قبل أسابيع اتصلت بها وتوافقنا على موعد للقاء في المقهى لندردش بحوار صحافي ل اسيا ان ، وكم كانت لبقة ومنطلقة بحديثها معي على الهاتف ومتشوقة للقاء والجلسة التي ستجمعنا بعدما فرقتنا كورونا. ولكن ، على ما يبدو،والارجح أن الموت رفض فكرة اللقاء بين الشعراء وأخذ دوره الفاصل بين حياتنا. توفيت صباح اليوم الثلاثاء الأديبة والشاعرة اللبنانية الصديقة الشابة عناية جابر، بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز 63 عاما. عنناية جابر عرفت شاعرة وإعلامية وأديبة لبنانية امتد إبداعها لسنوات طويلة في الأدب، واهتمت كذلك فى الفن التشكيلى والغناء. ولدت الأديبة الراحلة فى بيروت وأقامت في قرية السلطانية قضاء بنت جبيل، على سفح جبل عامل فى الجنوب اللبناني. وتلقت عناية جابر تعليمها الابتدائي والإعدادي والثانوي فى الجنوب اللبناني، ثم تابعت بعدها دراستها، ونالت إجازة فى علوم سياسية من الجامعة اللبنانية. وللراحلة عدة إصدارات امتدت خلال ما يقارب عقدين من الزمن، وهي ”طقس الظلام، مزاج خاسر، ثم اننى مشغولة، استعد للعشاء،أمور بسيطة، ساتان أبيض، جميع أسبابنا، لا أخوات لي، لا أحد يضيع في بيروت“. وصحافيا، كتبت الراحلة المقالات النقدية الأدبية، والمقالات الجدلية للعديد من الصحف اللبنانية والعربية. كما أعادت جابر تقديم العديد من الأغاني بصوتها، من أبرزها “ مدام تحب بتنكر ليه، ليلة العيد، آمن بالله، يا فجر… بغياب عناية يفقد الشعر الانثوي اللبناني صورة مشرقة نابضة بالحيوية اللافتة والمميزة. حزينة بيروت اليوم وغدا وطويلا،وشارع الحمراء يدمع بعدما فقد عروسته الجميلة.