في الوقت الذي يستعد فيه لإطلاق الجزء الثاني من ألبومه بالعكس، آثر الملحن اللبناني جان ماري رياشي أخيراً استباقه بتقديم باكورة مشروعه الموسيقي أرضي أغنيتي ليجوب من خلاله الأرض العربية بحثاً عن لآلئ موسيقية، لمع بريقها في أغنية صحارى العرب، التي تنقل خلالها بين مزارع الإبل في السعودية وسوق الذهب بدبي وجبال سلطنة عمان وأهرامات مصر ومغارة كفرحيم وقصري مير أمين وبيت الدين في لبنان، ليستطيع عبرها تبيان مدى ترابط المنطقة العربية موسيقياً، بحسب تعبيره لـ البيان، التي قال في حواره معها، إن الهدف من صحارى العرب، كان تقديم أغنية جديدة بقالب يختلف عما هو موجود في السوق حالياً. تحدٍ أكثر من مليون و200 ألف مشاهدة حصدتها أغنية صحارى العرب التي أنجزها رياشي بالتعاون مع السعودي عمر باسعد منذ إطلاقها في مايو الماضي وحتى اليوم، لتتمرد الأغنية التي انتجتها شركتي لاند روفر وسوني انترتينمنت الشرق الأوسط، في طريقة هيكلتها وإعدادها وتصويرها وحتى تلحينها على ما هو سائد حالياً من موسيقى بلاستيكية بحسب وصف رياشي، الذي قال إن هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها بتسجيل أغنية خارج الأستوديو، مضيفاً: الأغنية كانت عبارة عن رحلة جابت الأرض العربية، فقد تنقلنا فيها بين دبي والسعودية وعمان ومصر ولبنان. بحر كبير رياشي أكد في حديثه، أن المستمع للأغنية لن يشعر بأنها سجلت في أكثر من منطقة عربية. وقال: الموسيقى العربية بحر كبير، ولا يمكن توثيقها في أغنية واحدة فقط، فهدفنا هو تقديم أغنية جدية بقالب مختلف من حيث الهيكلية والفكرة والتوزيع الموسيقي عما هو موجود حالياً في السوق، مشيراً إلى أن جمالية صحارى العرب، التي كتبتها الشاعرة سما، أنها لم تعتمد على صوت رئيسي واحد، وقال: تعدد الأصوات فيها منحها بعداً آخر، خاصة وأن عمليات تسجيل إيقاعات الأغنية تمت في أماكن مفتوحة خارج الاستوديو. قبل تقديمه لهذا الأغنية، أطلق رياشي في أبريل الماضي النسخة العربية من أغنية ال اوف مي للبريطاني جون ليجند، وحول هذه التجربة، أبدى رياشي سعادته بالتعاون مع ليجند، وقال: أحببت فكرة إعادة توزيع أغنية غربية بطابع شرقي، وقد عملت فيها على تطويع ما أمتلكه من ثقافة موسيقية لتقديم ألوان موسيقية جديدة. تقييم بسؤاله عن تقييمه لبرامج المواهب الغنائية، قال جان ماري رياشي، الذي سبق له أن شغل عضو لجنة تحكيم برنامج استوديو الفن: برامج المواهب الغنائية أصبحت اليوم تجارية بامتياز، وبنظرة عامة عليها نجد أن الأضواء تسلط فيها على لجنة التحكيم التي تضم مجموعة من الفنانين، الأمر الذي يؤدي إلى ضياع أصوات المواهب التي يفترض أن يتم اكتشافها.
مشاركة :