي في أفغانستان، عبر التدخل في شؤونها الداخلية السياسية والاقتصادية للوصول إلى مصالحة داخلية بين الأطراف المتناحرة كخطوة وقائية خوفًا من أن تسوء الأوضاع وتصبح أفغانستان من جديد أرضًا خصبة لاستقطاب الجهاديين من تنظيم داعش الذين يكنون لإيران والشيعة أشد العداء . وقد تتوجه إيران إلى سياسية خارجية أكثر حدة في التعامل مع بعض الدول العربية, عبر فتح مزيد من الحروب بالوكالة خاصة وأن المملكة السعودية تعاني من تهديد جيوسياسي خطير بعد أن عززت حربا العراق واليمن نفوذ إيران وتنظيم داعش بالقرب من حدودها إضافة إلى أن مجلس التعاون الخليجي مُتضعضع بسبب موقف سلطنة عُمان المنفتح على إيران ، هذا التهديد الجيوسياسي دفع قادة إيران لبدءِ مرحلة جديدة من العداء الإعلامي العلني للمملكة، ففي ٢٠١٥/٤/٩ قال مرشد الثورة الفارسية خامنئي :(( العديد من الشباب عديمي الخبرة قد تولوا شؤون المملكة واختاروا الهمجية سبيلًا بدلًا من اللباقة. وحتمًا سيدفعون ثمن ذلك )) وبعد شهر عاد ليقول :(( حتى المشركين في مكة المكرمة كانوا يعمدون إلى وقف الحرب في شهر رجب المحرم هم أسوأ وأقبح من مشركي مكة المكرمة ))، واتهام إيران للسعودية بعدم الأهلية لإدارة مناسك الحج بسبب الحوادث الأخيرة كلها إشارات واضحة إلى أن إيران أصبحت تشير علنًا للعداء تجاه السنة ممثلين بالسعودية كمركز منافس في المنطقة مذهبيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا وأمنيًّا كما أنها إشارةٌ إلى تَحسُّن العلاقات الفارسية الأمريكية في الخفاء على الرغم من التظاهر بتدهورها في العلن . عبدالله الهدلق

مشاركة :