القدس - دفعت إسرائيل السبت بتعزيزات أمنية متوعدة بالتصدي للاحتجاجات الفلسطينية المناوئة لقرار سلطات الاحتلال تهجير سكان حي الشيخ جراح من بيوتهم. وقال مفوض الشرطة الإسرائيلية يعكوف شبتاي إنه سيتم الدفع بعدد أكبر من أفراد الشرطة للقدس في تعزيزات استعدادا لاحتفال المسلمين بليلة القدر. وجاء هذا البيان في وقت توالت فيه ردود الفعل المنددة باعتداءات الشرطة الإسرائيلية على الفلسطينيين وسط نداءات لتجنب التصعيد من الطرفين. ومساء الجمعة استخدمت الشرطة الإسرائيلية الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية في مواجهة الفلسطينيين الذين رشقوا قوات الاختلال بالحجارة والزجاجات والمفرقعات حول أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. والسبت اعتقلت القوات الإسرائيلية 13 فلسطينيا من مدينة القدس حيث نقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن شهود عيان قولهم إن “الاعتقالات جاءت بعد مداهمة قوات الاحتلال عددا من المنازل في البلدة القديمة، وفي أحياء الصوانة والعيسوية وراس العامود وسلوان”. وأشار الشهود إلى أن تلك القوات داهمت منزل مسؤول الشبيبة الفتحاوية في العيسوية محمد محمود، ولكنها لم تجده في المنزل. وظهرت في تسجيل فيديو نشره شهود عيان القوات الإسرائيلية وهي تداهم الباحة الواسعة أمام المسجد وتطلق قنابل الصوت داخل المبنى حيث كانت حشود من المصلين بينهم نساء وأطفال يؤدون الصلاة في يوم الجمعة الأخير من رمضان. 220 شخصا أصيبوا خلال المواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين في القدس وتظاهر العشرات في مدينة الناصرة السبت تضامنا مع فلسطينيي القدس. وقد رفعوا لافتات كتب عليها “الاحتلال إرهاب”. وأطلقت “لجنة المتابعة العليا للعرب في إسرائيل” دعوات إلى التظاهر السبت في مدن عربية أخرى وفي القدس. ووثق نادي الأسير الفلسطيني اعتقال السلطات الإسرائيلية 700 شخص في مدينة القدس المحتلة، منذ مطلع العام الجاري، بينهم 25 على الأقل يوم أمس. وقال النادي (غير حكومي)، في بيان، إن اعتقالات السبت استهدفت مجموعة من الشبان المقدسيين، وجميعهم أسرى سابقون تعرضوا للاعتقال المتكرر على مدار سنوات. وتأتي هذه الصدامات بينما تصاعد التوتر في القدس في الأسابيع الأخيرة بسبب إغلاق السلطات الإسرائيلية بعض أجزاء البلدة القديمة خلال رمضان، وفي خضم معركة قضائية حول إخلاء عائلات فلسطينية منازلها في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية لصالح مستوطنين يهود. وقالت الولايات المتحدة إنها “قلقة جدا” إزاء ما يحصل، مضيفة في بيان لوزارة الخارجية “من الضروري جدا أن تمارس كل الأطراف ضبط النفس وأن تمتنع عن الأعمال والتصريحات الاستفزازية، وأن تحافظ على الوضع التاريخي للحرم الشريف وجبل الهيكل بالقول والفعل”. وأضاف البيان “إننا قلقون جدا إزاء احتمال طرد عائلات فلسطينية في حيي الشيخ جراح وسلوان في القدس، لاسيما أن عددا منها عاش في هذه المنازل على مدى أجيال”. ودعت الجانبين إلى “تجنب الخطوات التي تؤدي إلى تفاقم التوترات بما في ذلك عمليات الإخلاء في القدس الشرقية، والاستيطان، والأعمال الإرهابية”. وكانت الأمم المتحدة حذرت في وقت سابق من عمليات الإخلاء القسري، معتبرة أنها قد ترقى إلى مستوى “جرائم حرب”. ودعا الاتحاد الأوروبي السبت السلطات إلى التحرك “بشكل عاجل” لخفض التوتر في القدس. وقال المتحدث باسم الاتحاد في بيان “العنف والتحريض غير مقبولين”، مضيفا أن “الاتحاد الأوروبي يدعو السلطات إلى التحرك بشكل عاجل لخفض التوتر الحالي في القدس” داعيا “القادة السياسيين والدينيين وفي المجتمع من جميع الأطياف إلى التحلي بضبط النفس والمسؤولية والقيام بكل ما هو ممكن لتهدئة هذا الوضع المتفجر”. وحث منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور فينيسلاند في تغريدة على تويتر جميع الأطراف على “احترام الوضع الراهن للأماكن المقدسة في البلدة القديمة بالقدس من أجل السلام والاستقرار”. وحمّل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحكومة الإسرائيلية “مسؤولية” الصدامات وأعرب عن “دعمه الكامل لأبطالنا في الأقصى”. وفي أولى ردود الفعل، أكدت السعودية السبت رفضها لخطط وإجراءات إسرائيل لإخلاء منازل فلسطينية في القدس الشرقية. وأكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان نشرته السبت رفض المملكة “لما صدر بخصوص خطط وإجراءات إسرائيل لإخلاء منازل فلسطينية بالقدس وفرض السيادة الإسرائيلية عليها”. وأدانت الرياض “أي إجراءات أحادية الجانب وأي انتهاكات لقرارات الشرعية الدولية، وكل ما قد يقوض فرص استئناف عملية السلام لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة”. كما أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة في بيان لوزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية خليفة المرر “بشدة” الاشتباكات وعمليات الإخلاء المحتملة، وحثت السلطات الإسرائيلية على “خفض التصعيد”. وجاء في البيان أن “الإمارات تؤكد على ضرورة تحمّل السلطات الإسرائيلية لمسؤوليتها وفق قواعد القانون الدولي لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين وحقهم في ممارسة الشعائر الدينية، وكذلك وقف أي ممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى المبارك”.
مشاركة :