يطل جبل أحد شامخا على المدينة المنورة من الجهة الشمالية بطول 6.5 كلم وعرض يصل إلى 3 كلم. ويعد من الجبال التاريخية المرتبطة بالسيرة النبوية، هذا الجبل الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: «أحد جبل يحبنا ونحبه»، وكأنما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله أن يزيل الذكرى الأليمة من نفوس الصحابة والمسلمين من بعدهم عن هذا الموقع الذي تعرض فيه الصحابة لابتلاء عظيم، واستشهد فيها 70 منهم من أبرزهم عم النبي الكريم حمزة بن عبدالمطلب -رضي الله عنه- في غزوة أحد، كما شج رأس النبي صلى الله عليه وسلم، وكسرت رباعيته. ويتفرد جبل أحد بألوانه التي تميّزه عن غيره من الجبال القريبة إذ تمتزج صخوره بدرجات اللون الأحمر وتميل إلى الأدهم في قمة الجبل الذي يحوي العديد من الجرار أو ما يعرف بـ «المهاريس» التي تطلق على مواقع حفظ المياه المنحدرة من أعالي الجبل. وبفضل مشروع إنارة الجبل، لم يعد «أحُد» معلماً طبيعياً صامتاً فقد جذبت أضواؤه خلال وقت المساء الأهالي والزوار للاستمتاع بإطلالة بانورامية والاستفادة من الأماكن التي هيأتها الأمانة على سفحه، إلى جانب سلسلة أعمال تطويرية عديدة نفذتها هيئة تطوير المدينة شملت الأحياء المحاذية للجبل ضمن مشروع «أنسنة المدينة» تضمنت توحيد تصاميم واجهات مئات المساكن المطلّة على الجبل الذي يبعد نحو 2 كلم عن الساحات الشمالية للمسجد النبوي.
مشاركة :