يحافظ أهالي كل منطقة على الموروثات الشعبية والتقاليد العريقة التي تمتاز بها هذه المنطقة في شهر رمضان، والتي اقترنت بالكرم وحسن الضيافة، وأيضًا باستقبال الشهر بحيوية عالية، وحركة تجارية تختلف عن بقية أشهر العام، ويحرصون على إحياء التراث الشعبي من خلال الأطعمة التراثية على المائدة الرمضانية، التي تحتوي على المأكولات الشعبية القديمة التي ما زالت حاضرة حتى الوقت الحالي.مذاق الرقشومن أهم الأطعمة الرمضانية في نجران «الرقش»، الذي يتكون من خبز البر، ويتم رشه بالمرق وأحيانًا اللحم، ويعتبر سيد المائدة النجرانية في رمضان بمذاقه الخاص، يليه الوفد والمرضوفة والعصيدة وخبز التنور و«اللكية» الشبيهة بأكلة الجريش، والحميسة وهي عبارة عن قطع صغيرة من اللحم يطهى بطريقة نجرانية.حلوة الجوفأما في الجوف، فتتصدر «حلوة الجوف» مائدة الإفطار الرمضانية، إذ تشتهر المنطقة بزراعة النخيل وتجاوزت المليون نخلة، تنتج ما يبلغ وزنه 40.000 طن سنويًا، أشهرها وأكثرها رواجًا حلوة الجوف، التي تتميز بمذاقها اللذيذ بعد مرحلة الكنز والحشو، إذ تصبح «مجرشة» أو «مدبسة» كما يسميها سكان المنطقة، والبعض يضيف إليها مسحوق السمح البري وتسمى «البكيلة»، عقب مزج التمر بالسمح الذي يستخلص من المراعي البرية بعد هطول الأمطار في المنطقة، وإضافة السمن البري الخالص أو زيت الزيتون الذي تشتهر به أراضي الجوف، لتتكون بذلك «البكيلة» ذات الطعم الرائع، إضافة إلى الفوائد الصحية لزيت الزيتون للجسم الذي جعل زوار المنطقة يقبلون عليه بكثرة.أصناف لذيذةكما تشتهر منطقة الجوف بأصناف عدة تُضاف على المائدة الرمضانية، ويحرص الكثيرون على وجودها كـ«المقشوش»، وهي وجبة عُرفت بها المنطقة منذ عهود، وتتكون من رقائق خبز الصاج ثم تشرَّب بالإدام واللحم، وإذا حل موعد السحور يتناول أهل الجوف وجبات متعددة، منها الجريش واللخوفة، فيما يحرص شباب المنطقة في شهر الخير على أداء مختلف الأعمال التطوعية، وفي مقدمتها تقديم الإفطار للصائمين وعابري السبيل.
مشاركة :