أبها عبده الأسمري تستعيد أكبر مطوفة في السعودية «90 عاما» تفاصيل عملها طوال 75 عاماً قضتها في خدمة الحجاج، وتتخذ المطوفة صفية محمد نور بكري باشا ركناً قصياً قرب منزلها وتسير مع بعض أحفادها لتقدم خدمات الطوافة بكلمات الاستقبال وتوجيه قريباتها وجاراتها وتلميذاتها من المطوفات والمطوفين في الحج للعمل بكفاءة عالية ومهنية متواصلة لخدمة الحجاج القادمين من كل أصقاع الدنيا حتى في هذه السن الكبيرة، مؤكدة لـ «الشرق» إنها مهنة لا تنقطع أبداً وفيها أجر وعشق منذ الأزل وهي تراقب حركة الحجيج في المشاعر المقدسة، وتتذكر عقوداً من العمل قضتها في السفر والترحال وفي تعليم مئات أبناء وبنات المهنة على مهارات وأساسيات العمل في المهنة التليدة المتوارثة بين الأسر المكية على مر عقود، التي تعد الأقدم في مهنة الطوافة. وأوضحت باشا لـ «الشرق» أنها بدأت المهنة وهي شابة في أيام الملك سعود، وكانت تسافر مع ذويها لاستضافة الحجاج ومن ثم استقبالهم في منازلهم بمكة وتقديم الوجبات، وقالت كنا نطبخ لهم الأكل المكي وأخذنا من تلك البلدان الخبرة في الوجبات، التي يرغبونها ثم نفاجئهم بتقديمها هنا في مكة على مدار أيام الحج مضيفة أنهم كانوا يسافرون من شهر جمادى الآخرة لاستضافة الحجاج ولا يرجعون إلا قبل الحج في رحلة على الجمال والأقدام وبعض السيارات القديمة لافتة إلى أنها تعلمت اللغات التركية والشرق آسيوية والإفريقية على مدار العمل خلال السنين الطويلة، وأنها دربت عديداً من المطوفات على ذلك، وأشارت إلى التآلف والتآخي الموجود بين الحجاج والمطوفين، ودائماً ما تنشأ علاقات صداقة بينهم، وأكدت أن القيادة الرشيدة وعلى مر العصور دعمت المهنة وساندتها بكل الوسائل والطرق والتوجيهات ووفرت كل السبل لاستمرار هذه المهنة العريقة.
مشاركة :