حمية «أم الصبيان».. ورجيم «أم العفاريت»

  • 11/7/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عندما يصاب الشخص بمشكلة مرضية يكثر الناصحون، ومدعو الطبابة، وبين عشية وضحاها يصبح كل من حوله متعاطفًا، وداعمًا لمكافحة المرض، وناصحًا، وربما بشكل مكثف قد يؤدي لغثيان المريض والعائلة والطبيب -لا سمح الله- والنصح أمر جميل ومحمود أحيانًا، ولكنه يصبح سيئًا ومذمومًا إن صاحبه نظرات عطف وشفقة وحزن، قد تؤدي لنتائج عكسية على صحة المريض العضوية والنفسية. في كثير من الجلسات ينبري الكثير للحديث عن الأمراض، والكل ينصح ويرشد ويحكي قصصًا كثيرة وغالبية الكلام والحكايات من بنات أفكاره دون ستند طبي، وعلى نغم «الليل ما يحلى إلا بسماره» يبدأ الوعظ والإرشاد دون التفكير في العواقب. فمثلًا، لمرضى السرطان، يرددون المرض يمكن الوقاية منه من خلال نمط حياة صحي، لا تدخن، أكثر من الصيام، ابتعد عن السكريات، تجنب الأطعمة السريعة، تفادى التلوث، أكثر من الأكل العضوي، حافظ على التمارين، راقب وزنك، أكثر من الخضراوات وخاصة اللفت والكركم، أوقف التدخين، ابق هادئًا، كن إيجابيًا، لا تكثر من الشاي، عليك بالفيتامينات، عليك بالإكثار من الشاي الأخضر، ولا تستخدم منظفًا، وتناول السلمون، واتبع حمية «أم الصبيان» ورجيم «أم العفاريت»… إلخ، أما الطامة الكبرى فهي أن يصاحب ذلك النصح لوم للمريض ولو بشكل غير مباشر. الكثير من تلك النصائح جيدة ومفيدة وربما صحيحة، ولكن أين أنتم من زمن، لقد أتيتم في وقت ربما «لا بكا ينفع ولا شكوى تفيد»، وثالثة الأثافي مصدر معظم تلك النصائح والإرشادات ليست من مجرب ولا من طبيب، إنما اجتهادات شخصية وقصاصات من مواقع «النت»، وحدثني من أثق به وربما رأيت بأم عيني. عزيزي الصحيح / عزيزي المريض، الأمراض ومنها السرطان لا تميز، لا يهم إن كنت غنيًا جدًا أو فقيرًا، يمرض المتدينون والملحدون على حد سواء، يصاب الأطفال وكذلك الكبار، النباتيون ومن يتناولون اللحوم، الأطباء يصابون، إنها أقدار المولى -عز وجل- لذا أرجوكم التوقف عن إلقاء اللوم على المرضى ودعمهم بكل الطرق وأولها عدم الفتوى والنصح فيما لا نعلم ونقل الأخبار دون التأكد من مصادرها، وتذكروا أن الصمت حكمة ووقار.

مشاركة :