تحط مئات الأنواع من الطيور المهاجرة رحالها في دولة الإمارات على مدار العام لتنعم بأجوائها وغنى محمياتها الطبيعية التي أصبحت محطة سنوية في طريق هجرة هذه الطيور القادمة من أوروبا، وأفريقيا، وآسيا. وتعتبر الإمارات بحكم موقعها الجغرافي وطبيعة مناخها إضافة إلى توفر الملاذات المناسبة محطة سنوية أساسية على طريق الطيور المهاجرة، حيث تضم نحو 30 موقعاً مهماً للطيور المهاجرة والمستوطنة، تمتد على مساحة 4200 كيلومتر مربع تقريباً، منها 11 موقعاً مصنفاً كمناطق محمية قانونية، ومتمثلة في محميات مثل (الوثبة، بوالسياييف، رأس الخور، أشجار القرم، والحفية وغيرها)، وأهم الأنواع المهاجرة إليها (الحبارى، والفلامنجو، والأبلق الكستنائي، والصقر الحر، والنورس رقيق المنقار وغيرها)، وأهم الطيور المستوطنة فيها (الدلاية، والصفصوف، وأم طوق، وصفير النيس، والدسيسي، والبدوار، والبوم وغيرها). وتنقسم الطيور المهاجرة إلى أرض الدولة إلى نوعين هما الطيور المهاجرة الزائرة التي تهاجر من البلد الأم وتستقر في الإمارات كزائرة لمدة غير قصيرة، والطيور المهاجرة العابرة وهي التي تمر في سماء الإمارات مروراً فقط للأكل والشرب والراحة ثم تكمل مسيرتها إلى وجهتها المنشودة. وعلى مدار السنوات بذلت الإمارات جهوداً كبيرة في المحافظة على التنوع البيولوجي وحماية الطيور المهاجرة، وقد برزت هذه الجهود من خلال عدة اتجاهات رئيسية تمثلت في التوسع بإقامة المناطق المحمية التي تشكل ملجأً آمناً للتعشيش والتكاثر، ومكافحة التلوث البحري حيث تشكل البيئة البحرية ملاذاً أساسياً للطيور المهاجرة، فضلاً عن تنفيذ مجموعة مهمة من البرامج الوطنية في إطار الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي للمحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض وإكثارها وإطلاقها في مواطن انتشارها الطبيعي وفي مقدمتها الصقور والحبارى. ويصل عدد المحميات الطبيعية في دولة إلى 49 محمية يشكل عدد منها محطات وموائل مهمة للطيور المهاجرة، وقد تمّ تسجيلها ضمن القائمة الدولية للأراضي الرطبة ذات الأهمية العالمية التابعة لاتفاقية (رامسار) مثل محمية الوثبة في أبوظبي، ومحمية رأس الخور بدبي، ومحميتي أشجار القرم والحفية وجزيرة صير بونعير في الشارقة، وتم إنشاء هذه المحميات في إطار تخفيف الضغوط التي تتعرض لها الطيور المهاجرة، وتوفير أقصى درجات الحماية في سبيل المحافظة على التنوع البيولوجي بالدولة. وتعد محمية الوثبة للأراضي الرطبة واحدة من أولى المحميات الطبيعية في إمارة أبوظبي، وتعتبر ملاذاً لأكثر من 200 نوع من الطيور المهاجرة، وموطناً للعديد من الأنواع، حيث تم رصد 11 نوعاً من الثدييات الصغيرة، و10 أنواع من الزواحف، وأكثر من 35 نوعاً من النباتات. وأجمل ما يمكن رؤيته في محمية الوثبة هي طيور الفنتير (الفلامنغو) بالأخص عندما تأتي هذه الطيور المهاجرة لقضاء الفترة ما بين الخريف والربيع، حيث يمكن رؤية ما يصل إلى 4000 من هذه الطيور فيها، وحتى عندما تعود أغلبها إلى وسط آسيا لقضاء أشهر الصيف، تبقى هنا مجموعة منها لتسكن هذه المنطقة طوال العام. بدورها تستضيف محمية رأس الخور في دبي سنوياً آلاف الطيور المهاجرة التي تقيم بشكل مؤقت على ضفاف المسطحات المالحة والمسطحات الطينية وأشجار القرم والمستنقعات التي تنتشر بكثافة في المحمية. وتضم المحمية مئات الأنواع من الطيور، وتمتاز بثراء وتنوع الحياة النباتية والبرية، خاصة للطيور البحرية المتعددة الأنواع والأشكال ومنها طيور «النحام» و«الفلامنجو» و«البلشون» و«الصواي» الذي يهاجر إلى الإمارات بدءاً من الأشهر المعتدلة المناخ مثل مارس ويكثر في يناير، ويفضل المياه الضحلة. وفي الشارقة تجد طيور «الخشاش» و«أم صنين» المهاجرة ضالتها في محمية صير بونعير بعد عناء رحلة طيران طويلة من الشمال نحو الجنوب حيث تستفيد مما تحويه المحمية من عناصر بيئية مهمة. يشار إلى أن العالم يحتفي باليوم العالمي للطيور المهاجرة مرتين في السنة، تصادف الأولى السبت الثاني من شهر مايو، فيما تصادف الثانية السبت الثاني من شهر أكتوبر ويرتبط هذان اليومان بموعد هجرات الطيور التي تنطلق في بداية الصيف وبداية الخريف. وبحسب الأمم المتحدة فإن عدد أنواع الطيور التي تعيش على كوكب الأرض يبلغ 11 ألف نوع، يهاجر نحو خمسها بشكل سنوي بين الشمال والجنوب محذرةً من أن 40% منها في انخفاض، في حين يتعرض 80% لخطر الانقراض. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :