أذرع إيران تكثف ضغوطها لإخراج القوات الأميركية من العراق بغداد – أعلن الجيش العراقي أن صاروخين استهدفا قاعدة عين الأسد التي تضم قوات أميركية. وجاء الهجوم، وهو الثالث خلال ثلاثة أيام، فيما يُجري وفد من الحكومة الأميركية محادثات مع الحكومة العراقية قالت الأخيرة إنّها تتعلّق بانسحاب الجيش الأميركي من العراق. وقال بيان لخلية الإعلام الأمني إنّ صاروخين من نوع كاتيوشا سقطا في قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار دون أن يحدثا خسائر بشرية أو مادية. ووقعت هجمات صاروخية مماثلة الأحد والاثنين على قواعد تؤوي قوات أميركية في مطار بغداد الدولي وشمال بغداد. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الأخير، لكنّ واشنطن تتّهم بانتظام فصائل شيعية عراقية مسلّحة مقرّبة من إيران باستهداف قوّاتها ودبلوماسييها في العراق. وقد توعدت تلك الفصائل بتصعيد الهجمات لإرغام القوات الأميركية على الانسحاب. وتوجد تلك القوات في البلد ضمن التحالف العسكري الذي تشكّل لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على ثلث أراضي العراق في هجوم مفاجئ سنة 2014. ومنذ تسلّم الرئيس الأميركي جو بايدن السلطة في نهاية يناير الماضي استهدف نحو ثلاثين هجوما بعبوات ناسفة أو صواريخ أرتالا لوجستية تابعة للتحالف الدولي وقواعد تضم جنودا أميركيين والسفارة الأميركية في بغداد. وأدّت هذه الهجمات إلى مقتل متعاقدَين أجنبيين وتسعة عراقيين هم متعاقد وثمانية مدنيين. وتعرض موقع لتجمع شاحنات تنقل مواد لوجستية للتحالف الدولي لانفجار عبوة ناسفة في محافظة البصرة جنوبي العراق قرب الحدود الكويتية. وأفاد مصدر أمني وهو ضابط برتبة رائد في شرطة البصرة بأن عبوة ناسفة انفجرت في منطقة جريشان في البصرة. وأوضح المصدر لوكالة الأناضول أنّ "العبوة انفجرت في ساحة تتجمع فيها شاحنات تنقل معدات للتحالف الدولي القادمة من الكويت إلى داخل العراق". وأشار إلى أن "الانفجار لم يسفر عن إصابات بشرية واقتصر الأمر على أضرار مادية بعدد من الشاحنات المتوقفة". وبلغت هجمات الميليشيات الشيعية على المصالح الأميركية في العراق مستوى جديدا منتصف أبريل الماضي حين نفّذت تلك الفصائل الموالية لإيران لأول مرة هجوما بطائرة مسيّرة مفخّخة على قاعدة عسكرية تستضيف أميركيين في مطار أربيل شمال البلاد. ونفذت عشرات الهجمات الأخرى في العراق منذ خريف 2019 خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب. وتتبنى هذه العمليات أحيانا مجموعات غير معروفة يقول المطّلعون على الشأن العراقي إنها واجهة للفصائل المتواجدة في العراق منذ فترة طويلة. وتأتي الهجمات الصاروخية في فترة حساسة فيما تخوض طهران محادثات مع القوى الكبرى بهدف إعادة الولايات المتحدة الى الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى الكبرى. ولإيران مصلحة كبرى في انسحاب القوات الأميركية من العراق الذي تعتبره ساحة نفوذ رئيسية لها في المنطقة. وبحث رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في بغداد مع وفد أميركي برئاسة منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت مكغورك الانسحاب العسكري من البلاد. وضم الوفد الأميركي مستشار وزارة الخارجية الأميركية ديريك شوليت ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جوي هيد ونائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط دانا سترولز. وقال المكتب الإعلامي للكاظمي في بيان إنه "جرى خلال اللقاء بحث التنسيق والتعاون المشترك في مختلف المجالات والتأكيد على تفعيل مخرجات الحوار الإستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة، لاسيما ما يتعلق بانسحاب القوات المقاتلة من العراق وتطوير التعاون وتوسيعه". وأوضح البيان أنه تمّ التطرق أيضا إلى "مناقشة موضوع التعاون في المجال الصحي ومكافحة جائحة كورونا وكذلك المساعدة في توفير الدعم لتأهيل بعض المؤسسات الصحية في العراق". وأصدر العراق والولايات المتحدة بيانا مشتركا في السابع من أبريل الماضي بعد انتهاء الجولة الثالثة من مباحثات الحوار الإستراتيجي التي جرت بينهما عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بقيادة وزيري الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين والعراقي فؤاد حسين أشار إلى استمرار عملية سحب تلك القوات المقاتلة وتحويل مهامها من قتالية إلى تدريبية واستشارية.
مشاركة :