«الشارقة للراوي» يفتح دفاتر السرد القديم

  • 9/28/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

انطلقت أمس، فعاليات ملتقى الشارقة الدولي للراوي في نسخته الـ 15، برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبتنظيم من معهد الشارقة للتراث، وذلك بحضور عدد من الشخصيات، من بينهم الدكتورة نجيمة طاي طاي، الوزيرة المغربية السابقة، وضيف شرف الملتقى، وسفير جمهورية مقدونيا لدى دولة الإمارات، ساشو تاشيفسكي. ويتضمن الملتقى الذي افتتح أمس، في قصر الثقافة، تحت شعار فنون الراوي، فعاليات وبرامج وأنشطة متنوعة، بمشاركة أكثر من 20 دولة عربية وأجنبية، حيث جاءت كل دولة حاملة معها تجربتها في عالم الرواة، وأساليب سردها الخاصة، وقصصاً وحكايات تراثية وشعبية خاصة بها، ويؤكد الملتقى في دورته الجديدة التي تأتي لأول مرة على مدار خمسة أيام، بعد أن كانت سابقاً لمدة يوم واحد، أهمية الإسهام في رعاية الرواة وإعادة الاعتبار لهم، ومدى إيمانه بقدراتهم وإمكاناتهم، وتقديراً ووفاء لما قدموه للوطن وللأجيال الجديدة. وتتضمن الدورة الجديدة برنامجاً حافلاً ومتنوعاً وغنياً، وفعاليات مميزة، من بينها ندوات فكرية تتناول السرد العربي القديم، وبرنامج الطاولة المستديرة الذي يتضمن تجارب وشهادات في فنون السرد الشفهي، وفعاليات متنوعة في شارع الحكايات، وغيرها من الفعاليات والبرامج، وتتوزع فعاليات الملتقى على مواقع عدة، من بينها مقر معهد الشارقة للتراث، والسوق المركزي، ومركز ميغا مول التجاري، وواجهة المجاز المائية. نماذج لقصص وحكايات الحكواتي قدّم الكاتب والمخرج المسرحي والحكواتي السوري، الدكتور نمر سلمون، خلال حفل افتتاح الملتقى، على مسرح قصر الثقافة مباشرة نماذج متنوعة عن قصص كان يرويها الحكواتي، لاقت استحسان وتفاعل الحضور، حيث كان أثناء سرده للحكاية يتوقف عن الحكي، ليتواصل مع الجمهور الذي عبر عن حبه لتواصل وتفاعل مباشر كهذا. رئيس معهد الشارقة للتراث، عبدالعزيز المسلم، أكد أن ملتقى الشارقة الدولي للراوي هو وثيقة حب للوطن، وأن الراوي كنز المعرفة والتقاليد والأدب، وهذه الأيام هي أيام الوفاء للتراث من خلال تكريم حملته ورواده، فللراوي أهمية كبيرة في التراث الثقافي، باعتباره منبعاً لمادة التراث، ومحوراً رئيساً في إبراز المأثورات الشعبية وتفنيدها ونشرها. وأضاف في افتتاح النسخة الـ15 من ملتقى الشارقة الدولي للراوي في قصر الثقافة، أمس، أن يوم الراوي هذا الاحتفال السنوي الجميل الذي نلتقي فيه بأيادي العطاء الثقافي في الإمارات لنأخذ المزيد من المعرفة، ونؤكد موروثاً غنياً نحن بأمس الحاجة له في مثل هذه الأيام. لافتاً إلى أن الملتقى في نسخته الـ15 هذا العام ينطلق الى آفاق دولية برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي كان لدعمه وتوجيهاته أبلغ الأثر في الارتقاء بهذا الملتقى المهم. وتابع: هذا العام هو العام الـ15 للاحتفاء بالراوي، وحتى تاريخ هذا اليوم قاربنا العدد 100 في سلسلة الرواة المكرمين والمستفاد من مروياتهم، هذا الرقم قد يراه البعض كبيراً، لكنه ليس كذلك مع تراث دولة كبيرة الحجم متعددة البيئات متنوعة الثقافات كدولة الإمارات، فالأيام تمضي، وتحصد المنية مزيداً من ذلك الجيل الذهبي الذي يختزن الذاكرة الإماراتية بآدابها ومعارفها وفنونها وحرفها وتقاليدها العريقة، وعلى الرغم من الجهود الحثيثة التي نراها هنا وهناك في دولتنا، الا أن ذلك الجهد لم يستوعب مجمل المخزون، ولم يصل إلى مرحلة إكمال العقد المعرفي الشعبي. وقال: في كل دورة نترحم على أسماء كانت معنا في دورات سابقة، ففي احتفالنا بالدورة الأولى كان وداعنا للمرحوم الوالد راشد عبيد الشوق، دفتر الشارقة، كما أسماه صاحب السمو حاكم الشارقة، ثم تبعه آخرون من شتى مدن ومناطق الدولة، ويتوالى الفراق ويتوالى فقدان صفحات من التراث الثقافي الإماراتي. ولفت المسلم إلى أن برنامج الراوي انطلق لأول مرة في 26 سبتمبر عام 2001، وكانت البداية تحت مسمى يوم الراوي، وكان عبارة عن برنامج ثقافي للاحتفاء بالرواة والمختصين بالسرد الشفاهي، وفي الأساس كان ذلك البرنامج يُعنى بتكريم الرواة الإماراتيين فقط، وأخذ معهد الشارقة للتراث على عاتقه مهمة تنظيم احتفال سنوي لتكريمهم وتقدير إنجازاتهم ومساهماتهم كحملة للتراث الثقافي غير المادي، رواة وإخباريين وحرفيين وأصحاب معارف وخبرات شفهية موروثة في شهر سبتمبر من كل عام. وأكد المسلم أن الملتقى يسعى إلى لفت الأنظار لأهمية الموروث الشفاهي، وضرورة الاهتمام بحملته من الكنوز البشرية الحية، فالمخزون في الصدور أكبر بكثير مما جمع أو بحث أو درس، والهمة في هذا الطريق تحتاج إلى المزيد من الجهد لتوثيق مجمل المادة الشعبية والإحاطة بفضاء التراث الثقافي. ويركز الملتقى باعتباره مشروعاً ثقافياً مميزاً، على أهمية الإسهام في رعاية الرواة وإعادة الاعتبار لهم، في ظل سعي معهد الشارقة للتراث المستمر إلى تطوير هذه الفعالية في مختلف المجالات.

مشاركة :