القاهرة - عندما قرر سعد محمد (56 عاما)، صاحب مطعم سعد الحرامي، وأُسرته إضافة مكونات حلوة الطعم لصحن الفول المصري الشهير، المعروف بطعمه المالح، هز كثيرون أكتافهم استغرابا لذلك. لكن شهر رمضان الحالي شهد إقبالا كبيرا من الزبائن لتناول وجبة السحور في المطعم الصغير بوسط القاهرة. ويُعرف الفول المدمس، الذي عادة ما يؤكل سادة أو مضافا إليه بعض الخضروات المقطعة، بطعمه المالح. ويتضمن التطوير الذي يقدمه المطعم إضافة مكونات حلوة من الفاكهة والقشدة وجوز الهند والمكسرات وحتى العكاوي لصحن الفول. وعن ذلك قال أحمد سعد، ابن صاحب المحل، "احنا بنعمل فول بالقشطة (القشدة)، قشطة بالبلح، قشطة مكسرات، عكاوي، لحمة مفرومة، سجق، بنعمل فول بالفاكهة، فواكه، فواكه مكسرات، وفواكه بالقشطة، عندي جمبري، فول بالجمبري". وأضاف لتلفزيون رويترز "الفكرة جات إن أنا بقعد أنا ووالدي ووالدتي واحنا أسرة مع بعض عادي ونحاول إن إحنا إزاي نطور من المحل أو من الشغل اللي إحنا بنعمله، إزاي نعمل حاجه مش عند حد، نميز نفسنا". وأردف "أنا أول ما باخش علي الزبون وبقوله المنيو وإن أنا عندي فول بالقشطة وفول بالعكاوي واللية والكلام ده، الزبون أصلا بيتخض، اللي هو بيتخطف، إزاي الحاجات دي. فالناس من الخطفة عايزة تجرب الحاجات الجديدة، فلما بينزلهم الناس بتعجبهم بس في الأول بيكون مستغرب إزاي حاجة مسكرة مع حاجة حادقة، إزاي يتخلطوا مع بعض، بس التيست (الطعم) في الآخر بيدي حاجة كويسة". والمحل مفتوح في مكانه منذ سنوات لكن صيته ذاع جدا منذ بدأ في تطوير صحن الفول قبل نحو عامين، واثار ضجة على مواقع التواصل. وقال صاحب المحل، سعد محمد وشهرته سعد الحرامي (56 سنة) "من خمس سنين فاتت أو 6 سنين فاتت الناس كانت بتستغرب الاسم، دلوقتي لا، خلاص الاسم دلوقتي علي السوشيال ميديا عامل ضجة. يعني علي السوشيال ميديا النهاردة اسم سعد الحرامي عامل ضجة علي السوشيال ميديا". وقال يوسف عبدالرحمن، وهو زبون عمره 24 عاما، "هو اللي استغربته أوي الفول بالفاكهة، جديد بالنسبة لحد بيحب الفاكهة فلو حد بيحب الفاكهة فهو حلو جدا جدا، بس اللي كان قوي جدا وحلو جدا الفول بالعكاوي، بصراحة جبار". وقال محمد أسعد، زبون ولاعب كرة، "أنا بصراحة أول مرة آكل فول بالعكاوي، بصراحة مختلف، أول مرة أدوقه فحسيت بحاجة مختلفة جدا، واللي بالفاكهة مختلفة جدا بس هما الاتنين بصراحة حلوين جدا ولازم يبقي فيه ابتكار في الحاجات دي علشان تقدر تغير من الفول اللي بتاكله سادة علطول، فبصراحة عجبني، عجبني جدا". ويعتبر الفول أشهر الأكلات الشعبية المصرية حيث يعد الطبق الرئيسي على وجبة الإفطار اليومية، كما انه من أكثر الأطعمة التي يبتكر اغلب المصريين في طرق إعدادها وطهيها. ويعتبر كل من الفول، والكشري أشهر الأكلات الشعبية المصرية التي يقبل على تناولها اغلب المصريين لبساطتها ومذاقها المتميز وانخفاض سعرها، فضلا عن الإحساس بالشبع عند تناولها مقارنة بأي وجبات أخرى في الإفطار أو الغداء.  ويصنف خبراء التغذية الفول بانه يأتي في المرحلة الثانية بعد اللحوم بسبب غناه بالبروتين مؤكدين ان وجبة الفول تمد الجسم بنصف كمية الحديد التي يحتاجها. ويتفق عدد من المسؤولين والخبراء على ضرورة وضع خطة شاملة للتوسع في زراعة البقوليات في مصر، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الفول البلدي والعدس، وهما المكونان الرئيسان لأطباق الفول والكشري. وطالبوا بوضع سياسات زراعية جديدة للإنتاج بعيدا عن التوسع في الاستيراد.