طفل فلسطيني من غزة يتفوق في البرمجة وتصميم الألعاب الإلكترونية بطريقة مذهلة

  • 5/7/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بطريقة مذهلة وحرفية عالية تثير إعجاب من حوله يبدع الطفل الفلسطيني نور الدين فلفل، وهو من قطاع غزة في البرمجة وتصميم الألعاب الإلكترونية. وصنع نور الدين البالغ من العمر (13 عاما) عدة ألعاب، من بينها بينج بونج، وتنويعات الفاكهة وتقطيع البطيخ وكرة الحائط، على أن تحمل كل لعبة عدة مستويات تعتمد على الذكاء العقلي. ويقول نور الدين، الذي يقضي معظم وقته على جهاز اللاب توب، لوكالة أنباء (شينخوا) إن مجال البرمجة جذبه منذ كان في الخامس من عمره، من خلال مشاهدة شقيقه الأكبر الذي يعمل كمبرمج ويب. وفي ذلك الوقت شعر الطفل نور الدين أن مجال البرمجة أشبه بالخيال، وحاول تقليد شقيقه، واتخذ خطوته الأولى في هذا المجال المعقد من خلال التجربة والخطأ. ويوضح نور الدين بابتسامة على وجهه، وهو يستعيد أول أعماله، أن بداية البرمجة كانت "بإنتاج فيديوهات قصيرة تعتمد على الأوهام البصرية، وعندما انتهيت من المقطع الأول طلبت من أخي أن يراها ويخبرني برأيه، لكنه تفاجأ وأثنى على عملي". ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، وقرر الشقيق الأكبر أن يعلم فلفل، كيفية تصميم ألعاب إلكترونية ثنائية الأبعاد باستخدام لغة برمجة (جافا)، معتقدًا أنه سيكون محترفًا فيها يومًا ما إذا واصل جهوده لتعلمها. وأصبح نور الدين خطوة بخطوة مبرمجًا جاهزا، وفي عمر عشر سنوات أصبح أشهر طالب في مدرسته يستطيع تصميم الألعاب الإلكترونية، حيث قام بتصميم سبع ألعاب إلكترونية في حينه. وبالإضافة إلى ذلك أتقن تطبيقات البرمجة للهواتف الذكية التي من شأنها أن تساعد الأطفال الآخرين في تعليمهم من أجل تشجيعهم على الدراسة بجدية أكبر. ويقول إن أكثر المواد المفضلة بالنسبة له هي التكنولوجيا "لأنها تعلمني المزيد عن مجال البرمجة والتصميم"، لكنها لا تكفي لجعله يشعر بالرضا كما يشاء وإنما يبحث عن مغامرات جديدة. وفي محاولة لتحسين مهاراته، انضم نور الدين إلى مؤسسة (رُسل) ومقرها غزة والمتخصصة في مجال البرمجة والتصميم. ويتوجه نور الدين، بالإضافة إلى 42 طفلا آخرين إلى المؤسسة ثلاث مرات في الأسبوع للحصول على دروسهم في برمجة وتصميم الألعاب والتطبيقات الإلكترونية. وتقول دانا اللبابيدي المشرفة على مجال البرمجة لـ(شينخوا) إن المؤسسة "تستقطب الأطفال الذين لديهم درجة عالية من الذكاء، حيث يجب أن يتجاوز ذكاء الطفل 130 في المائة لإعدادهم وتأهيلهم للانضمام إلى برنامج تمكين الأطفال من أجل مستقبل أفضل". وتضيف اللبابيدي أن البرنامج يستمر ثلاثة أعوام، يتم في العام الأول إعداد الأطفال من خلال تعليمهم مناهج تعليمية متخصصة تضاهي تلك التي يتم تدريسها في الجامعات، حيث يتم تمكين الطفل من التفريق بين مجالات التصميم والبرمجة والفوتوشوب. وفي نفس الوقت يتم تأهيل الطلاب من خلال تطوير مهارات التفكير الإبداعي لديهم، سواء في حياتهم اليومية أو حتى في التعرف على عالم التكنولوجيا عن كثب، بحسب اللبابيدي. وفي العام الثاني يتمكن الطالب من بدء مشروع برمجته سواء كانت مواقع إلكترونية أو حتى ألعاب إلكترونية ثنائية الأبعاد، أما العام الثالث وهو عام الإنجاز، حيث يمكن للأطفال تصميم ألعابهم ومواقعهم الخاصة، والتي ستكون مصدر دخل لهم رغم صغر سنهم. وتقول اللبابيدي بينما تساعد الطفل فلفل في تدعيم تطبيقه الجديد على الهاتف المحمول، إن المؤسسة تطمح إلى المساهمة الفاعلة في خلق مستقبل أفضل لأطفال غزة. وتوضح أنه بعد انتهاء الأطفال من مشاريعهم، يمكن لفلفل وأصدقائه تسويق مشاريعهم التكنولوجية من خلال منصات العمل المستقل، بمساعدة والديهم، حيث لا يحق لهم العمل في سن مبكرة. ولا تقتصر الخدمات التي تقدمها المؤسسة لطلابها على التعليم التكنولوجي، إذ تشمل خدمات نفسية وصحية واجتماعية وتمكينًا اقتصاديًا تساعد الأطفال في التغلب على أي عقبات قد تمنعهم من إكمال مسارهم التعليمي، بحسب مدير المؤسسة سفيان بدر. ويقول بدر لـ(شينخوا) إن "الإبداع والموهبة يولدان من رحم المعاناة، خاصة إن سكان غزة يعيشون في ظروف سياسية واقتصادية غير مستقرة، مما يؤثر سلبا بالتأكيد على الحياة الاجتماعية". ويضيف أنه "من المهم تكوين جيل قادر على تنمية وتطوير مجتمعه من خلال تنمية مهاراته التكنولوجية والبشرية والحياتية ليصبحوا أفراداً نافعين لمجتمعهم وقادرين على تحدي الحياة الصعبة التي يعيشونها". ولتحقيق ذلك، كان من الضروري توفير بيئة مناسبة للأطفال الأذكياء تمكنهم من اللحاق بالتطور التكنولوجي في العالم، لذلك تم إنشاء مؤسسة "رسل" عام 2018 وبدأت في استقبال الأطفال بعد عام. وأصبح الطفل نور الدين جاهزا للسير في أولى خطواته نحو كسب المال من خلال مشروعه البرمجي الجديد وتصميم لعبة إلكترونية ثلاثية الأبعاد من 50 مستوى. وهو يعرب عن فخره بما حققه وزملاؤه في المؤسسة "لأننا سنكون أول مجموعة من المبرمجين الأصغر سنا في الأراضي الفلسطينية".

مشاركة :