مريم علي الحمادي: أرى أعمالاًفنية في كل ما حولي

  • 9/29/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كل ما حولنا يمكن أن يصبح فناً، هذا ما تراه عين الفنان عندما تدرب أفكارها على إعادة خلق الأشياء وتدويرها في هوية مختلفة، من أجل وضعها في دورة حياة جديدة تجعلها على تماس مباشر مع الجمال، هكذا آمنت الفنانة الإماراتية الشابة مريم علي الحمادي، التي استهلت طريقها الفني تواً بأفكار مبدعة، استطاعت من خلالها أن تثبت أنه حتى القمامة من الممكن أن نصنع منها عملاً فنياً مبهراً. والحمادي فنانة من مواليد الشارقة، حاصلة على درجة بكالوريوس الآداب في الفنون الجميلة بجامعة الشارقة بامتياز، شاركت في معارض فنية عدة وفي عدد من المسابقات الدولية والمحلية، وحازت على المركز الأول على مستوى دولة الإمارات والشرق الأوسط في مسابقة الراوي الصغير لإنتاج الأفلام القصيرة 2006-2008، وعلى المركز الأول في مسابقة متحف الشارقة للآثار لإنتاج الأفلام القصيرة 2009، وتميزت بفن إعادة التدوير. } عادة، يتجه الأطفال إلى الرسم، كيف اكتشفتِ أن ميولك تتجه نحو الأشغال اليدوية؟ - في البداية لم يكن الأمر مختلفاً معي أيضاً، فأنا بدأت موهبتي مع الرسم، وكنت أحب المشاركة في الأنشطة الفنية، ولعل اهتمام والدتي بالأشغال اليدوية والتصميم تحديداً كان له تأثير فيّ، فوجدت نفسي أحب هذا الفن بالفطرة، وبالتدريج بدأت أستمتع بتشكيل الأشياء في المنزل بعيداً عن الدروس المدرسية والواجبات، وكان لخالتي دور كبير في تطوير هذا التوجه لدي، كونها معلمة فنون، وحين لاحظت موهبتي صارت تطلب مني مساعدتها في التحضير لورش العمل التي كانت تعدها للطالبات، وفي المشاريع التي كانت تعمل عليها في المدرسة. } متى بدأت العلاقة بيت الأشغال اليدوية التي تحبينها، وبين فكرة إعادة التدوير؟ - إعادة التدوير كانت تشدني منذ الطفولة أيضاً، فميولي تجعلني أرى الأعمال الفنية في كل الأشياء حولي، وأول عمل ابتدعته من مخيلتي كان إعادة تدوير الملاعق البلاستيكية، عن طريق إحراقها وإلصاقها ببعضها البعض حتى أشكل منها وردة، وهكذا أعجبتني الفكرة، فاستمريت في العمل وصممت مجمع ورود كامل مع القاعدة، وكان غريباً جداً ومميزاً حينها. } قليلون هم الذين يقررون اختيار التخصص الجامعي تبعاً لموهبتهم، خصوصاً إن كانت فنية، ماذا جعلكِ تتمسكين بهذه الموهبة؟ - منذ أيام الدراسة الثانوية، كنت قررت أن أدرس الفنون الجميلة لأني أحبها وأريد أن أدرس فرعاً دراسياً أستمتع به ويكون سهلاً بالنسبة إلي، إضافة إلى إمكانية الإبداع فيه. } ماذا عن أهم المعارض التي شاركتِ فيها؟ - المعرض الأول والأكثر أهمية بالنسبة إلي، كان الذي قدمت فيه مشروعي بعنوان طبيعة بحجم زجاجة وكان يتناول العلاقة بين البيئة والمواد الضارة بها، والتي استطعت بنظرتي الفنية أن أحولها إلى قطع فنية مبهرة، وكنت أريد أن ألفت الانتباه حينها إلى قوارير المياه التي لا تشغل بالنا عادة، لكن عندما نجمعها ننتبه بالفعل لحجم الكميات التي نستخدمها ونضر البيئة بها. أما المعرض الثاني المهم فكان يتبع لفعالية صيف الفنون في خورفكان، حيث دعاني القائمون على المعرض للمشاركة بعد إطلاعهم على مشروعي الأول، خصوصاً أن موضوع المعرض كان يركز على إعادة التدوير، وبالفعل شاركت بمشروع جنائن معلقة الذي ضم أعمالاً عدة وهي ألوان الرياح، ولحظة سقوط، والعودة إلى الحياة، وزهور بلا دروب، وكانت جميعها تركز على إعادة تدوير علب المياه بمختلف أنواعها وأشكالها. } اختلفت طبيعة الفن عموماً هذه الأيام، كيف تنظرين إلى الأمر؟ - الجيل الحالي يختلف عن السابق بتحرره من النظرة التقليدية للأمور، خصوصاً الفن الذي كانوا ينظرون إليه على أنه محصور بالألوان الزيتية واللوحات المعلقة على الحائط فقط، فلم يكن في الماضي اتجاه نحو إعادة التدوير، أو الغرفيك، أو رسم الشوارع. } أين تعرض الأعمال الفنية التي تتحدثين عنها، كالمجسمات المشغولة من النفايات على سبيل المثال؟ - هذا النوع من الأعمال مرغوب في الأماكن العامة، ومراكز التسوق، والمؤسسات الحكومية، فهو فن عام يعرض في كل مكان لأنه يحمل رسالة يجب أن تصل. } وما رسالتك كفنانة؟ - فن إعادة التدوير إجمالاً موضوعه الوحيد هو الحفاظ على البيئة، ويتمثل هذا من خلال التأكيد على فكرة ضرورة التخلص من المواد الضارة بالبيئة و بالإنسان، وأنا كفنانة أعمل على تحويل هذه الأشياء التي ينظر إليها العالم على أنها مجرد قمامة، إلى أعمال فنية مبهرة، وهذه هي طريقتي الخاصة بالتخلص منها. } أين أنتِ اليوم؟ - تخرجت مؤخراً في الجامعة، وباشرت العمل حالياً في مؤسسة الفنون في الشارقة كمتدربة، وأنوي الاستمرار في الدراسات العليا، أما على الصعيد الفني فلدي الكثير من الأفكار الجديدة، التي أعمل على جمعها ومعالجتها حتى أخرج بموضوع مختلف وجديد كلياً لأشتغل به. } أين ترين نفسكِ في المستقبل البعيد؟ - أرى نفسي فنانة ناجحة ومعروفة، أرفع اسم بلادي على الصعيد العربي والعالمي. } برأيك هل تغيرت فرص الفنانين اليوم، وأصبحت حياتهم أسهل؟ - لا شك أن أي فنان يواجه الصعوبات في حياته، في البداية مثل أي شخص آخر، خصوصاً أن الفن غير مفهوم من قبل الجميع، فهو عبارة عن مشاعر وأحاسيس يعبر من خلالها الفنان عن ثقافته أمام الثقافات الأخرى، ولهذا يجب عليه أن يكون صبوراً، وأن يدافع عن فكرته حتى يثبت وجوده وبصمته في هذا المجال. } فنانو اليوم أكثر واقعية من الأجيال السابقة، هل هذا صحيح؟ - لعل الأمر مرتبط بقدرة فنان اليوم على الموازنة بين الحالة الفنية السريالية التي يعيش بها ليتلاشى في سبيل الفن، وبين الحياة المادية والواقعية وأهمية قدرته على استخدام ذكائه لإيصال هذا الفن، ولعل أساليب الحياة اليوم خدمت الفنانين الشباب كثيراً، فصار من السهل عليهم نشر أعمالهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتحقيق الانتشار، إضافة إلى تحفيز الناس لهم وحماستهم لشراء هذه الأعمال.

مشاركة :