توجه هابرماس إلى قرّائه في العالم العربي ليقول لهم: "أؤمن بقوّة الكلمة.. وكتبي التي ترجمت إلى اللغة العربية تكفيني..". الشاعرة والأكاديمية المصرية إيمان مرسال تفوز بجائزة الشيخ زايد للكتاب وأضاف "في الاختيار بين العقلانية والقوة. عادةً، القوّة هي التي تفوز وتحقّق نتائج على المدى القصير. ولكنْ، على المدى الطويل، لا أؤمن سوى بالقوة العقلانية للكلمة النقديّة، شرط أن تظهر بحرّيّة في المجال السياسي العام"، فيما يبدو انتقاداً للنظام السياسي الإماراتي. وفيما يتعلق بنظريته حول السياسة، يركّز هابرماس على أنّ العقلانيّة تتقدم على القوّة، خاصة حين يتعلق الأمر بنقاشه فكرة "حالة الاستثناء" لكارل شميت. ويُعد الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس من أبرز الوجوه في النصف الثاني من القرن العشرين، ومفكّر سياسي واجتماعي مؤثر، وهو صاحب نظرية "المجتمع التواصلي" والشخصية البارزة للجيل الثاني لمدرسة فرانكفورت الفلسفيّة. وقدّم هابرماس مساهمات نوعية وعميقة فى ميدان الفلسفة، كدراسات التواصل والثقافة، والنظرية الأخلاقية، واللغويات، والنظرية الأدبية، والعلوم السياسية، والدراسات الدينية، واللاهوت، وعلم الاجتماع. أسف "إماراتي" قال المشرفون على الجائزة في بيان مقتضب الإثنين على الإنترنت "تعرب جائزة الشيخ زايد للكتاب عن أسفها لتراجع السيد يورغن هابرماس عن قبوله المسبق للجائزة، لكنّها تحترم قراره". وأضافوا "تجسّد جائزة الشيخ زايد للكتاب قيم التسامح والمعرفة والإبداع وبناء الجسور بين الثقافات، وستواصل أداء هذه الرسالة". ويحصل الفائز بلقب "شخصية العام الثقافية" على ميدالية ذهبية بالإضافة إلى مبلغ مالي بقيمة مليون درهم إماراتي (أكثر من 272 الف دولار). وترعى جائزة الشيخ زايد دائرة الثقافة والسياحة الحكومية في الإمارات، وهي عبارة عن مبالغ مالية تقدّم للفائزين في تسع فئات بينها الترجمة والآداب والثقافة العربية في اللغات الأخرى.
مشاركة :