لقاح كورونا.. الممانعة والقبول

  • 5/6/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مع ارتفاع أعداد الإصابات بعدوى فيروس كورونا؛ بدأت حملات التطعيم في معظم دول العالم، وبدأت الإشاعات تنتشر محذرة من أضرار خفية ستنجم عن أخذ اللقاح، ما أدى إلى انقسام المجتمعات حول قبوله أو رفضه، وقد لوحظ أن هناك نسبة من الناس محجمة عن أخذ اللقاح، وأخرى مترددة أمام ما تبذله الحكومة لتأمين اللقاحات، ورغم الدراسات البحثية المجتمعية التي تم نشرها مؤخراً والصادرة من المراكز العلمية المتخصصة التي أوضحت بالمستندات اليقينية والبراهين العلمية أهميته وسلامته ومأمونيته، ودحضت كل الشائعات والأقاويل المرجفة التي تنشرها بعض وسائل التواصل الاجتماعي. رفض اللقاحات ليس ظاهرة جديدة بل في كل مرة يظهر فيها لقاح جديد يظهر من يشكك فيه، وهناك حركات مناهضة للتطعيم أو التطعيم ضد أمراض بعينها كالحصبة - على سبيل المثال - وأبرزها في الولايات المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية كانت أصدرت تقريراً أفاد بوفاة 111 ألف شخص حول العالم بسبب الحصبة العام 2018، ورصدت زيادة في الحالات في بعض الدول كالأميركيتين وأوروبا ودول شرق البحر المتوسط، وتفسر هذه الزيادة بتراجع الإقبال على التطعيم، وبحسب جامعة جون هوبكينز الأميركية تسبب فيروس كورونا في وفاة أكثر من مليوني شخص حول العالم وهو ما يفوق عدد الوفيات الناتجة عن أمراض الإيدز والملاريا، والكوليرا، والإنفلونزا مجتمعة في الفترة نفسها. اختلفت الأسباب حول الخوف الحالي من اللقاح؛ ولكن أبرزها كانت سرعة التوصل للقاح الذي عادة يستغرق أعواماً، ولكن منظمة الصحة العالمية تُرجع ذلك إلى التطور العلمي وضخ الاستثمارات من دول مختلفة على مدار العام الماضي من أجل التوصل إليه، وهو ما أدى لتقليص المدة الزمنية. أما بالنسبة للآثار الجانبية فيجب التفرقة بين الآثار الجانبية البسيطة والخطيرة، وحتى الآن رُصدت آثار جانبية كارتفاع في درجة الحرارة أو ألم في مكان الوخز، ولكن المؤشرات حتى الآن تؤكد عدم وجود آثار جانبية شديدة على المدى الطويل، ومنظمة الصحة تؤكد عدم وجود دليل حتى الآن على علاقة وثيقة تربط الوفيات باللقاح الذي أثبت فعاليته وسلامته على أكثر من 95 % ممن أجريت عليهم التجارب وتعدادهم عشرات الآلاف. ولبناء الثقة في لقاح كورونا هناك حقائق لابد من إدراكها؛ فالتطعيم ليس إلزامياً ولكن يوصى به بشدة لأننا لن نكون بمأمن من هذا الفيروس حتى ينعم الجميع بالأمان، واللقاح هو الأمل لنهاية الكابوس الذي نعيشه منذ عام وعودة الحياة لطبيعتها، وبحصولنا عليه نحمي أنفسنا والمحيطين بنا، ونحمي مجتمعنا ووطننا. والآثار الجانبية للقاح كورونا هي نفسها التي تظهر في اللقاحات الأخرى وتظهر في غضون أربعة أسابيع، ولقاحات كورونا تحفز مناعة الجسم الطبيعية للتصدي للفيروس بحيث يمكنه مكافحة العدوى الحقيقية في المستقبل، وحتماً لا تحتوي اللقاحات على أي رقائق أو أجهزة تعقب للمراقبة، وقد وافقت السلطات في جميع أنحاء العالم على اللقاح ولم تجد فيه أي رقائق. سيقلل لقاح كورونا من فرصة المعاناة من المضاعفات الخطيرة للمرض، ولا يوجد لقاح فعال بنسبة 100 %، لذلك يجب علينا الاستمرار في اتخاذ الاحتياطات الموصى بها، وأخيراً.. لا يوجد دليل يشير إلى أن اللقاحات تسبب العقم، ولا عودة إلى الحياة الطبيعية من دون الحصول على اللقاح وتحقيق مناعة قوية.

مشاركة :