إيران تريد حوارا مع السعودية لكنها تتمسك بسياسة التدخلات

  • 5/3/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

طهران - تتحدث إيران دائما عن استعدادها للحوار مع المملكة العربية السعودية لكن سياساتها العدائية تخالف تماما هذا التوجه. وفي هذا الصدد قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أن "إيران كانت وما زالت مستعدة للحوار مع دول الجوار، بما في ذلك السعودية، على أي مستوى كان". وتعليقا على التصريحات الأخيرة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قال خطيب زاده أن "تغيير لغة الخطاب يساهم كثيرا في تخفيف التوتر، لكنه لن يؤدي إلى نتيجة عملية ما لم يساهم في تغيير السلوك". ويتحدث خطيب زاده بخطاب فيه تحميل للسعودية وقيادتها لمسؤولية التوتر في المنطقة رغم أن إيران وقفت مرارا وراء تأجيج الصراع ودعمت حركات التمرد التي تواصل إلى اليوم شن هجماتها ضد المنشات المدنية والنفطية داخل المملكة. وكان بن سلمان قال مؤخرا "إيران دولة جارة ونطمح أن يكون لدينا معها علاقة جيدة" مضيفا "لا نريد أن يكون وضع إيران صعبا، بالعكس، نريد لإيران أن تنمو وأن يكون لدينا مصالح فيها ولديها مصالح في المملكة العربية السعودية لدفع المنطقة والعالم للنمو والازدهار". وأضاف إشكاليتنا هي في التصرفات السلبية التي تقوم بها إيران سواء من برنامجها النووي أو دعمها لميليشيات خارجية عن القانون في بعض دول المنطقة أو برنامج صواريخها الباليستية". لكن يبدو ان إيران لم تغير نهجها إلى الآن فهي لا تزال تواصل دعم المتمردين الحوثيين في اليمن بالتقنية العسكرية لاستهداف المملكة عبر طائرات مسيرة او صواريخ بالستية. ورغم ان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف التقى الاسبوع الماضي المتحدث باسم المتمردين الحوثيين محمد عبدالسلام في مسقط، حيث أكد له موقف طهران المؤيد لوقف إطلاق النار والعودة لطاولة المفاوضات لإنهاء الحرب المدمرة في اليم لكن ذلك لم يؤدي الى تأثيرات تذكر على الارض. ويبدو ان ظريف نفسه الذي تحدث في التسريبات عن خلافات بين الميدان والدبلوماسية الايرانية ليس مطلعا على ما يبدو على حجم دور الحرس الثوري في تاجيج الصراعات ورفض كل التسويات. وتبحث الدبلوماسية الايرانية على الأرجح عن تهدئة في اليمن تبدو مطلوبة في الظرف الحالي لتسريع جهود تسوية محتملة مع واشنطن حول الاتفاق النووي، حيث تجري محادثات غير مباشرة بين واشنطن وطهران في فيينا من أجل صيغة تعيد الطرفين لخطة العمل المشتركة حول النووي الإيراني. وتسعى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إعادة إحياء جهود السلام اليمنية، بينما يبقى مفتاح هذه الأزمة في يد إيران التي تدعم الحوثيين سياسيا وبالمال والسلاح. وتشهد الحرب في اليمن حيث قتل وأصيب عشرات آلاف الأشخاص منذ بداية النزاع على الحكم بين المتمردين والحكومة في 2014، تصاعدا منذ أكثر من شهرين مع سعي الحوثيين للتقدم والسيطرة على مدينة مأرب، آخر معقل للحكومة المعترف بها في شمال اليمن. وفي خضم معركة مأرب، اقترحت السعودية التي تدعم الحكومة عسكريا، وقفا "شاملا" لإطلاق النار الشهر الماضي والعودة للمفاوضات وهو اقتراح رفضه الحوثيون على الفور، مطالبين أولا بإعادة فتح مطار صنعاء المغلق بقرار من السعودية منذ 2016.

مشاركة :