عندما كنت فتى صغيراً كنت كل ليلة في رمضان، وبعد صلاة التراويح أتوجه لبيت خالي عبد اللطيف -رحمه الله- وكان مجلسه من المجالس القلة بمدينتنا المبرز التي يوجد فيها راديو وحتى تلفزيون. وكان يطيب لنا الاستماع لبرامج صوت العرب وسهراته الرمضانية. ومن الأشياء التي رسخت في ذاكرتي بعد سماعي أغنية (ليه يا بنفسج) للمطرب صالح عبد الحي. وكلمات بيرم التونسي. ولحن رياض السنباطي.. وبعد سماعي للأغنية الطربية والخفيفة الإيقاع. لم أتردد في صباح اليوم الثاني أن أبحث في مكتبتي المتواضعة عن معلومات عن هذا اللون الذي دفع بالمطرب أن يردد بحب ولهفة: ليه يا بنفسج «بتبهج» وأنت زهر حزين والعين تتابعك «وطبعك» محتشم ورزين فاكتشفت أنه اللون الأرجواني وأخذ اسمه من زهرة «خزام» وهناك كما تقول الأبحاث المتخصصة في عالم الألوان أنه متعدد درجات اللون ما بين فاتح وغامق حتى أن الحبيبة» الجوهرة» أم عبدالله عابت على أنني رسمت زهور الخزامى في لوحتي (فارس الوطن والربيع) رسمتها فاتحة نوعاً ما وهي في العادة أعمق لوناً فأجبتها بكل ثقة الزهور والورود قد تحمل اسماً واحداً لكن ألوانها قد تختلف درجاتها فزهور الخزامى (Lavender) تتدرج حتى في بعض الدول، فهناك ألوان عميقة اللون وأخرى فاتحة، بل حتى في أوراقها تتدرج بصورة مذهلة تجعلك تردد سبحان الله على ما أبدع... ومن هنا أكدت الدراسات النقدية والتحليلية لألوان «الخزامى» أنه يوجد له أيضاً عدة معان لما يعنيه اللون نفسه. فهو يعبر عن الهدوء والخيال والروحانية والرومانسية وحتى الحب، وكذلك يعبر باختصار عن العملية الإبداعية بل هناك من يشير إلى أنه يمثل لون العظمة. وكم هو رائع بل من حسن الطالع أن يواكب اختيار مراسمنا الملكية المتميزة للون «البنفسح» ليكون لون سجاد استقبال كبار الزوار في مملكتنا العظمى.. وفي هذا الوقت بالذات الذي يأتي في مناسبة الذكرى الرابعة لبيعة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي عهدنا المحبوب.. هذه البيعة التي تتجدد تلقائياً من قلوب ملايين المواطنين وفاء وولاء وتعبيراً عن حبهم لقيادتهم الحكيمة.. والدارس للتاريخ يكتشف أن هذا اللون «البنفسج» هو لون رمزي للملوك والأباطرة وحتى القادة والنبلاء والأثرياء في العديد من دول العالم. ومن هنا جاء هذا الاختيار والتقدير الكبير لهذا اللون المتميز والرهيب والذي عادة من أجمل ما يهدى كباقة زهور «للحبيب وكانت بعض الممالك القديمة لا تسمح بارتداء ملابس بهذا اللون للعامة. وكانت عملية ايجاد اللون البنفسجي أمراً صعباً، وبالتالي صبغته ثمينة وأقمشته كانت كذلك وعادة لا يوجد اللون إلا لدى عطارين متخصصين.. أو صناع الأدوية والعقاقير.. وماذا بعد مئات الملايين في العالم يشاهدون هذا اللون ربما على مدار الساعة من خلال موقع بريدهم «الياهو» فهو بزين موقعه به بل وحتى من خلال درجاته لونه بل إنه يكاد يقول سارعوا في استخدام هذا اللون فهو يبعدكم عن الاكتئاب أيها الأحباب. فهو لون ضد الاكتئاب كما يؤكد أطباء الصحة النفسية.. ومعلوم أخيراً أن هذا اللون بالإمكان الحصول عليه من خلال مزج اللون الأحمر والأزرق.
مشاركة :