في زمن الإعلام الرياضي الغريب، أصبحت الأمور مقلوبة تماما، وصار التزوير والكذب هما السمتان البارزتان لمن تسموا بإعلاميين هبطوا على الإعلام بالبرشوت، وانتقلوا من الاستراحات والمدرجات وأصبحوا بقدرة قادر محللين في برامج حصاد التعصب أو مواقع التواصل، يغردون ويعلقون على المباريات والقضايا الرياضية بشكل غريب وبنفس مشجع متعصب ومحتقن، في السابق كان المشاهد يتلقى المعلومة ويضحك ويتعامل معها كطرفة وكوميديا، الهدف منها لفت الأنظار وكسب المزيد من المشاهدين الذين يستمتعون ويضمون هذه البرامج والتغريدات إلى مسلسلات رمضان الكوميدية التي تعج بها القنوات الفضائية بعد مغرب كل يوم، لكن الجديد هذه المرة هو الخوض في البطولات الآسيوية الموثقة بالصوت والصورة لفريق شرف الكرة السعودية، واعتلى زعامة القارة، ووصل للعالمية من الملعب، وحقق اللقب السابع، وغرد بعيدا عن البقية، وهو الزعيم العالمي الاستثنائي الهلال المحسود على نعمة الألقاب الذهبية، التي جعلت أقرب فريق سعودي له لا يتخطى نصف رقمه الصعب، وكما هو الفريق الصعب فإن جماهيره الغفيرة أيضا الرقم الصعب التي جعلت منه المطمع الأكبر للشركات الاستثمارية الكبيرة، والمشكلة والأمر المضحك هو دخول بعض من امتهنوا فن السمسمية للدخول في معترك التشكيك غيرة وحسدا فقط، حتى لا يتخطى الرقم الآسيوي الأزرق أرقام فريقه الأقل بكثير، على الرغم من إدراكه أن تشكيكه أو هجومه على الهلال أو جماهيره أو إعلامه لا يؤثر، ويتم التعامل معه واعتباره لا يختلف عن أحاديث المشجعين المتعصبين الذين يهاجمون ليل نهار لكنهم عجزوا عن التأثير أو التقليل، فالشمس لا تحجب بغربال كما يقال، والحقيقة ستبقى حقيقة ناصعة كالبياض ولا تؤثر فيها خربشات المخربشين، لكنه الزمن الأغبر فعلا الذي منحت فيه الفرصة لكل من هب ودب من المشجعين المتعصبين، إذ لم يعد التشكيك فقط في الألقاب المحلية بل تخطاها هذه المرة إلى الألقاب القارية بشكل مقزز ومعيب، ولا غرابة أن تأتي هذه الأصوات وهي نفسها التي ضاعفت أرقام ألقاب فرقها، وضمت لها الدورات التنشيطية، وسداسيات قريقعان الرمضانية، وتصفيات المناطق، ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح، والميدان هو موقع الحسم والتتويج بالذهب. الهلال زعيماً للقارة
مشاركة :