القاهرة 11 مايو 2021 (شينخوا) أعلن رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع، اليوم (الثلاثاء)، عن خطة لتطوير المجرى الملاحي للقناة، التي يمر بها نحو 10 % من إجمالي حركة التجارة العالمية، من أجل تأكيد الريادة المطلقة لقناة السويس إقليميا ودوليا. وقال ربيع، خلال افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي عدد من المشروعات بهيئة قناة السويس، إن الخطة تتضمن "إجراء عملية توسعة وتعميق لمسافة 30 كيلو مترا، من الكيلو 132 إلى الكيلو 162" بالمجرى الملاحي للقناة. وسوف يتم توسعة هذه المسافة من المجرى الملاحي 40 مترا جهة الشرق، وتعميق من 66 قدما إلى 72 قدما، وفقا لربيع. وأكد المسؤول المصري، أن أعمال التوسعة والتعميق المرتقبة سوف تزيد المسطح المائي، بحيث تحسن عبور السفن، لأنها ستقلل من التيارات المائية والرياح المؤثرة على مؤخر السفينة أثناء دخولها هذا القطاع، ما يزيد من قدرة قبطان السفينة والمرشد على قيادتها بسهولة. وتتضمن الخطة أيضا "إجراء ازدواج لمسافة 10 كيلو مترات، من الكيلو 122 إلى الكيلو 132" بالمجرى الملاحي، ونوه بأن هذا الازدواج سوف يحسن من الملاحة داخل القناة، ويزيد طاقتها الاستيعابية. وأوضح ربيع، أن "أعمال الحفر الجاف ستبلغ 3 ملايين متر مكعب فقط، وأعمال التكريك 42 مليون متر مكعب". وأشار إلى أن هذه الخطة، التي وافق عليها الرئيس السيسي، سوف يستغرق تنفيذها 24 شهرا. ولفت إلى أن هذه الخطة تأتي استكمالا لقرار حفر قناة السويس الجديدة، التي مثلت نقلة نوعية في تاريخ القناة، التي تعد أهم وأقصر ممر ملاحي يربط بين الشرق والغرب. وكشف رئيس هيئة قناة السويس، عن أن الهيئة بدأت في تطوير وإنشاء 10 جراجات بحرية في القناة، مخصصة لانتظار السفن في حالات الطوارئ، بما لا يعيق حركة الملاحة، بالإضافة إلى إنشاء 37 قيسون لرباط السفن بمنطقة البحيرات المرة، بما يضمن أعلى مستويات السلامة البحرية لكافة السفن العابرة. وأضاف أنه يتم "تنفيذ أعمال التكريك بغرض أداء الصيانة الدورية لكامل المجرى الملاحي، حفاظاً على مستوى الأعماق بالقناة من عمليات الإطماء الناتجة عن حركة السفن". وتنفذ الهيئة، برنامجا متكاملا لتحديث الأسطول البحري لقناة السويس وفق أحدث المعايير العالمية، حيث تم إضافة أربع قاطرات بحرية حديثة بقوة شد 70 طناً، وقاطرتين بقوة شد 8 أطنان، و7 لنشات إرشاد، وكراكتين. وشدد ربيع، على "تطوير أقسام الإنقاذ بالهيئة، من خلال التعاقد على شراء قاطرات بحرية عملاقة ذات قدرات شد كبيرة، وأوناش متعددة الأغراض مجهزة للتعامل مع سفن الحاويات العملاقة، ووحدات بحرية متطورة لدعم عمليات الانقاذ". وأشار إلى أنه "تم التعاقد على 3 لنشات هي الأحدث لمكافحة التلوث والانسكاب البترولي، ومتوقع دخولها الخدمة خلال الشهر الجاري". وفي إطار خطة هيئة قناة السويس للتحول الرقمي، تم اليوم افتتاح محطة مراقبة ملاحية ضمن 16 محطة على طول المجرى الملاحي، وهي المحطات التي تمثل مراكز للتحكم والسيطرة والإنذار المبكر والتدخل السريع أثناء الأزمات. وبلغت إيرادات القناة خلال شهر أبريل الماضي 551 مليون دولار، مقابل 476 مليون دولار في أبريل 2020، بزيادة قدرها 15.8 %، وفقا لربيع. بدوره، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن هيئة قناة السويس عملاقة وكبيرة، وتتطور بما يتوافق مع تطور حركة التجارة في العالم، مشيرا إلى أن القناة تعمل بكفاءة. وأوضح أن الهيئة تستطيع، بمواردها ومعداتها، أن تقوم بتنفيذ خطة التوسعة والتعميق والازواج في مدة أقصاها 24 شهرا، قبل أن يضيف "نريد أن نستغل إمكانيات الهيئة، وليس لدينا مانع من الاستعانة ببعض الشركات للمساعدة في عملية التكريك والتوسعة بالجزء الجنوبي" للقناة. وتأتي هذه الخطة على خلفية حادث سفينة الحاويات البنمية "إيفر غيفن"، التي جنحت في أواخر مارس الماضي لقرابة أسبوع في المدخل الجنوبي لقناة السويس، ما أدى إلى تعليق الملاحة، قبل أن تعلن مصر في 29 مارس الماضي تعويم السفينة واستئناف الملاحة. في سياق متصل، كشف ربيع عن تحويل المبنى الإداري للشركة العالمية لقناة السويس، الذي تم إنشاؤه في العام 1862، إلى متحف عالمي، يسلط الضوء على تاريخ قناة السويس، منذ بداية فكرة ربط البحرين الأحمر والمتوسط في العصر الفرعوني وصولاً لحفر قناة السويس الجديدة. ومن المقرر أن يحتوي المتحف على 22 قاعة عرض، تدور حول سبع محاور تاريخية رئيسية، إلى جانب قاعة مؤتمرات ومعامل لترميم القطع الأثرية. وبلغت نسبة إنجاز المتحف حتى الآن 60 %، ومن المقرر افتتاحه خلال الفترة المقبلة.
مشاركة :