اقتحمت قوات الشرطة الإسرائيلية صباح اليوم (الاثنين)، المسجد الأقصى شرق مدينة القدس حيث اندلعت مواجهات مع الفلسطينيين. وقالت مصادر فلسطينية لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن قوات الشرطة أطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت تجاه الفلسطينيين داخل المسجد الذين تصدوا بإلقاء الحجارة والمفرقعات النارية مرددين التكبيرات. وحسب المصادر، فإن أصوات الرصاص والقنابل سمع دويها في كافة أرجاء المسجد الأقصى الأمر الذي أوقع إصابات كثيرة في صفوف الفلسطينيين بالمسجد، دون معرفة طبيعتها أو عددها حتى اللحظة. وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني لـ ((شينخوا))، إن قوات الشرطة "هاجمت المسجد بشكل همجي وغير مسبوق ومبيت مسبقا ورفضت السماح للطواقم الطبية بإخلاء الإصابات من المكان". من جهتها ذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان مقتضب تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، أن طواقمها نقلت 3 إصابات إلى مستشفى (المقاصد) بعد مواجهات عنيفة في المسجد الأقصى. وساد التوتر في المسجد منذ ساعات الفجر الأولى تزامنا مع دعوات لجماعات المستوطنين لتنفيذ اقتحامات للأقصى اليوم في ذكرى ما يسمى "توحيد القدس" ذكرى احتلال الجزء الشرقي من المدينة. وتصاعدت حدة التوتر في القدس وامتدت إلى الضفة الغربية وقطاع غزة منذ بداية شهر رمضان وسط غضب متزايد من احتمال طرد فلسطينيين من منازلهم بمنطقة في القدس يدعي مستوطنون يهود ملكيتهم لها. واندلعت مواجهات عنيفة بشكل شبه يومي في باحات المسجد الأقصى في شرق القدس بين آلاف الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية ما خلف مئات الإصابات. وشهدت الضفة الغربية حوادث توتر متفرقة أدت إلى مقتل ثلاثة فلسطينيين بينهم فتى وإسرائيلي فضلا عن مئات الإصابات في مواجهات في عدد من القرى والبلدات. وامتد التوتر إلى قطاع غزة الذي استأنفت الفصائل فيه إطلاق بالونات حارقة وتنظيم تظاهرات ليلية قرب السياج الأمني مع إسرائيل وتوعدت بتصعيد خطواتها حال استمرار التوتر في القدس. يشار إلى أن التوتر في المسجد الأقصى كثيرا ما كان سببا لجولات من التصعيد بين الفلسطينيين وإسرائيل منها "هبة النفق" التي اندلعت في العام 1996 احتجاجا على حفر وافتتاح إسرائيل للنفق الغربي أسفل الأقصى والتي استمرت ستة أشهر. وفي العام 2000 فجرت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون بمرافقة ألفين من الشرطة المدججين بالسلاح الانتفاضة الفلسطينية الثانية "انتفاضة الأقصى" والتي استمرت لعدة أعوام. كما يعزو مراقبون فلسطينيون بشكل أساسي موجة توتر بدأت مطلع أكتوبر 2015 وتخللها مئات العمليات الفردية لشبان فلسطينيين ضد أهداف إسرائيلية، إلى موجة مواجهات شهدتها باحات المسجد الأقصى قبل ذلك بأشهر احتجاجا على دخول جماعات يهودية للمسجد. وحذر مسؤولون فلسطينيون مرارا من أن تؤدي أحداث التوتر المتكررة في المسجد الأقصى إلى اندلاع حرب دينية في المنطقة.
مشاركة :