عواصم (وكالات) دان الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، من يؤيدون قادة مثل الرئيس السوري بشار الأسد الذي وصفه بأنه «طاغية قاتل للأطفال بالبراميل المتفجرة»، في هجوم غير مباشر على موسكو وطهران، قائلاً إنه استناداً لهذا المنطق علينا أن ندعم طغاة باعتبار أن هذا الوضع هو المطلوب للتغلب على الفوضى، وهو السبيل الوحيد للقضاء على الإرهاب أو لمنع التدخل الخارجي». ودعا أوباما إلى مرحلة انتقالية في سوريا تستثني الأسد، معرباً عن استعداده للعمل مع روسيا وإيران بهذا الشأن، مع تشديده على أنه لا يمكن العودة إلى الوضع القائم قبل الحرب الأهلية بعد كل ما أريق من دماء. بالمقابل، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المنبر نفسه، أن رفض التعاون مع حكومة الأسد سيكون «خطأ كبيراً» مشيراً إلى ضرورة الإقرار بأن قوات الرئيس السوري هي «الوحيدة التي تقاتل فعلاً داعش» والجماعات الإرهابية الأخرى، ودعا إلى تشكيل «تحالف واسع» شبيه بالتحالف ضد النازية لمحاربة التنظيم المتطرف في سوريا، مضيفاً أن بلاده التي ترأس الدورة الحالية لمجلس الأمن الدولي، ستعقد اجتماعاً وزارياً للمجلس خلال الأيام المقبلة لبحث التنسيق بين جميع القوى المواجهة لـ«داعش» وتحليل التهديدات المحدقة بمنطقة الشرق الأوسط. من ناحيته، أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أمام المحفل الدولي نفسه، أنه سيعمل مع روسيا وإيران لإنهاء الصراع السوري بتحقيق انتقال سياسي، لكنه شدد على ضرورة أن تدرك طهران وموسكو أن الأسد «لا يمكن أن يكون جزءاً من أي انتقال سياسي». وتابع أولاند «علينا أن نبذل كل ما هو ممكن للتوصل إلى انتقال سياسي في سوريا..موسكو وطهران قالتا إنهما راغبتان في المساهمة في حل... وبالتالي علينا العمل معهما ونقول لها إن الحل لعملية انتقالية في سوريا يجب أن يلاحظ رحيل الأسد». وانتقد أولاند «وهم» الرئيس السوري الذي يسعى إلى «الإيحاء بأننا إذا كنا ضد (داعش) فإننا معه.. كلا!». وبدوره، أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن بلاده مستعدة للعمل مع جميع الدول بما فيها روسيا، من أجل انتقال سياسي سلمي في سوريا والحاق الهزيمة بـ«داعش»، مضيفاً بقوله «في سوريا الجديدة، ينبغي ألا يكون هناك مكان للأسد ولداعش» والجماعات الضالعة في الجرائم، واعتبر الرئيس السوري المسؤول الرئيسي عن الأزمة المحتدمة، كونه ارتكب جرائم ضد الإنسانية. ولدى افتتاحه أعمال الجمعية العامة أمس، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون روسيا والولايات المتحدة والسعودية وتركيا وإيران هي الدول التي تملك «مفتاح» الحل السياسي للأزمة السورية، مناشداً إياها «وضع حد لشلل الدبلوماسي» بهذا الصدد. وطالب كي مون للمرة الأولى بإحالة مجرمي الحرب في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، مشيراً في خطابه أمام قادة الدول الـ193 الأعضاء في المنظمة الدولية، إلى أن «سوريين أبرياء يدفعون ثمن إلقاء مزيد من البراميل المتفجرة والإرهاب، ولابد ألا تكون هناك حصانة للجرائم الفظيعة» المرتكبة. وأضاف أمين عام الأمم المتحدة أن الصراع السوري تدفعه «قوى ومنافسات إقليمية»، و«يدفع السوريين ليتركوا بلادهم بسبب الحرب والتشدد»، داعياً الأطراف السورية إلى العودة إلى طاولة الحوار. وجاءت المواجهات اللفظية بشأن الملف السوري قبيل مواجهة ثنائية مباشرة بين أوباما وبوتين الليلة الماضية على هامش أعمال الجمعية العامة، جرى التمهيد له بلقاء عقده وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرجي لافروف وهو الثنائي خلال يومين. وفي مقابلة بثتها محطة تليفزيونية أميركية وبثها الكرملين أمس، قال بوتين إن بلاده لا تعتزم القيام بـ«عمليات برية» في سوريا «في الوقت الراهن» على الأقل، لكنها ستكثف دعمها للأسد وشركاء في بلدان أخرى لمحاربة الإرهاب. وتابع «لا توجد وسيلة أخرى لتسوية الصراع السوري سوى تعزيز المؤسسات الحكومية الشرعية القائمة ودعمها في حربها ضد الإرهاب وتشجيعها بالطبع على اقامة حوار ايجابي مع جزء (بناء من المعارضة) وتنفيذ إصلاحات سياسية».
مشاركة :