لأول مرة في تاريخ المملكة ينقسم الناس في التعامل مع السفر إلى فئات، فئة تقول بالفم المليان «انتظروا لا تسافروا حتى يتبين الأمر أكثر وتصل حالة الفيروس إلى درجة كبيرة من الانحسار عالميًا»، وفئة تقول: «توكلنا على الله وسوف نستمتع بالسفر بين عواصم العالم المتقدم كما كنا نعمل من قبل ونريد أن ننفس عن أنفسنا والمقدر مقدر» وفئة حذرة تقول: «سوف نسافر أيامًا معدودة ومناطق محدودة ونكون على حذر كبير في تنقلنا»، وفئة رابعة تقول: «الوقت فيه سعة وفي وطني ما يغني عن الخارج» وليس في برنامجهم أي سفر..ولا شك أن كل إنسان يتصرف بما يطيب له ويقتنع به ولكن لو أردنا ترتيب الأولويات والاهتمام الأكبر بأخذ الحيطة والحذر وعدم التعرض للمرض خاصة النسخة المتحورة منه فإن القرار الصائب هو إرجاء السفر حتى الاطمئنان لنزول حالات الإصابة بالفيروس عالميًا خاصة في حالة الرغبة في اصطحاب الأطفال وصغار السن أو من هم يعانون من بعض الأمراض المزمنة، ولا مانع لأصحاب المصالح ورجال الأعمال فالسفر ضروري بالنسبة لهم لقضاء مصالحهم.. لكن الذين يقصدون السفر للترفيه وتغيير الجو لا بأس أن يؤجلوا ذلك قليلاً حتى تركد الأمور وتنقشع سحابة فيروس كورونا.. خصوصًا أن بعض الدول سوف تفرض على زائريها بعض الشروط مثل الحجر لعدة أيام في فنادق على حسابهم وبعضها مازالت تعيش في حالة حظر كلي أو جزئي، وفي حالة الإصابة لا قدر الله فان تكاليف العلاج والعناية المركزة إن احتاج الأمر تكون على حساب المرضى، ولأن أمرًا كهذا له علاقة بصحة الإنسان فإن الإجراءات والعقوبات والشروط للبقاء قد تتغير وتتبدل وتختلف من دولة إلى أخرى وفقًا لمعطيات حالة انتشار كورونا في بلدانهم.وفي رأيي الشخصي أن السفر في وضع كهذا فيه جلب للأذى على مستوى الأفراد وعلى مستوى الأوطان، ولا أظن أن الإشكالية في السفر كمغادرة الوطن إلى أي دولة أخرى هو فقط أخذ اللقاح لكن الأهم هو بعد العودة وضرورة الكشف عن فيروس كورونا المتحور كما هو الحال في بعض بلاد العالم وهو ينبغي الانتباه له وسيكلف الصحة جهدًا آخرًا وعبئًا كبيرًا ولكون الشرط الأساسي للسفر هو التأكد من أن المسافر قد أخذ اللقاح في جرعته الأولى أو الجرعتين عند المغادرة وبالتالي يكون التفكير فقط بالمغادرة فإن ذلك خطأ والصح يجب التفكير بحزمة الأمور المتعلقة بالسفر كلها ومن هنا فإنني أنصح بالتمتع بالصحة والعافية في ربوع البلاد وبين الأهل خير من الغربة المصحوبة بالقلق فإن شعرت بأنك قد استعجلت بالحجز فبإمكانك الإلغاء أو التأجيل لأن في ذلك ما يحقق مصالح صحية ووطنية والله يحفظنا جميعًا في حلنا وترحالنا.
مشاركة :