مشروع بحثي يستهدف إسهامات العلماء العمانيين في الطب والعلوم الطبيعية

  • 5/10/2021
  • 14:47
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

نزوى- العُمانية دعت جامعة نزوى ممثلة في مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية ومركز العلوم الطبيعية والطبية الباحثين والأكاديميين من السلطنة وخارجها إلى المشاركة في مشروع "إسهامات العلماء العمانيين في الطب والعلوم الطبيعية" الذي يهدف إلى التعريف بتلك الإسهامات خاصة في مجالات الطب والفلك والمناخ والرياضيات والكيمياء وعلوم البحار، لاستدامتها ونقلها إلى الأجيال القادمة. وقال الدكتور سليمان بن سالم الحسيني الباحث بمركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية بالجامعة لوكالة الانباء العمانية: إن "العمانيين أسهموا عبر التاريخ في الطب والعلوم الطبيعية، مثل الفلك والمناخ والكيمياء، فظهر منهم علماء أثروا التجربة البشرية بالعديد من الكتب التي كانت تعدُّ في زمانها إنتاجا علميا فريدا ومفيدا، فأبو محمد عبد الله بن محمد الأزدي الصحاري العماني الملقب بابن الذهبي (ت 456هـ) كان أحد الأطباء البارزين في القرن الخامس الهجري، وصفه معاصروه ومن جاء بعدهم، مثل القاضي صاعد الأندلسي وظهير الدين البيهقي، بأنه أقوى أهل زمانه في مجال تخصصه، مطَّلع على ما كتبه العلماء في الطب والفلسفة والكيمياء، وله إسهامات جديدة في علم التشريح والدورة الدموية والعينين مشيرا إلى أن كتابه (الماء) يعد من أهم المعاجم الطبية، ولم يسبقه أي كتاب جمع بين المعاني اللغوية والطبية". وأضاف أنه "في القرون التاسع والعاشر والحادي عشر الهجرية برز في عمان مجموعة من الأطباء من أسرة آل هاشم في الرستاق ومنهم راشد بن خلف وثاني بن خلف وعلي بن مبارك بن خلف وراشد بن عميرة الذين جمعوا بين الممارسة العلمية والتأليف، وامتازوا باطّلاعهم على المؤلفات العربية واليونانية وتواصلهم مع أطباء ومعالجين في الهند وفارس وغيرها من البلاد، وتعد المؤلفات التي تركها أطباء آل هاشم من بين أهمّ ما جاد به التراث العربي في مجال الطب". وأشار إلى أنه "في مجال الفلك، انطلق اهتمام العمانيين بهذا العلم من خلال ممارستهم الإبحار في المحيط الهندي ومعرفتهم بمواسم الزراعة وأوقات العبادات الدينية المرتبطة بالظواهر الفلكية، مثل الصلاة من حيث مواقيتها واتجاه القبلة، والصيام المرتبط بطلوع الأهلة والزكاة والحج وغيرها، فبرزت إسهامات العمانيين في علم الفلك في الكتابات التي عنيت بالبحر، مثل مؤلفات الملاح العماني أحمد بن ماجد والنوخذة ناصر بن علي الخضوري، وكتب الفقه، وغيرها، كما برز من العمانيين ممن عني بالكتابة في علم الفلك، مثل عمر بن مسعود بن ساعد المنذري (ت 1160هـ)، الذي ألف كتاب (كشف الأسرار المخفية في علوم الأجرام السماوية والرقوم الحرفية)". وأوضح الدكتور سليمان الحسيني أن "عددا من المختصين المعاصرين اهتموا بالتراث العلمي للعلماء العمانيين في الطب والعلوم الطبيعية، وتوجه بعضهم إلى دراسة وطباعة ونشر المخطوطات التي تركها أولئك العلماء، وأُقيمت بعض الندوات ونُشرت بعض الدراسات في هذا المجال، ولا يزال هناك متسع لمزيد من الدراسات والبحوث والندوات للكشف عن كثير من الجوانب التي لم تتطرق إليها الجهود السابقة أو لم تعط حقها من الدراسة والاهتمام، ومن هذا المنطلق يأتي هذا المشروع ليسلط الضوء على ما قدمه العلماء العمانيون في مجال الطب والعلوم الطبيعية، والجهود المبذولة رسميا وأهليا لإحياء هذا التراث والتعريف به واستدامته". وأكد مشروع "إسهامات العلماء العمانيين في الطب والعلوم الطبيعية" يهدف إلى "دراسة المخطوطات العُمانية في الطب والعلوم الطبيعية وتحقيقها ومحاولة طباعة غير المطبوع منها واستجلاء المناهج العلمية في مؤلفات العُمانيين في الطب والفلك والمناخ وعلوم البحار ودراسة أنطولوجيا وأبستمولوجيا وأخلاقيات المعرفة في كتابات الأطباء العُمانيين وتطبيقاتها المُعاصرة وإبراز الطب التقليدي العُماني على أسس معرفية، وتأصيله بمنهجيةٍ علمية بشكل مواز للطب الصيني والطب الهندي وغيرهما ودراسة مدى انتشار الطب التقليدي العُماني والمناطق العُمانية التي لا تزال تمارس هذا النوع من الطب، ومعرفة درجة وعي الناس في هذا الموضوع ودراسة الأدوية المستخرجة من البيئة العُمانية البرية والبحرية التي ثبتت نجاعتها علميا في العلاجات والاختراعات الطبية، مثل: القاو واللبان وأعشاب البحر والقشريات المستعملة في مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة". وقال إن المشروع الذي سيتم إخراجه في بحوث محكمة تنشر في عدد خاص من مجلة الخليل التي تصدرها جامعة نزوى، وسيتم تنظيم ندوة بعد اكتمال العمل البحثي والكتابي، يعرض فيها الباحثون المشاركون بحوثهم وفق الأهداف المحددة لهذا المشروع الذي يهدف أيضا إلى "التعريف بالكوادر الطبية العُمانية العسكرية عبر التاريخ، الذين أسهموا في المعارك الحربية التي خاضها العُمانيون دفاعاً عن بلادهم، أو تلك التي شاركوا فيها في نطاق الفتوحات الإسلامية والتعريف بالبُعد العالمي لإسهامات العمانيين في الطب والعلوم الطبيعية، ورحلاتهم خارج عُمان، وأثرهم العلمي في البلدان التي هاجروا إليها، وكذلك التعريف بالدراسات الاستشراقية والرحالة الأجانب الذين زاروا عُمان ودرسوا العناصر الطبية والطبيعية في البيئة العُمانية وكتبوا عن الأطباء والعلماء العُمانيين، وفتح المجال أمام الباحث لدراسة التاريخ العُماني وتشجيعهم على نشر الأوراق البحثية المحكمة، والتعريف بجهودهم في إبراز إسهامات العلماء العُمانيين في إثراء التراث العربي والإنساني، وإبراز دور الجامعات والمؤسسات البحثية والباحث العُماني في دراسة إسهامات العُمانيين في الطب والعلوم الطبيعية واستدامتها". وأوضح أن هناك تسعة محاور للمشروع، تشمل محور المخطوطات والمؤلفات ويعنى بدراسة مؤلفات العمانيين في الطب والعلوم الطبيعية والفلك والمناخ والرياضيات والكيمياء وعلوم البحار والمعاجم الطبية وغيرها، وكيفية الحفاظ على المخطوطات العُمانية في هذا الشأن، ودراستها وتحقيقها وإخراجها إلى النور، ومحور الدراسات الاستشراقية التي عنيت بإسهامات العلماء العُمانيين في الطب والعلوم الطبيعية والفلك والمناخ وعلوم البحار، والمستشرقين الذي اهتموا بهذا المجال، ومحور دور الجامعات والمؤسسات البحثية والباحثين في إبراز إسهامات العمانيين في الطب والعلوم الطبيعية والفلك والمناخ وعلوم البحار، وما يحتاجه هذا الدور من دعم وتمكين لخدمة الموروث العُماني واستدامته، ويتعلق المحور الرابع بالطب التقليدي ومجالاته وأدواته ومواده وما ارتبط به من موروث شفهي غير مكتوب، واختلاف الممارسات الطبية التقليدية حسب التنوع البيئي والجغرافي، وإبراز الطب التقليدي العُماني علىٍ أسس معرفية، وتأصيله بمنهجية علمية بشكل مواز للطب الصيني والطب الهندي وغيرهما. وتابع أن من محاور المشروع أيضا محور الأمراض والأوبئة الذي سيعنى بتاريخ الأوبئة والأمراض في عُمان، وأسباب ظهورها وكيفية تعامل العُماني معها لعلاجها والحد من انتشارها، ومحور أخلاقيات المعرفة في مؤلفات العلماء العُمانيين ويعني بدراسة أنطولوجيا وأبستمولوجيا وأخلاقيات المعرفة في كتابات العلماء والأطباء العُمانيين وتطبيقاتها المعاصرة، ومحور استعمال النباتات العُمانية في الطب، والذي سيركز على دراسة الأدوية المستخرجة من البيئة العُمانية البرية والبحرية، التي أثبتت نجاعتها في العلاجات والاختراعات الطبية (القاو - اللبان - أعشاب علمي البحر - القشريات المستعملة في مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، إضافة إلى محور المشتغلين في الطب في عُمان عبر التاريخ والذي سيُبرز الأسر الطبية في عُمان والكوادر الطبية العُمانية العسكرية الذين أسهموا في المعارك الحربية التي خاضها العُمانيون دفاعاً عن بلادهم، وفي الفتوحات الإسلامية، ورحلات الأطباء العُمانيين الخارجية وأثرهم العلمي في البلدان التي هاجروا إليها، وأخيرا محور العلاج الروحي في عُمان جذوره المعرفية وتطوره عبر العصور وتفاعله مع موروثات الحضارات والثقافات العالمية وفرص تطويره وتقنينه. وأشار الدكتور الحسيني إلى أن تقديم طلبات الاستكتاب في المشروع ستستمر حتى نهاية سبتمبر المقبل على أنْ يتم استلام البحوث كاملة قبل نهاية أبريل من عام 2022.

مشاركة :