تحليل إخباري: صفقات السلاح تعزز العلاقات الاستراتيجية بين مصر وفرنسا

  • 5/6/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة 5 مايو 2021 (شينخوا) رأى خبراء عسكريون، أن تعدد صفقات السلاح يعزز العلاقات الاستراتيجية بين مصر وفرنسا، التي اعتبروها "حليفا قويا" للقاهرة. وأكد الخبراء، أن التوافق بين البلدين إزاء قضايا الشرق الأوسط شكل دافعا قويا لباريس لمنح السلاح للقاهرة "بسخاء"، و"بشروط ميسرة". وأعلن الجيش المصري، أمس الأول توقيع عقد مع فرنسا للحصول على 30 طائرة من طراز "رافال"، التي تتميز بقدرات قتالية عالية، على أن يتم تمويل الصفقة من خلال "قرض تمويلى (فرنسي) تصل مدته كحد أدنى 10 سنوات". وتعد فرنسا مصدرا رئيسيا لتسليح الجيش المصري، حيث وقع الجانبان منذ العام 2015 سلسلة صفقات سلاح. وتسلمت مصر من فرنسا 24 طائرة رافال خلال الفترة من 2016 حتى 2019، وبتنفيذ العقد الجديد سيكون لديها 54 طائرة من هذا الطراز. كما اشترت مصر من فرنسا حاملتي طائرات من طراز "ميسترال"، وفرقاطة من طراز "فريم". وشملت صفقات التسليح أربعة طرّادات صاروخية من فئة "جويند- 2500"، تم تصنيع إحداها في فرنسا، والثلاثة المتبقيين في الترسانة البحرية بالإسكندرية شمال القاهرة. وفي هذا الصدد، قال الخبير العسكري اللواء متقاعد نصر سالم، إن مصر وقعت صفقة شراء طائرات الرافال من فرنسا "من أجل زيادة قدراتها القتالية وقدرات الدولة الشاملة، عملا باستراتيجية الردع التي تنتهجها مصر في الحفاظ على الأمن القومي". وأضاف سالم، وهو رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، لوكالة أنباء (شينخوا)، أن "استراتيجية الردع تعني أنك إذا أردت أن تمنع حربا فاستعد لها، بأن تمتلك قدرات قتالية أكبر مما يمتلكه أي خصم أو عدو، ما يجعل الأخير يمتنع عن تنفيذ أي عدائيات ضد مصر". وأوضح أن صفقات السلاح مع فرنسا تأتي في إطار سياسة القاهرة لتنويع مصادر التسليح، لكي "لا تقع مصر تحت ضغوط أي دولة إذا ما انفردت بتسليح الجيش المصري"، مشيرا إلى ما فعلته الولايات المتحدة الأمريكية عقب ثورة 30 يونيو 2013، حين أوقفت تصدير أي صفقات سلاح متعاقد عليها أو قطع غيار للقوات المسلحة المصرية. وأكد أن هذه الصفقات تعزز العلاقات الاستراتيجية بين مصر وفرنسا، وأوضح أن "المواقف المشتركة للبلدين حول القضايا (في الشرق الأوسط) دافع قوي لفرنسا للموافقة على صفقات السلاح مع مصر". وأشار إلى وجود توافق في الرؤية بين مصر وفرنسا إزاء العديد من القضايا الإقليمية والدولية، ونوه بأن هذا التوافق "شجع فرنسا على أن تمد مصر بهذا التسليح، وبهذه الشروط الميسرة". وشاطره الرأي الخبير العسكري سمير فرج، بقوله إنه "دون شك، هذه الصفقات تعزز العلاقات الاستراتيجية بين مصر وفرنسا". واعتبر فرج، وهو مدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق بوزارة الدفاع المصرية، في تصريح لـ (شينخوا)، أن "فرنسا أصبحت حليفا قويا لمصر، وتعد اليوم من أكثر الدول التي تدعم مصر في أزمات المنطقة مثل أزمة ليبيا وسد النهضة وشرق البحر المتوسط". وأردف أن "التقارب السياسي" بين مصر وفرنسا دافع قوي لموافقة الأخيرة على صفقات السلاح مع القاهرة. إلا أنه أشار إلى أن "التسهيلات التمويلية التي تقدمها فرنسا ليست سببا في تعدد صفقات التسليح بين البلدين، لأن كل الدول تقدم تسهيلات تمويلية عند تنفيذ هذه الصفقات، لكن الميزة أن هذه الصفقات تناسب المطالب المصرية". وشدد على أن شراء 30 طائرة رافال "صفقة مهمة جدا لمصر"، ويأتي في إطار "تنويع مصادر السلاح"، بحيث "لا يجعل مصر تحت رحمة أمريكا، مثلما كنا في السابق". وتابع أن "صفقة الرافال الجديدة إضافة لمصر، التي تملك أطقم وفنيين جاهزين لاستخدام الرافال.. التي تعد من أحداث الطائرات في العالم، وإمكانياتها كبيرة جدا في التسليح والتكنولوجيا، لذلك تناسب المهام التي تحقق الأمن القومي المصري". أما المحلل السياسي سمير راغب، فقد وصف صفقة الرافال الجديدة بأنها "موفقة"، مشيرا إلى أن "مصر أصبح لديها خبرات في التعامل مع الرافال، لأنها من أوائل الدول التي امتلكت هذه الطائرات، التي أثبتت نجاحها". وقال راغب، وهو رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية، لـ (شينخوا)، إن "مصر لديها 24 طائرة رافال تم استخدامها في الحرب على الإرهاب وكافة العمليات مثل الاستطلاع وتنظيف المجال والحماية والقصف الدقيق". وأرجع تعدد صفقات السلاح بين فرنسا ومصر إلى "قوة العلاقات الاستراتيجية والعسكرية" بين البلدين. ومن بين الأسباب أيضا وجود "قواسم مشتركة في تحديات الأمن القومي، وأبرزها الوضع في ليبيا، والساحل والصحراء هي منطقة نفوذ لفرنسا، وكذلك شرق المتوسط". وتابع أن "هناك رؤية متطابقة بين القاهرة وباريس حول الحرب على الإرهاب، وأخرى متقاربة إزاء الوضع في سوريا والعراق". وأردف أنه لهذه الأسباب "فرنسا تعطي مصر السلاح بسخاء".

مشاركة :