بغداد - دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى الوفاء بالتزامات حكومته بشأن حماية مواطني الولايات المتحدة وقواتها بالعراق، فيما تحمّل واشنطن بغداد مسؤولية فشلها في منع عدد من الهجمات التي شنتها فصائل عراقية موالية لإيران على القواعد الأميركية في غمرة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وذكرت الخارجية الأميركية في بيان أن بلينكن دعا خلال اتصال هاتفي مع السوداني إلى "ملاحقة المسؤولين عن الهجمات على الأميركيين في العراق"، وفق وكالة "شفق نيوز" الكردية العراقية. وجدد السوداني، وفق بيان نشره مكتبه الإعلامي على موقع فيسبوك، موقف بلاده الرافض لأي استهداف للأراضي العراقية، لافتا إلى أن الضربة الجوية الأميركية التي استهدفت منطقة جرف النصر مثلت تجاوزا لسيادة بغداد، مشددا على التزام حكومته بحماية مستشاري التحالف الدولي المتواجدين في العراق. ونفذت واشنطن منذ نحو أسبوعين ضربات جوية استهدفت موقعين لكتائب حزب الله العراقية، الفصيل المسلح الموالي لإيران، ردّا على الهجمات التي شنتها على القوات الأميركية بالعراق بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، فيما أسفرت العملية عن مقتل ثمانية عناصر من الميليشيا العراقية. كما ردّت القوات الأميركية على هجوم استهدف قاعدة عين الأسد غرب البلاد في الفترة نفسها باستخدام طائرة دون طيار استهدفت مركبة تابعة لفصيل ضمن قوات الحشد الشعبي الموالية لإيران في منطقة أبوغريب ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين. وأدانت الحكومة العراقية بشدة الضربات الأميركية وأفاد المتحدث الرسمي باسمها باسم العوادي في بيان حينها "ندين بشدة الهجوم الذي استهدف منطقة جرف النصر والذي جرى دون علم الجهات الحكومية العراقية ما يعد انتهاكا واضحا للسيادة كما تشدد الحكومة العراقية على أنّ أيّ عمل أو نشاط مسلّح يتم ارتكابه من خارج المؤسسة العسكرية، يعد عملاً مداناً ونشاطاً خارجاً عن القانون". وتوعدت الميليشيات العراقية الموالية لإيران باستهدف القوات الأميركية على خلفية دعم واشنطن لإسرائيل في حربها التي تشنها على القطاع الفلسطيني، فيما بلغ عدد الهجمات التي طالت القواعد الأميركية بالعراق وسوريا 72 هجوما منذ السابع عشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وكان السياسي العراقي المقيم في واشنطن نزار حيدر قد أكد في تصريح سابق لوكالة شفق نيوز أن الحكومة العراقية كانت على علم مسبق بالضربات التي نفذتها القوات الأميركية ضد مواقع لميليشيات موالية لطهران، لافتا إلى أن الرد الأميركي يأتي بعد أن استنفدت واشنطن صبرها إزاء فشل بغداد في وضع حدّ لتصاعد هجمات أذرع إيران. وتسبب استهداف الفصائل المسلحة المدعومة من إيران للقواعد الأميركية بصواريخ ومسيّرات في إحراج الحكومة العراقية، في وقت تسعى فيه بغداد إلى تعزيز تعاونها مع الولايات المتحدة في عديد القطاعات ومن بينها الاستثمار في الطاقة. والعراق شريك وثيق للولايات المتحدة منذ الغزو الأميركي عام 2003 ويقول البلدان إنهما يحاولان توسيع علاقتهما من التركيز على الدفاع ومكافحة الإرهاب إلى التعاون الاقتصادي. ويتواجد نحو 2500 جندي أميركي في العراق وحوالي 900 جندي في سوريا في إطار الجهود المبذولة لمنع عودة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
مشاركة :