اقتحمت قوات الشرطة الإسرائيلية صباح اليوم (الاثنين)، المسجد الأقصى شرق مدينة القدس حيث اندلعت مواجهات مع الفلسطينيين. وقالت مصادر فلسطينية لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن قوات الشرطة أطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع والصوت تجاه الفلسطينيين داخل المسجد الذين تصدوا بإلقاء الحجارة والمفرقعات النارية مرددين التكبيرات. وحسب المصادر، فإن أصوات الرصاص والقنابل سمع دويها في كافة أرجاء المسجد الأقصى الأمر الذي أوقع إصابات كثيرة في صفوف الفلسطينيين بالمسجد دون معرفة طبيعتها أو عددها حتى اللحظة. وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني لـ ((شينخوا))، إن قوات الشرطة "هاجمت المسجد بشكل همجي وغير مسبوق ومبيت مسبقا ورفضت السماح للطواقم الطبية بإخلاء الإصابات من المكان". وذكر الكسواني، أن قوات الشرطة الإسرائيلية تحاصر أكثر من 3 آلاف فلسطيني داخل المصلى القبلي أحد المصليات في المسجد الأقصى. وأطلقت مآذن القدس نداء موحدا للفلسطينيين في مختلف أماكن تواجدهم للتدخل من أجل "فك الحصار" الذي تفرضه قوات الشرطة على الأقصى منذ ثلاث ساعات، وإنقاذ المصلين المحتجزين. وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن طواقمها تعاملت مع 215 إصابة خلال المواجهات في المسجد الأقصى ومحيط البلدة القديمة حتى اللحظة معظمها بالمطاط في الجزء العلوي من الجسم. وقالت الجمعية في بيان تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، إن أكثر من 153 إصابة نقلت لمستشفيات المدينة المقدسة بينها 4 إصابات حرجة تم إيصالها بجهاز تنفس اصطناعي. وذكر المتحدث باسم الجمعية مأمون العباسي لـ ((شينخوا))، أن قوات الشرطة الإسرائيلية استهدفت الطواقم الطبية للهلال الأحمر ما أدى إلى إصابة عدد منهم وإعاقة عملهم بمنع الوصول للمصابين. وقال العباسي ان "هجوم قوات الشرطة هو الأعنف منذ سنوات" ما أرهق الطواقم الطبية وأدى الى نقص الإمدادات الطبية وأنابيب الأوكسجين الاصطناعي. واعتبر نائب محافظ مدينة القدس عبد الله صيام، أن ما يجري في المسجد الأقصى "اعتداء على حرية العبادة، والهجوم على المصلين العزل جريمة حرب". وقال صيام لـ ((شينخوا))، إن إسرائيل "تحاول كسر الإرادة الفلسطينية وتفريغ المدينة المقدسة لصالح المستوطنين وتمرير مخططات أن القدس الموحدة عاصمة لها". بدوره اعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) حسين الشيخ، أن اقتحام المسجد الأقصى "جريمة يرتكبها الاحتلال". وأعلن الشيخ في بيان وزع للصحفيين، أن القيادة الفلسطينية تدرس كل الخيارات للرد على هذا العدوان البشع على المقدسات والمواطنين". وفي السياق حذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، من أن "الاحتلال الإسرائيلي سيدفع الثمن غاليا جراء تغوله على المسجد الأقصى والمصلين فيه". وقالت الحركة في بيان صحفي، إن ما يحدث في المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين المعتكفين، "حرب دينية يمارسها الاحتلال، وهي دليل على وحشيته ونازيته". وساد التوتر في المسجد منذ ساعات الفجر الأولى تزامنا مع دعوات لجماعات المستوطنين لتنفيذ اقتحامات للأقصى اليوم في ذكرى ما يسمى "توحيد القدس" ذكرى احتلال الجزء الشرقي من المدينة. وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة، إنه تقرر منع الزوار اليهود من دخول الحرم القدسي في هذه المرحلة بعد جلسة أمنية تقييمية ترأسها مفتش الشرطة العام الجنرال يعكوف شبتاي. وأعرب رئيس بلدية القدس الإسرائيلية موشيه ليؤون عن دعمه للقرار بحظر الزيارات اليهودية للحرم القدسي الشريف، معتبرا أنه ليس بمثابة "رضوخ للإرهاب الفلسطيني بل من منطلق الحفاظ على حياة الناس". وتصاعدت حدة التوتر في القدس وامتدت إلى الضفة الغربية وقطاع غزة منذ بداية شهر رمضان وسط غضب متزايد من احتمال طرد فلسطينيين من منازلهم بمنطقة في القدس يدعي مستوطنون يهود ملكيتهم لها. واندلعت مواجهات عنيفة بشكل شبه يومي في باحات المسجد الأقصى في شرق القدس بين آلاف الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية ما خلف مئات الإصابات. وشهدت الضفة الغربية حوادث توتر متفرقة أدت إلى مقتل ثلاثة فلسطينيين بينهم فتى وإسرائيلي فضلا عن مئات الإصابات في مواجهات في عدد من القرى والبلدات. وامتد التوتر إلى قطاع غزة الذي استأنفت الفصائل فيه إطلاق بالونات حارقة وتنظيم تظاهرات ليلية قرب السياج الأمني مع إسرائيل وتوعدت بتصعيد خطواتها حال استمرار التوتر في القدس. يشار إلى أن التوتر في المسجد الأقصى كثيرا ما كان سببا لجولات من التصعيد بين الفلسطينيين وإسرائيل منها "هبة النفق" التي اندلعت في العام 1996 احتجاجا على حفر وافتتاح إسرائيل للنفق الغربي أسفل الأقصى والتي استمرت ستة أشهر. وفي العام 2000 فجرت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون بمرافقة ألفين من الشرطة المدججين بالسلاح الانتفاضة الفلسطينية الثانية "انتفاضة الأقصى" والتي استمرت لعدة أعوام. كما يعزو مراقبون فلسطينيون بشكل أساسي موجة توتر بدأت مطلع أكتوبر 2015 وتخللها مئات العمليات الفردية لشبان فلسطينيين ضد أهداف إسرائيلية إلى موجة مواجهات شهدتها باحات المسجد الأقصى قبل ذلك بأشهر احتجاجا على دخول جماعات يهودية للمسجد. وحذر مسؤولون فلسطينيون مرارا من أن تؤدي أحداث التوتر المتكررة في المسجد الأقصى إلى اندلاع حرب دينية في المنطقة.
مشاركة :